الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الشمس جزء من سبعين جزءًا من نور الكرسي، ونور الكرسي جزء من سبعين جزءًا من نور العرش، ونور العرش جزء من سبعين جزءًا من نور الستر. فانظر ماذا أعطى الله عبده من النور في عينيه وقت النظر إلى وجه ربه الكريم عيانا".
وهذا الأثر ضعيف ولا يثبت
(1)
.
ثامناً: اعتقاد أن اسم الله مكتوب على الشمس، أو أن نورها من نور الله:
من المخالفات العقدية المتعلقة بهذه الآية الكونية اعتقاد أن اسم الله مكتوب على الشمس، أو نورها من نور الله، ولذلك نهى بعض الفقهاء عن استقبال الشمس وقال في علة ذلك: أن اسم الله مكتوب عليها، ومنهم من قال لأن نورها من نور الله
(2)
.
وهذا لم يثبت به حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم
(3)
.
تاسعاً: إنكار كون كسوف الشمس آية من آيات الله يخوف بهما عبادة:
من المخالفات العقدية المتعلقة بهذه الآية الكونية إنكار كون كسوف الشمس آية من آيات الله يخوف بها عباده، وأن هذا أمر طبيعي.
(1)
قال ابن كثير: 7/ 489: "رواه ابن أبي حاتم". ولم أجده -حسب بحثي-، وذكره ابن حجر في فتح الباري: 9/ 21، وعزاه لعبد بن حميد عن إبراهيم بن الحكم بن أبان عن أبيه عن عكرمة، ثم قال:" وإبراهيم فيه ضعف".
(2)
انظر: كشاف القناع عن متن الإقناع لمنصور البهوتي، تحقيق: إبراهيم أحمد عبد الحميد، دار عالم الكتب، الرياض، ط عام 1423: 1/ 76.
(3)
مفتاح دار السعادة: 2/ 286.
وقد سبق الكلام على منزلة الأسباب في الشريعة
(1)
، وأن الناس في هذا المقام طرفان ووسط:
الطرف الأول: غلا في إثبات الأسباب، وأن هذه أمور طبيعية.
والطرف الثاني: أنكر الأسباب، ورد جميع ما قاله أهل الهيئة من حق وباطل.
والوسط: أن كسوف الشمس له أسباب حسية يقدرها الله عز وجل، وأنه آية يخوف الله بها عبادة
(2)
.
فأسباب الكسوف وحسابه والنظر في ذلك ليس من علم الغيب، والأحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم ليس فيها"إلا نفي تأثير الكسوف في الموت والحياة على أحد القولين، أو نفي تأثر النيرين بموت أحد أو حياته على القول الآخر، وليس فيه تعرض لإبطال حساب الكسوف، ولا الإخبار بأنه من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله"
(3)
.
وفيها كذلك بيان أنها من آيات الله يخوف بها عباده، والأمر بالأسباب التي يدفع به موجب الكسوف من أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالعتاقة والصلاة والدعاء والصدقة
(4)
.
"وكونه تخويفا لا ينافي ما قدره أهل الهيئة فيه؛ لأن لله أفعالا على حسب العادة، وأفعالا خارجة عنه، وقدرته حاكمة على كل سبب ومسبب بعضهما على بعض"
(5)
.
(1)
ص: 164.
(2)
انظر: مفتاح دار السعادة: 2/ 291 وما بعدها.
(3)
انظر: المرجع السابق: 2/ 295.
(4)
انظر: المرجع السابق: 2/ 296.
(5)
فيض القدير شرح الجامع الصغير للمناوي، دار المعرفة: 2/ 347.
وليس"من شرط التخويف ألا يكون له سبب، فإن الله كون العالم على هذا الشكل الذي يوجد فيه كسوف، ولو شاء لكونه على خلاف ذلك"
(1)
.
والتخويف الذي يحصل لأهل الإيمان من هذه الآية" من وجوه متعددة، أوضحها: أن ذلك مذكر بالكسوفات التي تكون بين يدي الساعة، ويمكن أن يكون ذلك الكسوف منها، ولذلك قام النبي صلى الله عليه وسلم فزعًا يخشى أن تقوم الساعة؛ وكيف لا وقد قال الله عز وجل:{فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ (7) وَخَسَفَ الْقَمَرُ (8) وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ}
(2)
؟ .
وأيضًا فإن كل ما في هذا العالم علويّه وسفليّه دليل على نفوذ قدرة الله تعالى، وتمام قهره، واستغنائه، وعدم مبالاته، وذلك كله يُوجب عند العلماء بالله خوفه وخشيته؛ كما قال تعالى:{إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}
(3)
، وخصّ هنا خسوفهما بالتخويف؛ لأنهما أمران علويان نادران طارئان عظيمان، والنادر العظيم مخوف موجع، بخلاف ما يكثر وقوعه، فإنه لا يحصل منه ذلك غالبًا.
وأيضًا فلما وقع فيهما من الغلط الكثير للأمم التي كانت تعبدهما، ولما وقع للجهّال من اعتقاد تأثيرتهما"
(4)
.
العاشر: الجزم بوقوع الكسوف:
من المخالفات العقدية المتعلقة بهذه الآية الكونية الجزم بوقوع الكسوف،
(1)
فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ: 3/ 128.
(2)
القيامة: 7 - 9.
(3)
فاطر: 28.
(4)
المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم: 2/ 552 - 553، وانظر: فتح الباري: 2/ 537، وكشف المشكل من حديث الصحيحين لابن الجوزي، تحقيق: علي حسين البواب، دار الوطن، الرياض، ط: 1/ 406، فقد ذكر سبع فوائد لحدوث الكسوف.