الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المثل المائي
(1)
(2)
.
وقد استدل أهل السنة والجماعة بهذه الآية على أن الإنسان قد تكون فيه شعبة من إيمان، وشعبة من نفاق، إما اعتقادي مخرج عن الإسلام، أو عملي لا يخرج عن الإسلام
(3)
.
الحادي عشر تكفير الذنوب:
كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم إذا افتتح صلاته أن يسأل الله عز وجل أن يطهره الله من الخطايا بالماء والثلج والبرد، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسكت بين التكبير وبين القراءة إسكاتة- قال: أحسبه قال: هنية - فقلت بأبي وأمي يا رسول الله: إسكاتك بين التكبير والقراءة ما تقول؟ قال: أقول: اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم اغسل خطاياي بالماء والثلج والبرد"
(4)
.
وذلك أن" الخطايا توجب للقلب حرارة ونجاسة وضعفا فيرتخي القلب وتضطرم فيه نار الشهوة وتنجسه؛ فإن الخطايا والذنوب له بمنزلة الحطب الذي يمد النار ويوقدها، ولهذا كلما كثرت الخطايا اشتدت نار القلب
(1)
انظر: تفسير ابن كثير: 1/ 188.
(2)
البقرة: 19 - 20.
(3)
انظر: مجموع الفتاوى: 7/ 280، وتفسير ابن كثير: 1/ 189.
(4)
صحيح البخاري، كتاب الأذان، باب ما يقول بعد التكبير: 155 برقم (744).
وضعفه، والماء يغسل الخبث ويطفئ النار، فإن كان باردا أورث الجسم صلابة وقوة، فإن كان معه ثلج وبرد كان أقوى في التبريد وصلابة الجسم وشدته فكان أذهب لأثر الخطايا"
(1)
.
وكذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو للميت بذلك، فعن عوف بن مالك رضي الله عنه قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على جنازة فحفظت من دعائه وهو يقول: "اللهم اغفر له وارحمه، وعافه واعف عنه، وأكرم نزله، ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله دارا خيرا من داره، وأهلا خيرا من أهله، وزوجا خيرا من زوجه، وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر - أو من عذاب النار -، قال: حتى تمنيت أن أكون أنا ذلك الميت"
(2)
.
فجعل" الخطايا بمنزلة نار جهنم لأنها مستوجبة لها بحسب وعد الشارع، قال تعالى:{وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ}
(3)
، فعبر عن إطفاء حرارتها بالغسل تأكيدا في الإطفاء وبالغ فيه باستعمال المبردات ترقيا عن الماء إلى أبرد منه وهو الثلج، ثم إلى أبرد من الثلج وهو البرد بدليل جموده؛ لأن ما هو أبرد فهو أجمد"
(4)
.
(1)
المستدرك على مجموع فتاوى ابن تيمية، جمع محمد بن عبد الرحمن بن قاسم، ط 1: 1/ 218.
(2)
صحيح مسلم، كتاب الجنائز، باب الدعاء للميت في الصلاة: 2/ 662 برقم (963).
(3)
الجن: 23.
(4)
عمدة القاري شرح صحيح البخاري: 5/ 294، وانظر: فتح الباري: 2/ 230.