الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
4 - ذكر ملائكة السماء ووصفهم بأوصاف لم ترد في الكتاب والسنة:
قد ورد في بعض الكتب وصف لملائكة كل سماء
(1)
، من الأوصاف التي لم تذكر في القرآن، ولم تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم، فيجب تركها واطراحها وعدم الخوض في علم الغيب إلا بما جاء عن الله ورسوله
(2)
.
فعن أبي بكر بن عبد الله بن أبي الجهم قال: كان العباس بن أنس بن عامر السلمي شريكا لعبد الله بن عبد المطلب أبي رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فخرج حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا عباس، إن الذي أنزل علي الوحي أرسلني إلى الناس كافة، بلسان عربي مبين، من فوق سبع شداد إلى سبع غلاظ، يتنزل الأمر بينهن إلى كل مخلوق بما قضي عليهم من زيادة أو نقصان، فقال العباس: وكيف خلق الله سبعا شداد وسبعا غلاظا؟ ولم خلقهن؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خلق الله سبحانه وتعالى السماء الدنيا فجعلها سقفاً مخفوظاً، وجعل فيها حرسا شديدا وشهبا، ساكنها من الملائكة أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع، في صورة البقر مثل عدد النجوم، شرابهم النور والتسبيح، لا يفترون من التهليل والتكبير.
وأما السماء الثانية فساكنها عداد القطر في صور العقبان، لا يسأمون ولا يفترون ولا ينامون، منها ينشق السحاب حتى يخرج من تحت الخافقين فينتشر في جو السماء، معه ملائكة يصرفونه حيث أمروا به، أصواتهم التسبيح، وتسبيحهم تخويف.
وأما السماء الثالثة فساكنها عدد الرمل في صور الناس، ملائكة ينفخون في البروج كنفخ الريح، يجأرون إلى الله تبارك وتعالى الليل والنهار، وكأنما يرون ما يوعدون.
(1)
عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات: 398.
(2)
انظر: عالم الملائكة الأبرار لعمر الأشقر، دار النفائس، ط 12:9.
وأما السماء الرابعة فإنه يدخلها كل ليلة حتى يخرج إلى عدن، ساكنها عدد ألوان الشجر صافون مناكبهم معا، في صور الحور العين، من بين راكع وساجد، تبرق وجوههم بسبحات ما بين السموات السبع والأرض السابعة.
وأما السماء الخامسة فإن عددها يضعف على سائر الخلق في صورة النسور، منهم الكرام البررة، والعلماء السفرة، إذا كبروا اهتز العرش من مخافتهم وصعق الملائكة، يملأ جناح أحدهم ما بين السماء والأرض.
وأما السماء السادسة فحزب الله الغالب، وجنده الأعظم، لو أمر أحدهم أن يحذف السموات والأرض بأحد جناحيه اقتلعهن، في صورة الخيل المسومة.
وأما السماء السابعة ففيها الملائكة المقربون، الذين يرفعون الأعمال في بطون الصحف، ويخفضون الميزان، فوقها حملة العرش الكروبيون، كل مفصل من أحدهم أربعون ألف سنة، أو قال أربعون سنة، فتبارك الله رب العالمين ديان الدين خالق الخلق رب العالمين"
(1)
.
5 -
إبليس كان يدبر أمر السماء الدنيا:
روي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "كان إبليس من خزان الجنة، وكان يدبر أمر السماء الدنيا"
(2)
.
(1)
كتاب العظمة: 3/ 1055 برقم (572)، وذكره الكتاني في الأحاديث الموضوعة، انظر: تنزيه الشريعة المرفوعة لعلى بن محمد بن العراق الكتاني، تحقيق: عبد الوهاب عبد اللطيف، وعبد الله بن محمد بن الصديق الغماري، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 2: 1/ 213.
(2)
شعب الإيمان للبيهقي: 1/ 419 برقم (145)، قال ابن كثير في تفسيره 5/ 168 بعد أن ساق بعض الآثار عن الأخبار المتعلقة إبليس - ومنها هذا الخبر:"وقد رُوي في هذا آثار كثيرة عن السلف، وغالبها من الإسرائيليات التي تنقل لينظر فيها، والله أعلم بحال كثير منها. ومنها ما قد يقطع بكذبه لمخالفته للحق الذي بأيدينا".