الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ}
(1)
.
ويأمر الله عز وجل نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم بأن يقول لقومه: {قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ}
(2)
، فيكون الجواب الفطري منهم:{سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ}
(3)
، وفي هذا يقرر تعالى وحدانيته، واستقلاله بالخلق والتصرف والملك، ليرشد إلى أنه الذي لا إله إلا هو، ولا تنبغي العبادة إلا له وحده لا شريك له
(4)
.
وفي خبر فتية الكهف أنهم قاموا واستدلوا على ربهم الذي يجب أن يعبد ويدعى بقولهم: {رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا}
(5)
، فالعبادة لا تنبغي إلا لله الذي خلق السماوات والأرض.
فكثيرًا ما يقرر تعالى مقام الإلهية بالاعتراف بتوحيد الربوبية
(6)
.
1 - بعض أنواع العبادة القلبية:
قد دلت هذه الآية الكونية - السماء - على بعض أنواع العبادة القلبية، ومنها:
أ- الإخلاص:
قال تعالى مخبرا عن إبراهيم عليه السلام أنه قال: {إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}
(7)
"أي إنما أعبد الله
(1)
الأنبياء: 56.
(2)
المؤمنون: 86.
(3)
المؤمنون: 86 - 87.
(4)
انظر: تفسير ابن كثير: 5/ 489، وتفسير ابن سعدي:557.
(5)
الكهف: 14.
(6)
انظر: تفسير ابن كثير: 6/ 294.
(7)
الأنعام: 79.