الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من زعم أن المتكلم لا بد أن يكون له لسان وجوف وشفتين، أن الله عز وجل أخبر أن السماء تكلمت، في قوله {قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} فأثبت الله عز وجل للسماء كلاماً. فهل يثبتون لها لسان وجوف وشفتان؟ ! (
1).
11 -
نزول القرآن والشرائع من الله:
بين الله عز وجل أن هذا القرآن منزل ممن خلق الأرض والسماوات العلى، القادر على كل شيء
(2)
، فقال تعالى:{تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى}
(3)
.
فالذي أنزل هذا القرآن هو رب السماوات والأرض وخالقهما ومالكهما وما فيهما، قال تعالى:{أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5) رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (6) رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ}
(4)
.
وقد كان أهل الكتاب يسألون النبي صلى الله عليه وسلم أن ينزل عليهم كتاباً من السماء، قال تعالى:{يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ}
(5)
.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: انطلق النبي صلى الله عليه وسلم في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ، وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء، وأرسلت عليهم الشهب، فرجعت الشياطين إلى قومهم فقالوا: ما لكم؟ فقالوا: حيل بيننا وبين خبر السماء، وأرسلت علينا الشهب، قالوا: ما حال بينكم وبين خبر السماء إلا شيء حدث، فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها فانظروا ما هذا الذي حال بينكم وبين خبر السماء، فانصرف أولئك الذين توجهوا نحو تهامة إلى النبي
(1)
انظر: درء تعارض العقل والنقل: 2/ 393، 4/ 159.
(2)
انظر: تفسير الطبري: 16/ 160، تفسير ابن كثير: 5/ 272 - 273.
(3)
طه: 4.
(4)
الدخان: 5 - 7.
(5)
النساء: 153.
- صلى الله عليه وسلم وهو بنخلة، عامدين إلى سوق عكاظ وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر، فلما سمعوا القرآن استمعوا له، فقالوا: هذا والله الذي حال بينكم وبين خبر السماء، فهنالك حين رجعوا إلى قومهم، فقالوا:{يَاقَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ}
(1)
فأنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ}
(2)
وإنما أوحي إليه قول الجن"
(3)
.
وقال صلى الله عليه وسلم: " ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء، يأتيني خبر السماء صباحاً ومساءً"
(4)
.
ولما سئلت عائشة رضي الله عنها عن قيام النبي صلى الله عليه وسلم قالت للسائل: "ألست تقرأ {يَاأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ}؟ قلت: بلى، قالت: فإن الله عز وجل افترض قيام الليل في أول هذه السورة، فقام نبي الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه حولاً، وأمسك الله خاتمتها اثني عشر شهراً في السماء حتى أنزل الله في آخر هذه السورة التخفيف، فصار قيام الليل تطوعا بعد فريضة"
(5)
.
وعن حذيفة رضي الله عنه قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أن الأمانة نزلت من السماء في جذر قلوب الرجال ونزل القرآن، فقرؤوا القرآن وعلموا من السنة"
(6)
.
(1)
الأحقاف: 31.
(2)
الجن: 1 - 2.
(3)
صحيح البخاري، كتاب صفة الصلاة، باب الجهر بقراءة صلاة الفجر: 159 برقم (733)، وصحيح مسلم، كتاب الصلاة، باب الجهر بالقراءة في الصبح والقراءة على الجن: 1/ 331 برقم (449).
(4)
صحيح البخاري، كتاب المغازي، باب بعث علي بن أبي طالب وخالد بن الوليد رضي الله عنهما إلى اليمن قبل حجة الوداع: 821، برقم (4351).
(5)
صحيح مسلم، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب جامع صلاة الليل ومن نام عنه أو مرض: 1/ 512 برقم (746).
(6)
صحيح البخاري، كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، باب الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم: 1388 برقم (7276).