الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب الرابع: طلوع الشمس من مغربها
طلوع الشمس من مغربها من علامات الساعة الكبرى كما هو ثابت بالكتاب والسنة
(1)
.
(2)
.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت ورآها الناس آمن الناس أجمعون، فذلك حيث لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا "
(3)
.
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها"
(4)
.
وقد ذكر القرطبي رحمه الله عدم قبول التوبة بعد طلوع الشمس من مغربها فقال: "قال العلماء: وإنما لا ينفع نفسا إيمانها عند طلوع الشمس من مغربها؛ لأنه خلص إلى قلوبهم من الفزع ما تخمد معه كل شهوة من شهوات النفس، وتفتر كل قوة من قوى البدن، فيصير الناس كلهم لإيقانهم بدنو القيامة
(1)
انظر: تفسير القرطبي: 7/ 145، وتفسير ابن كثير: 3/ 371.
(2)
الأنعام: 158.
(3)
صحيح البخاري، كتاب الرقاق، باب طلوع الشمس من مغربها: 1247 برقم (6506).
(4)
صحيح مسلم، كتاب التوبة، باب قبول التوبة من الذنوب: 4/ 2113 برقم (2759).
في حال من حضره الموت في انقطاع الدواعي إلى أنواع المعاصي عنهم وبطلانها من أبدانهم، فمن تاب في مثل هذه الحالة لم تقبل توبته كما لا تقبل توبة من حضره الموت"
(1)
.
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا لم أنسه بعد، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن أول الآيات خروجا طلوع الشمس من مغربها
…
" الحديث
(2)
.
وقد ذكر الحافظ ابن حجر رحمه الله: " أن طلوع الشمس من المغرب هو أول الآيات العظام المؤذنة بتغير أحوال العالم العلوي، وينتهي ذلك بقيام الساعة، ولعل خروج الدابة يقع في ذلك اليوم الذي تطلع فيه الشمس من المغرب"
(3)
.
أما النظرة العلمية المعاصرة لهذه الآية فقد ذكر الأستاذ خالد بن حمزة مدني تصوراً لطلوع الشمس من مغرب الأرض -والله أعلم بحقيقة ذلك- فقال: "بعد استقرار الشمس المقدر في المكان والزمان، كما جاء في قوله تعالى:{وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ}
(4)
، يمكن تصور طلوعها من مغرب الأرض دون أن ندخل في التعريف عن الكيفية، بتغيير اتجاه دوران الأرض كأن يكون معاكسًا لدوران كارنجتون R. Carrington.
(1)
التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة: 1346.
(2)
صحيح مسلم، كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب في خروج الدجال ومكثه في الأرض ونزول عيسى وقتله إياه وذهاب أهل الخير وبقاء شرار الناس وعبادتهم الأوثان والنفخ في الصور وبعث من في القبور: 4/ 2260 برقم (2941).
(3)
فتح الباري: 11/ 353.
(4)
يس: 38.
وهكذا سيكون في المجموع خلال عملية توسع الكون وانكماشه، اتجاهان مختلفان لدوران الأرض: الأول هو الذي نعيشه ونراه حيث تدور الأرض من غربها إلى شرقها لتطلع الشمس من مشرق الأرض، والثاني هو الذي يراه الإنسان قبل قيام الساعة حيث ستطلع الشمس من مغرب الأرض. إنهما عمليتان للشروق والغروب لا تتمان في وقت واحد، ولهذا جاء قوله تعالى:{رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ}
(1)
، والذي يدل على أن الخالق واحد أحد، هو الإله بربوبيته وسلطانه وتوجيهه خلال عملية التوسع والانكماش، ليبقى التعبير واحدًا، فحيثما وجد الشروق والغروب هناك قدرة الله ودقة صُنعه".
ثم قال: "ومن خلال ما أتاح لنا التفسير العلمي، نرى أن هناك مشرقين مختلفين في المكان والزمان: الأول هو الذي نراه الآن الناتج عن عملية الفتق أو الانفجار العظيم وبناء الكون وتوسعه حيث تدور الأرض من غربها إلى شرقها لتطلع الشمس من مشرق الأرض، والآخر هو الذي سيراه الإنسان قبل قيام الساعة أي عند بداية انكماش الكون وعملية طي السماء حيث ستطلع الشمس من مغرب الأرض. والله اعلم، وإنما الموفق من وفقه الله"
(2)
.
وذكر الأستاذ عبدالكحيل الدائم تفسيراً لطلوع الشمس من مغربها -والله أعلم بحقيقته أيضاً- يقول: "يتحدث العلماء اليوم عن تباطؤ في سرعة دوران الأرض حول نفسها، وهذا التباطؤ سيستمر حتى تتوقف الأرض عن الدوران،
(1)
الدخان: 17.
(2)
مفهوم {رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ} للأستاذ خالد بن حمزة مدني، موقع الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة، ومجلة الهيئة، العدد (19).
وانظر: التعقيب عليه، للدكتور هاني محمد خليع في نفس الموقع، ومجلة الهيئة العدد (23).
ولكن ماذا يعني ذلك؟ إننا نرى الشمس تطلع من الشرق كل يوم بسبب دوران الأرض حول نفسها، فإذا ما توقفت الأرض فإن ذلك سيؤدي إلى تغير اتجاه دورانها فتظهر الشمس من المغرب، وبذلك يتحقق قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم:" حتى تطلع الشمس من مغربها""
(1)
.
وذكر الدكتور أحمد عوض عبدالهادي سؤالاً عن طلوع الشمس من مغربها وأجاب عنه فقال: "والسؤال الآن: ما هي المقدمات لطلوع الشمس من المغرب؟ وكيف ستتغير تلك الحركة؟
الجواب: لكي تتغير تلك الحركة تغيراً كلياً لا بد أولا أن تتباطأ حركة الأرض تدريجياً عند دورانها حول نفسها حتى تتوقف توقفا كاملا، ثم تبدأ بالدوران العكسي حول نفسها أيضاً وعندها تطلع الشمس من المغرب، وهذا يعني أنه عند حصول ذلك التباطؤ يرافقه تباطؤ لوقت حصول الليل والنهار بالتأكيد! لأن سبب حصول الليل والنهار كما ذكرنا آنفا هو دوران الأرض حول نفسها خلال أربع وعشرين ساعة بالحساب الزمني الحالي، وعليه سيكون طول الليل والنهار عند حصول التباطؤ أكثر من أربع وعشرين ساعة، وهذا التباطؤ سيكون تدريجيا وبالتالي ستكون زيادة طول الليل والنهار تدريجية أيضا، لأن التوقف لو تم بشكل مفاجئ لدمر وأهلك كل من على الأرض من أحياء بل الأرض كلها.
ويمكننا أن نستأنس بالحديث الذي رواه النواس بن سمعان رضي الله عنه وهو حديث طويل عن الدجال وظهوره آخر الزمان وهو علامة أيضا على قرب الساعة، وجاء في الحديث: "قلنا يا رسول الله وما لبثه في الأرض؟ قال:
(1)
مطلع الشمس من مغربها، هل هناك إشارات علمية لذلك، للدكتور عبدالكحيل الدائم، موقع: www.kaheel 7.com
أربعون يوما، يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة وسائر أيامه كأيامكم، قلنا يا رسول الله: فذلك اليوم الذي كسنة، أتكفينا فيه صلاة يوم؟ قال: لا، اقدروا له قدره"
(1)
، فأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه عن لبث الدجال في الأرض عند ظهوره، فكان جوابه صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى، أن لبثه أربعون يوما يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وسائر أيامه كأيامنا هذه، فيمكننا أن نفهم من هذا الحديث؛ إذا قلنا أن ظهور الدجال سيكون في أيام تباطؤ الأرض جمعا بين حديثي الرسول صلى الله عليه وسلم: حديث طلوع الشمس من مغربها، وحديث خروج الدجال، حيث كلا الحديثين لهما علاقة ببعضهما من حيث التغير الزمني والفلكي، فطلوع الشمس من مغربها عبارة عن تغير فلكي وأما ظهور الدجال فيقع وقت ظهوره تغير زمني.
فإذا جاز لنا ذلك، ولا مانع من استشراف المستقبل بما لا يخل بأصل ديني أو اعتقاد ثابت عند المسلمين، أقول إذا جاز لنا ذلك فإن ظهور الدجال سيكون عند توقف الأرض، وليس قبل ذلك لأن أول يوم ذكره نبينا صلى الله عليه وسلم وصفه بيوم كسنة، وهو أطول يوم على أهل الأرض قاطبة، فسيكون نهار مدته سنة، لمن هم يواجهون الشمس من أهل الأرض، وسيكون ليل مدته سنة، لمن هم في الاتجاه الآخر من أهل الأرض.
ثم تبدأ الأرض بالحركة البطيئة بالاتجاه المعاكس للاتجاه الذي هو عليه دورانها اليوم، وبالتالي سيبدأ الليل والنهار بالتناقص تدريجيا بعد ذلك اليوم الطويل، فيتقلص هذا الوقت في اليوم الذي يليه مباشرة فيصير كشهر، ثم يصير اليوم الثالث كجمعة أي كأسبوع، ثم تعود الأيام كأيامنا هذه، وهذا
(1)
صحيح مسلم، كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب ذكر الدجال وصفته وما معه: 4/ 2250 برقم (2937).
يعني أن الأرض ستعود تتحرك حركتها الطبيعية بعد ذلك التباطؤ والتوقف"
(1)
.
(1)
أحداث النهاية بين العلم والقرآن والسنة"طلوع الشمس من مغربها"، للدكتور أحمد عوض عبدالهادي، موقع موسوعة الإعجاز العلمي للقرآن والسنة، http: //www.quran-m.com/firas/arabicold/? page= show_det&id=2110&select_page=12
وانظر: الإعجاز في طلوع الشمس من مغربها، لقسطاس إبراهيم، موقع جامعة الإيمان.
www.jameataleman.org/agas/jowi/jowi