الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حيث طالت حياته إلى سنة 56 للهجرة
(1)
.
فعن رويفع رضي الله عنه قال: قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا رويفع لعل الحياة ستطول بك بعدى فأخبر الناس أنه من عقد لحيته أو تقلد وترا أو استنجى برجيع دابة أو عظم فإن محمدا صلى الله عليه وسلم منه برئ "
(2)
.
ومن آيات الرسل أن الله عز وجل يخبرهم عند قبض أرواحهم
(3)
، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه:" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس على المنبر، فقال: إن عبداً خيره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا ما شاء وبين ما عنده، فاختار ما عنده فبكى أبو بكر، وقال: فديناك بآبائنا وأمهاتنا، فعجبنا له، وقال الناس: انظروا إلى هذا الشيخ يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد خيره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا وبين ما عنده، وهو يقول: فديناك بآبائنا وأمهاتنا، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المخير، وكان أبو بكر هو أعلمنا به"
(4)
.
ثامناً: الإيمان باليوم الآخر:
من الإيمان باليوم الآخر الإيمان بما أخبرت به الرسل -عليهم الصلاة
(1)
انظر: سير أعلام النبلاء: 3/ 36.
(2)
سنن أبى داود، كتاب الطهارة، باب ما ينهى عنه أن يتنجى به: 29 برقم (36)، وسنن النسائي، كتاب الزينة، باب عقد اللحية: 519، برقم (5067).
قال ابن الملقن إسناده جيد، انظر: البدر المنير في تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في الشرح الكبير لابن الملقن، تحقيق: مصطفى أبو الغيط وآخرين، دار الهجرة، الدمام، ط 1: 2/ 352. وصحيح سنن أبي داود: 1/ 10.
(3)
انظر: صحيح البخاري، كتاب المغازي، باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته: 840، برقم (4437)، وصحيح مسلم، كتاب فضائل الصحابة رضي الله عنهم، باب في فضل عائشة رضي الله تعالى عنها: 4/ 1893، برقم (2444).
(4)
صحيح البخاري، كتاب مناقب الأنصار، باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة: 740، برقم (3904).
والسلام- من البعث والجزاء، وقد بين الله عز وجل من الأدلة على ذلك وعلى صدق ما جاءت به الرسل إحياء الموتى، وذكر على ذلك أمثلة فقال تعالى:{أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}
(1)
.
(2)
.
(3)
وغيرها من الآيات.
فالذي أحيا هؤلاء الأموات قادر على أن يحيى جميع الخلق وفيه دليل على البعث
(4)
.
وفي جملة الأدلة التي استدل الله بها على منكري البعث ذكر الله عز وجل أنه يحي ويميت، قال تعالى:{أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَلَا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (55) هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}
(5)
.
"فكان افتتاحه بأن الله هو المتوحد بملك ما في السماوات والأرض فهو
(1)
البقرة: 259.
(2)
البقرة: 72 - 73.
(3)
البقرة: 55 - 56.
(4)
انظر: أضواء البيان: 3/ 204.
(5)
يونس: 55 - 56.
يتصرف في الناس وأحوالهم في الدنيا والآخرة تصرفا لا يشاركه فيه غيره فتصرفه في أمور السماء شامل للمغيبات كلها، ومنها إظهار الجزاء بدار الثواب ودار العذاب وتصرفه في أمور الأرض شامل لتصرفه في الناس. ثم أعقب بتحقيق وعده، وأعقب بتجهيل منكريه، وأعقب بالتصريح بالمهم من ذلك وهو الإحياء والإماتة والبعث"
(1)
.
كما استدل الله عز وجل على البعث بأصل الخلق فقال تعالى في الإنكار على من استبعد وقوع البعث بعد الموت: {أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى (36) أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى (37) ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى (38) فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (39) أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى}
(2)
.
وقال تعالى: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ}
(3)
.
(4)
.
أما الآخرة فقد أخبر الله عز وجل بأنه من قدم عليه مجرماً كافراً بالله فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحيا، قال تعالى: {إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ
(1)
التحرير والتنوير: 11/ 199.
(2)
القيامة: 36 - 40.
(3)
الأنبياء: 104.
(4)
الحج: 5 - 7.