الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومن يسألني فأعطيه، ومن يستغفرني فأغفر له"
(1)
.
ثالثاً: توحيد الألوهية:
يقول تعالى منبهًا على قدرته التامة، وسلطانه العظيم في خلقه الأشياء، وقهره لجميع المخلوقات وأنه المالك المتصرف في هذه الآيات الكونية العظمية، وهو المتفرد بذلك:
ومن ذلك تفرده بخلق السماوات والأرض، وتصرفه في الليل والنهار واختلافها في الأوصاف من النور والظلمة والطول والقصر، فهي آيات في خلقها وإحكامها وإتقانها يدل على وجوب إفراد الله بالعبادة وأن لا شريك معه غيره سبحانه وتعالى
(2)
(3)
.
(4)
.
وقال تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (29) ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ
(1)
صحيح البخاري، كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى:{يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ} الفتح: 15: 1429 برقم (7494)، وصحيح مسلم، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب الترغيب في الدعاء والذكر في آخر الليل والإجابة فيه: 1/ 521، برقم (758).
(2)
تفسير القرطبي: 2/ 191 - 192، وتفسير السعدي:161.
(3)
آل عمران: 190 - 191.
(4)
الأنعام: 60.
(30)
}
(1)
(2)
(3)
، "فالله عز وجل يظهر هذه الآيات ليستدل بها على أنه الحق، وأن كل ما سواه باطل، وأنه القادر على هذه الأشياء وحده، فكل ما في السماوات والأرض خلقه وعبيده، فوجب أن تكون العبادة له وحده لا إله إلا هو"
(4)
.
ومن الأدلة التي ذكرها الله عز وجل على أنه سبحانه هو المعبود وحده لا شريك له قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}
(5)
.
"فخلْقُها وعظَمُها دالٌّ على كمال قدرته، وما فيها من الإحكام والانتظام والإتقان دال على كمال حكمته، وما فيها من المنافع والمصالح الضرورية وما دونها دال على سعة رحمته وذلك دال على سعة علمه، وأنه الإله الحق الذي لا تنبغي العبادة إلا له"
(6)
.
(1)
لقمان: 29 - 30.
(2)
فاطر: 13 - 14.
(3)
الرعد: 3.
(4)
تفسير الطبري: 22/ 148، وانظر: تفسير القرطبي: 14/ 79، وتفسير ابن كثير: 6/ 350.
(5)
الأعراف: 54.
(6)
تفسير السعدي: 91، وانظر: تفسير ابن كثير: 3/ 304، والتحرير والتنوير: 6/ 378.