الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فهو الذي خلقها وابتدعها على غير مثال سبق، فإن شواهد الحدوث والخلق والتسخير ظاهر عليها، فلا بد لهما من صانع، وهو الله لا إله إلا هو، خالق كل شيء وإلهه ومليكه"
(1)
.
وفي جواب موسى عليه السلام لفرعون عندما سأله عن رب العالمين وكان يجحد الصانع ويعتقد أنه لا رب سواه: {قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ}
(2)
أي خالق جميع ذلك ومالكه هو رب العالمين، وهو الخالق
(3)
.
ثم إن الله تعالى يدعو عباده إلى التفكر في مخلوقاته - ومنها السماوات- الدالة على وجوده وانفراده بخلقها، وأنه المعبود وحده
(4)
(5)
.
ثانياً: توحيد الربوبية:
بين الله عز وجل أن النظر في ملكوت السماوات والأرض والتأمل في خلقهما يدل على وحدانيته عز وجل في ملكه وخلقه، وأنه لا إله غيره ولا رب سواه
(6)
، قال تعالى:{وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ}
(7)
.
(1)
تفسير ابن كثير: 4/ 482.
(2)
الشعراء: 24.
(3)
المرجع السابق: 6/ 138.
(4)
انظر: تفسير القرطبي: 14/ 8، وتفسير ابن كثير: 6/ 305.
(5)
الروم: 8.
(6)
انظر: تفسير الطبري: 7/ 283، 286، وتفسير ابن كثير: 3/ 290.
(7)
الأنعام: 75.
وأخبر الله عز وجل أن له ملك السماوات ومن فيهن، ويتصرف بها كيف شاء، لا معقب لحكمه، ولا راد لقضائه، قال تعالى:{قُلْ لِمَنْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلْ لِلَّهِ}
(1)
.
وأنه الحاكم فيهما كما أنه المالك لهما
(2)
(3)
.
وأخبر جل وعلا أن السماء والأرض تقوم بأمره لها، وتسخيره إياها، وأنه ممسك لها أن تقع على الأرض إلا بإذنه
(4)
، قال تعالى:{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ}
(5)
، وقال تعالى:{وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ}
(6)
(7)
، فلا يقدر على ذلك إلا الله، وهذا من أدلة ربوبيته
(8)
.
وقد أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقول للكفار المشركين بالله، المكذبين لرسوله: أن الله هو رب السماوات والأرض، فقال:{قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنْذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (65) رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ}
(9)
، فهو وحده الذي قهر كل شيء وغلبه. وهو المالك له المتصرف فيه، ولم ينكر
(1)
الأنعام: 12.
(2)
انظر تفسير القرطبي: 2/ 69، وتفسير ابن كثير 1/ 379.
(3)
البقرة: 107
(4)
تفسير ابن كثير: 6/ 310.
(5)
الروم: 25.
(6)
الحج: 65.
(7)
فاطر: 41.
(8)
انظر: تفسير القرطبي: 14/ 356، وتفسير ابن كثير: 6/ 557.
(9)
ص: 65 - 66.