الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من السماء إلى الأرض فالحق الذي أنت عليه تأخذ به فيعليك الله به، ثم يأخذ به رجل من بعدك فيعلو به، ثم يأخذ به رجل من بعدك فيعلو به، ثم يأخذ به رجل آخر فينقطع به، ثم يوصل له فيعلو به، فأخبرني يا رسول الله بأبي أنت أصبت أم أخطأت؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أصبت بعضا، وأخطأت بعضا، قال: فوالله يا رسول الله لتحدثني ما الذي أخطأت؟ قال: لا تقسم"
(1)
.
تاسعاً: الإيمان باليوم الآخر:
أقسم الله عز وجل بربوبيته للسماء والأرض على أن ما وعد"به من أمر القيامة والبعث والجزاء، كائن لا محالة، وهو حق لا مرية فيه، فلا تشكوا فيه كما لا تشكوا في نطقكم حين تنطقون"
(2)
، قال تعالى:{فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ}
(3)
.
واستدل الله عز وجل على البعث وإعادة الأجساد بقدرته في خلق السماوات والأرض، فقال:{أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ}
(4)
، قال ابن كثير رحمه الله:" أي إن في النظر إلى خلق السماء والأرض لدلالة لكل عبد فطن لبيب رجّاع إلى الله، على قدرة الله على بعث الأجساد ووقوع المعاد؛ لأن من قدر على خلق هذه السماوات في ارتفاعها واتساعها، وهذه الأرضين في انخفاضها وأطوالها وأعراضها، إنه لقادر على إعادة الأجسام ونشر الرميم من العظام"
(5)
.
(1)
صحيح مسلم، كتاب الرؤيا، باب في تأويل الرؤيا: 4/ 1777 برقم (2269).
(2)
تفسير ابن كثير: 7/ 420.
(3)
الذاريات: 23.
(4)
سبأ: 9.
(5)
تفسير ابن كثير: 6/ 496، وانظر: تفسير ابن سعدي: 750.
(1)
، فمن قدر على خلق السماوات والأرض ولم يعي بخلقهن، قادر على أن يحيي الموتى بطريق الأولى والأحرى
(2)
.
وأخبر الله عز وجل أن السماء تطوى يوم القيامة فقال: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}
(3)
، وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"يقبض الله الأرض ويطوي السماء بيمينه ثم يقول أنا الملك أين ملوك الأرض"
(4)
.
وأخبر سبحانه أنه سيجازي كلا بعمله، إن خيرا فخير، وإن شرا فشر، فهو مالك السماوات والأرض الغني عما سواه
(5)
(6)
.
ومن الإيمان باليوم الآخر الإيمان بالجنة والنار، وقد بين الله عز وجل صفة الجنة وأن عرضها عرض السماوات والأرض، فقال:{وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ}
(7)
، وقال تعالى:
(1)
الأحقاف: 33.
(2)
انظر: تفسير الطبري: 26/ 43، وتفسير ابن كثير: 7/ 305.
(3)
الزمر: 67.
(4)
سبق تخريجه: 204.
(5)
انظر: تفسير القرطبي: 17/ 105، وتفسير ابن كثير: 7/ 460.
(6)
النجم: 31.
(7)
آل عمران: 133.