الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لا تملك من التدبير شيئا، فخلقه تعالى الأضداد، والضد من ضده بيان أنها مقهورة"
(1)
.
فهو سبحانه المتصرف في الوجود وهو الذي يتوفى الأنفس الوفاة الكبرى والوفاة الصغرى -النوم-.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن ينام قال: "باسمك اللهم أموت وأحيا، وإذا استيقظ من منامه قال: الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور"
(2)
.
فالإنسان يعتمد على الله"ويجعل كل شيء بيد الله عز وجل، ويعظم الله عز وجل ويعلم بأن كل شيء بقدرته ومشيئته وإرادته، وهو المحيي والمميت"
(3)
.
ثالثاً: توحيد الأسماء والصفات:
1 - نفي السِنة والنوم عن الله عز وجل
-:
من عقيدة أهل السنة والجماعة نفي السنة والنوم عن الله عز وجل كما ثبت ذلك في الكتاب والسنة؛ وذلك لكمال حياته وقيوميته
(4)
.
قال تعالى: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ}
(5)
.
وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربع كلمات فقال: "إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، يرفع إليه عمل النهار قبل عمل الليل، وعمل الليل قبل عمل النهار، حجابه النور -أو النار-لو كشفه لأحرقت سُبُحات وجهه
(6)
ما انتهى إليه بصره من خلقه"
(7)
.
(1)
تفسير ابن كثير: 7/ 101، وانظر: تفسير السعدي: 725.
(2)
صحيح البخاري، كتاب الدعوات، باب ما يقول إذا أصبح: 1217 برقم (6324).
(3)
دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين: 3/ 288.
(4)
انظر: الإبانة لابن بطة: 3/ 323، شرح الطحاوية: 1/ 76، وتفسير ابن كثير: 1/ 678.
(5)
البقرة: 255.
(6)
أي نوره وجلاله وبهاؤه. انظر: شرح النووي على مسلم: 3/ 14.
(7)
صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب في قوله عليه السلام:" إن الله لا ينام" وفي قوله: "حجابه النور لو كشفه لأحرق سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه": 1/ 161، برقم (179).