الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر"
(1)
.
وعنه رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من سبح الله في دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين، وحمد الله ثلاثا وثلاثين، وكبر الله ثلاثا وثلاثين، فتلك تسعة وتسعون، وقال تمام المائة لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير - غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر"
(2)
.
ثامناً: الجن:
الجن وصفاتهم من الأمور الغيبية التي يجب الإيمان بها، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن عرش إبليس على البحر
(3)
.
عن جابر رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إن عرش إبليس على البحر، فيبعث سراياه فيفتنون الناس فأعظمهم عنده أعظمهم فتنة"
(4)
تاسعاً: منهج أهل السنة والجماعة في الاستدلال:
ضرب الأمثال:
من منهج وطريقة أهل السنة في الاستدلال ضرب الأمثال للتوضيح والتقريب، ومن ذلك مما يتعلق بهذه الآيات الكونية -البحار والأنهار- قوله تعالى:{وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا}
(5)
.
(1)
صحيح البخاري: كتاب الدعوات، باب فضل التهليل: 1229، برقم (6405).
(2)
صحيح مسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب استحباب الذكر بعد الصلاة وبيان صفة: 1/ 418 برقم (597).
(3)
انظر: فتح الباري: 6/ 341.
(4)
صحيح مسلم، كتاب صفات المنافقين وأحكامهم، باب تحريش الشيطان وبعثه سراياه لفتنة الناس وأن مع كل إنسان قرينا: 4/ 2167 برقم (2813).
(5)
فاطر: 12.
وهذا مثل ضربه الله"في حق الكفر والإيمان أو الكافر والمؤمن، فالإيمان لا يشتبه بالكفر في الحسن والنفع كما لا يشبه البحر العذب والملح الأُجاج، ومن كل أي ومن كل واحد منهما تأكلون لحماً طرياً وتستخرجون حلية"
(1)
.
(2)
.
وهذا مثل ضربه الله للكافر وبطلان عمله بالبحر اللجي، وهو البعيد القعر الكثير الماء، يغشاه بعلوه موج، وهو ما ارتفع من الماء، من فوقه موج متراكم بعضه على بعض، من فوق الموج سحاب، وهذه كلها ظلمات بعضها فوق بعض، ظلمة السحاب، وظلمة الموج، وظلمة البحر
(3)
"وهذا التمثيل من قبيل تشبيه حالة معقولة بحالة محسوسة كما يقال شاهدت سواد الكفر في وجه فلان"
(4)
(1)
انظر: تفسير الرازي: 26/ 10، والكشاف: 3/ 614.
(2)
النور: 40.
(3)
انظر: تفسير القرطبي 12/ 283، وتفسير السعدي:569.
(4)
التحرير والتنوير 18/ 255.