الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ووحدانيته، هذا مع أنها تسبح بحمده وتخشع له، وتسجد وتشقق وتهبط من خشيته، وهي التي خافت من ربها وفاطرها وخالقها على شدتها وعظم خلقها من الأمانة إذ عرضها عليها وأشفقت من حملها
…
فهذا حال الجبال وهي الحجارة الصلبة وهذه رقتها وخشيتها وتدكدكها من جلال ربها وعظمته"
(1)
.
أولاً: توحيد الأسماء والصفات:
1 - التنزيه:
سبق في الفصل الخامس - مبحث السماء
(2)
- أن السماء والأرض تسبح الله وتقدسه، وتنزهه عما وصفه المشركون، وكذلك الجبال فإنها تكاد أن تسقط من دعوة المشركين لله الولد تنزيها وتعظيما لله تعالى، قال تعالى:{تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا}
(3)
.
2 - صفة التجلي ورؤية المؤمنين لربهم سبحانه وتعالى:
(4)
.
(1)
مفتاح دار السعادة: 1/ 336 باختصار.
(2)
ص: 188.
(3)
مريم: 90 - 91.
(4)
الأعراف: 143.
في هذه الآية إثبات صفة التجلي لله عز وجل، فإن الله تجلى للجبل فجعله دكاً ولم يطق الثبات
(1)
.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ} ، قال: قال هكذا يعني أنه أخرج طرف الخنصر، قال أحمد: أراناه معاذ، قال: فقال له حميد الطويل: ما تريد إلى هذا يا أبا محمد؟ قال فضرب صدره ضربة شديدة. وقال: من أنت يا حميد؟ وما أنت يا حميد! يحدثني به أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم فتقول أنت ما تريد إليه"
(2)
.
قال الإمام أحمد رحمه الله: " وهو الذي خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش، وهو الذي كلم موسى تكليماً، وتجلى للجبل فجعله دكاً، ولا يماثله شيءٌ من الأشياء في شيءٍ من صفاته، فليس كعلمه علم أحد، ولا كقدرته قدرة أحد، ولا كرحمته رحمة أحد، ولا كاستوائه استواء أحد، ولا كسمعه وبصره سمع أحد ولا بصره، ولا كتكليمه تكليم أحد، ولا كتجلِّيه تجلِّي أحد"
(3)
.
وفي الآية أيضاً دليل على إثبات رؤية المؤمنين لربهم؛ لأن الله رتب الرؤية في هذه الآية على ثبوت الجبل، فقال - لموسى عليه السلام في بيان سبب عدم إجابته للرؤية - {وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ}
(4)
إذا تجلى الله له {فَسَوْفَ تَرَانِي}
(5)
.
(1)
انظر: التمهيد: 7/ 153، مفتاح دار السعادة: 2/ 214، وتفسير السعدي: 302، وأضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن: 2/ 40.
(2)
مسند الإمام أحمد: 19/ 281 برقم (12260)، وقال محققه: إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمه فمن رجال مسلم.
(3)
مجموع الفتاوى: 5/ 257.
(4)
الأعراف: 143.
(5)
الأعراف: 143.