الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المتكلم لا بد أن يكون له لسان وجوف وشفتان، أن الله عز وجل أخبر أن السماء تكلمت، في قوله تعالى:{ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ}
(1)
، فكذلك يستدل بتكلم الأرض على إثبات صفة الكلام لله عز وجل ويرد على من زعم أن المتكلم لا بد أن يكون له لسان وجوف وشفتان
(2)
.
رابعاً: توحيد الألوهية:
الله -تعالى- يذكر ويعدد من دلائل إنفراده بالتصرف والخلق - في الأرض وغيرها - مما هو مشاهد وأضح الدلالة على المشركين لإفراد الله عز وجل بالعبادة
(3)
.
(4)
.
أي"أعبادة ما تشركون أيها الناس بربكم خير وهو لا يضر ولا ينفع، أم الذي جعل الأرض لكم قرارا تستقرون عليها لا تميد بكم {وَجَعَلَ} لكم {خِلَالَهَا أَنْهَارًا} يقول: بينها أنهارا {وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ} وهي ثوابت الجبال، {وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا} بين العذب والملح، أن يفسد أحدهما صاحبه {أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ} سواه فعل هذه الأشياء فأشركتموه في عبادتكم إياه؟
وقوله: {بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} يقول تعالى ذكره: بل أكثر هؤلاء المشركين لا يعلمون قدر عظمة الله، وما عليهم من الضر في إشراكهم في
(1)
فصلت: 11.
(2)
انظر: درء تعارض العقل والنقل: 2/ 393، 4/ 159.
(3)
التحرير والتنوير: 24/ 189، 17/ 57 وانظر: تفسير ابن كثير: 7/ 396.
(4)
النمل: 61.