الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الدلائل العقدية للآيات الكونية - الحياة والموت
-:
(1)
.
في هذه الآيات التعظيم للخالق سبحانه وتعالى والتأكيد على تفرده بالربوبية والألوهية.
وأنه سبحانه وتعالى خلق الموت والحياة ليبلو الناس أيهم أحسن عملا. ومن لوازم تفرده سبحانه وتعالى بكل ذلك ألا يعبد غيره ، ولا يقصد سواه بدعاء أو رجاء أو طلب ، ولا يشرك في عبادته أحد ، وأن ينزه فوق كل وصف لا يليق بجلاله.
وفيها أيضاً بيان حكمة الرب وكمال قدرته ومشيئته في خلق الضدين -الحياة والموت- إذ بذلك تعرف ربوبيته وقدرته وملكه وعجز المخلوقين
(2)
.
(3)
.
وهذه سنة الله في خلقه، منذ خلق آدم عليه السلام وحتى يوم القيامة فالبشرية مهما أوتيت من قوة وعلم فلن تستطيع أن تخلق أحدا، ولن تجد لها من الموت مهرباً ومخرجاً، قال تعالى: {سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ
(1)
الملك: 1 - 2.
(2)
مختصر الصواعق المرسلة: 2/ 625، ومدارج السالكين: 2/ 194.
(3)
الحج: 73.
اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا}
(1)
، وقال تعالى:{سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا}
(2)
.
قال ابن القيم رحمه الله مبيناً شأن هذه الآيات الكونية: " فصل وإذا تأملت ما دعى الله سبحانه في كتابه عباده الى الفكر فيه أوقعك على العلم به سبحانه وتعالى، وبوحدانيته وصفات كماله ونعوت جلاله من عموم قدرته وعلمه وكمال حكمته ورحمته وإحسانه وبره ولطفه وعدله ورضاه وغضبه وثوابه وعقابه، فبهذا تعرّف إلى عباده وندبهم إلى التفكر في آياته، ونذكر لذلك أمثلة مما ذكرها الله سبحانه في كتابه يستدل بها على غيرها، فمن ذلك خلق الإنسان وقد ندب سبحانه إلى التفكر فيه والنظر في غير موضع من كتابه كقوله تعالى:{فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ}
(3)
، وقوله تعالى:{وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ}
(4)
(5)
.
وهذا كثير في القرآن يدعو العبد إلى النظر والفكر في مبدأ خلقه ووسطه وآخره، إذ نفسه وخلقه من أعظم الدلائل على خالقه وفاطره، وأقرب شيء إلى الإنسان نفسه وفيه من العجائب الدالة على عظمة الله ما تنقضي الأعمار
(1)
الأحزاب: 38.
(2)
الأحزاب: 62.
(3)
الطارق: 5.
(4)
الذاريات: 21.
(5)
الحج: 5.