الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقيده ابن تيمية بالنعل التي يشق نزعها
(1)
.
دليل من قال بجواز المسح.
الدليل الأول:
(31)
ما رواه أحمد، قال: حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، عن أبي قيس، عن هزيل بن شرحبيل،
عن المغيرة بن شعبة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ، ومسح على الجوربين والنعلين
(2)
.
[رجاله ثقات إلا أنه معلول، وسبق بحثه في المسح على الجوارب].
وأجيب:
أولاً: الحديث ضعيف؛ وقد علمت كلام أحمد وابن مهدي وسفيان ومسلم والنسائي والدارقطني وغيرهم في تعليل هذا الحديث.
ثانياً: قالوا: إن حديث المغيرة هذا، المقصود منه أنه مسح على جوربين منعلين، لا أنه جورب منفرد، ونعل منفرد، فكأنه قال: مسح على جوربيه المنعلين.
وسبق الجواب على هذا الإشكال في مسألة المسح على الجورب، فارجع إليه إن شئت.
الدليل الثاني:
(32)
ما رواه أحمد، قال: ثنا بهز بن أسد، ثنا حماد بن سلمة، أنا
(1)
الفتاوى الكبرى (1/ 304) وقيده بالنعل التي يشق نزعها، الإنصاف (1/ 183).
(2)
المسند (2/ 252)، ومن طريق أحمد أخرجه ابن الجوزي في التحقيق (1/ 215).
يعلى بن عطاء،
عن أوس بن أبي أوس، قال: رأيت أبي يوما توضأ، فمسح على النعلين، فقلت له: أتمسح عليهما؟ فقال: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل
(1)
.
[الحديث معلول]
(2)
.
(1)
المسند (4/ 9).
(2)
الحديث فيه علتان:
الأولى: الانقطاع، يعلى بن عطاء لم يدرك أوس بن أبي أوس، نص على ذلك البيهقي في السنن (1/ 287).
الثانية: الاختلاف فيه على يعلى بن عطاء،
فرواه حماد بن سلمة وشريك، عن يعلى بن عطاء، عن أوس بن أبي أوس، عن أبيه.
وخالفهما هشيم وشعبة، فروياه عن يعلى بن عطاء، عن أبيه، عن أوس بن أبي أوس أن رسول الله، فزادا في الإسناد عطاء والد يعلى، وهو ضعيف.
وجعلوه من مسند أوس، وليس من مسند أبي أوس. وهو الراجح.
فأما رواية حماد بن سلمة، فأخرجها الطيالسي في مسنده (1113) قال: حدثنا حماد ابن سلمة، عن يعلى بن عطاء، عن أوس الثقفي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ ومسح على نعليه.
ومن طريق أبي داود أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 96)، والبيهقي (1/ 287).
وأخرجه أحمد (4/ 9) حدثنا بهز بن أسد، حدثنا حماد بن سلمة، أخبرنا يعلى بن عطاء، عن أوس بن أبي أوس، قال: رأيت أبي يوماً توضأ، فمسح على النعلين، فقلت له: أتمسح عليهما؟ فقال: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل.
ورواه الطبراني في الكبير (1/ 222) رقم 605 والطحاوي (1/ 96) من طريق =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الحجاج بن منهال، ثنا حماد بن سلمة به.
وتابع شريك حماداً، فرواه أحمد (4/ 9) حدثنا وكيع، عن شريك، عن يعلى بن عطاء، عن أوس بن أبي أوس، عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ، ومسح على نعليه.
وأخرجه أحمد (4/ 10) حدثنا الفضل بن دكين، قال: حدثنا شريك به بنحوه.
وأخرجه ابن أبي شيبة (1/ 173) رقم 1997، (7/ 309) رقم 36356 قال: حدثنا شريك، عن يعلى بن عطاء، عن أوس بن أبي أوس به، وتحرف الإسناد الأول في المطبوع إلى (ابن أبي إياس).
ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 122) رقم 606.
وأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 97) من طريق محمد بن سعيد الأصبهاني، قال: أنا شريك به.
فهذان الطريقان أعني طريق حماد وشريك فقط هما اللذان جعلاه من مسند أبي أوس حذيفة، كما أن فيها رواية يعلى بن عطاء عن أوس، ولم يسمعه منه، إنما دلسه عنه، والصحيح أنه سمعه من أبيه، عن أوس.
وأما رواية شعبة وهشيم، فجعلاه من مسند أوس الابن، وهو صحابي أيضاً، وزادا في الإسناد والد يعلى بن عطاء، وهو مجهول. وإليك تخريجها:
الحديث أخرجه أحمد (4/ 8) حدثنا يحيى - يعني ابن سعيد - قال: حدثني يعلى، عن أبيه، عن أوس بن أبي أوس، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ، ومسح على نعليه.
ومن طريق أحمد أخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة (978).
ورواه الطبراني في الكبير (1/ 222) رقم 607،608 من طريق يحيى بن سعيد عن شعبة به.
فهنا أوس يصرح بأنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح على نعليه، بينما في رواية حماد وشريك أنكر أوس على أبيه المسح على النعلين حتى أخبره أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله، وإذا كان أوس قد رأى الرسول صلى الله عليه وسلم يفعله، فلماذا ينكر على أبيه شيئاً رأي رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله.
وأما رواية هشيم، فأخرجها أبو داود (160) قال: حدثنا مسدد وعباد بن موسى، =