الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم يوم الجمعة إلى شجرة أو نخلة، فقالت امرأة من الأنصار أو رجل: يا رسول الله ألا نجعل لك منبراً، قال: إن شئتم. فجعلوا له منبرا، فلما كان يوم الجمعة دُفع إلى المنبر فصاحت النخلة صياح الصبي، ثم نزل النبي صلى الله عليه وسلم فضمه إليه، تئن أنين الصبي الذي يُسكَّن، قال: كانت تبكي على ما كانت تسمع من الذكر عندها"
(1)
.
سابعاً: الإيمان باليوم الآخر:
من الإيمان باليوم الآخر الإيمان بجميع ما أخبر الله عنه وأخبرت عنه رسله -عليهم الصلاة والسلام- من البعث والجزاء، وقد ذكر الله عز وجل من الأدلة عليه إحياء الأرض بعد موتها بالنبات من كل زوج وصنف وهو دليل عقلي مشاهد محسوس
(2)
.
(3)
(4)
.
كما أمر الله عز وجل بالتفكر في تكوّن الحبوب والثمار التي بها طعام الإنسان،
(1)
صحيح البخاري، كتاب المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام: 686، برقم (3584).
(2)
انظر: تفسير القرطبي: 12/ 6، 15/ 25.
(3)
الحج: 5 - 7.
(4)
يس: 33 - 36.
فإن الأجساد تخرج من الأرض للبعث كما تخرج تلك النباتات
(1)
(2)
.
وهذا المعنى كثير في القرآن، يضرب الله مثلا للقيامة بإحياء الأرض بعد موتها
(3)
.
وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم في بيان كيف ينبت الموحدون بعد خروجهم من النار وسرعة ذلك وحسنه
(4)
، وشبه ذلك بنبات الحِبة في حميل السيل
(5)
.
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أما أهل النار الذين هم أهلها فإنهم لا يموتون فيها ولا يحيون، ولكن ناس أصابتهم النار بذنوبهم (أو قال: بخطاياهم) فأماتهم إماتة حتى إذا كانوا فحما أذن بالشفاعة، فجيء بهم ضبائر ضبائر فبثوا على أنهار الجنة، ثم قيل: يا أهل الجنة أفيضوا عليهم، فينبتون نبات الحِبة تكون في حميل السيل، فقال رجل من القوم: كأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كان بالبادية "
(6)
.
(1)
انظر: التحرير والتنوير: 30/ 130.
(2)
عبس: 17 - 32.
(3)
تفسير ابن كثير: 3/ 43.
(4)
انظر: شرح النووي على مسلم: 3/ 23.
(5)
الحبة بكسر الحاء وهى بزر البقول والعشب تنبت في البرارى وجوانب السيول وجمعها، وأما حميل السيل فبفتح الحاء وكسر الميم وهو ما جاء به السيل من طين أو غثاء ومعناه محمول السيل. انظر: شرح النووي على مسلم: 3/ 23.
(6)
صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب إثبات الشفاعة وإخراج الموحدين من النار: 1/ 172، برقم (185).
كما أن النبي صلى الله عليه وسلم شبه الخطاطيف التي على الجسر يوم القيامة بشوك السعدان، وهي شوكة عظيمة مثل المحك من كل الجوانب
(1)
.
فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: " قيل يا رسول الله وما الجسر؟ قال دحض مزلة فيه خطاطيف وكلاليب وحسك تكون بنجد فيها شويكة يقال لها: السعدان"
(2)
.
وقد ورد في الكتاب والسنة أن في الجنة أشجار ونباتات، قال تعالى:{وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}
(3)
.
وقال تعالى عن نعيم أصحاب اليمين: {وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ (27) فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ (28) وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ (29) وَظِلٍّ مَمْدُودٍ}
(4)
.
وقال تعالى عن الجنة: {فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ}
(5)
.
وقال تعالى: {فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ}
(6)
.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها"
(7)
.
(1)
انظر: شرح النووي على مسلم: 1/ 323.
(2)
صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب معرفة طريق الرؤية: 1/ 167، برقم (183).
(3)
البقرة: 25.
(4)
الواقعة: 27 - 30.
(5)
الرحمن: 52.
(6)
الرحمن: 68.
(7)
صحيح البخاري، كتاب بدء الخلق، باب ما جاء في صفة الجنة: 624، برقم (3251).