الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2 - الشمس والقمر:
إن الشمس والقمر من الآيات الكونية التي يجري خرابها يوم القيامة، قال الله تعالى:{فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ (7) وَخَسَفَ الْقَمَرُ (8) وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ}
(1)
.
يذهب ضوء القمر وتظلم الشمس وتجمعان معا ويرمى بهما، قال الله تعالى:{إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}
(2)
ولعلماء التفسير أقوال في معنى تكوير الشمس، فقيل: ذهابها، وقيل ذهاب ضوئها وقيل رمي بها، وغير ذلك. قال ابن جرير رحمه الله:" والصواب من القول في ذلك عندنا أن يقال {كُوِّرَتْ} كما قال الله جل ثناؤه، والتكوير في كلام العرب: (جمع بعض الشيء إلى بعض)، وذلك كتكوير العمامة، وهو لفها على الرأس، وكتكوير الكارة وهو جمع الثياب بعضها إلى بعض ولفها، وكذلك قوله: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}، إنما معناه: جمع بعضها إلى بعض ثم لفت فرمي بها، وإذا فعل ذلك بها ذهب ضوءها فعلى التأويل الذي تأولناه وبيناه لكلا القولين اللذين ذكرت عن أهل التأويل وجه صحيح، وذلك أنها إذا كورت ورمي بها ذهب ضوءها"
(3)
.
" وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الشمس والقمر مكوران يوم القيامة"
(4)
.
(1)
القيامة: 7 - 9.
(2)
التكوير: 1.
(3)
تفسير الطبري: 30/ 81.
(4)
صحيح البخاري، كتاب بدء الخلق، باب صفة الشمس والقمر {بِحُسْبَانٍ}: 615 برقم (3200).
" أما النظرة العلمية المعاصرة فيقول الدكتور زغلول النجار -حفظه الله- عن جمع الشمس والقمر يوم القيامة: "وهي تعبر عن نزع الإنسان من هول علامة من علامات تدمير الكون، فجمع الشمس والقمر أصبح حقيقة علمية الآن، لأنه ثبت بقياسات دقيقة للغاية أن القمر (الذي يبعد عنا في المتوسط حوالي 400 ألف كم) يتباعد عنا بطريقة مستمرة بمعدل ثلاثة سنتيمترات في السنة، وهذا التباعد سيدخل القمر وقت من الأوقات في نطاق جاذبية الشمس فتبتلعه الشمس، وهذا من التنبؤات العلمية المبنية على استقراءات كونية، وحسابات فلكية دقيقة، فالقمر يستمر بتباعده عن الأرض لابد وأن يؤدي به هذا التباعد في يوم من الأيام إلى أن تبتلعه الشمس، ولكن متى سيتم ذلك؟ هذا في علم الله سبحانه وتعالى"
(1)
.
" وذكر الدكتور يوسف الحاج في بيان مصير الشمس بين القرآن والعلم ومعنى قوله تعالى: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}: أن"نفاد الهيدروجين من قلب الشمس ووفرة الهيليوم داخله تؤدي إلى حصول لا تجانس واضح في توزيع المادة، فإن الهيليوم أثقل من الهيدروجين بأربع مرات، وهذا يعني اختلاف كثافة مادة النجم وفقدان التوازن. لذلك لابد من حركة شاملة لإعادة توازن جسم الشمس
…
، ويحصل هذا إذا انتفخ الجزء الخارجي من مادة الشمس انتفاخاً هائلاً فيما يتقلص اللب. وعندئذ يتغير لون الشمس إلى الأحمر
…
(1)
من آيات الإعجاز في القرآن الكريم- جمع الشمس والقمر- للدكتور: زغلول النجار، موقع الدكتور زغلول النجار،
http: //www.elnaggarzr.com/index.php? itm=f 284 c 5 e 2 c 250 ded 08 b 09 a 450 ccc 2 e 726
وانظر: أسرار الشمس بين الوصف القرآني وحقائق علم الفلك الحديث، لصبحي رمضان فرج مدرس.
http: //quran-m.com/container.php? fun=avtviewyid=1020
" وإذ تضعف القوى الداخلية في اللب، فإن القشرة الخارجية المنتفخة لا تستطيع أن تسند نفسها على شيء فينهار جسم الشمس على بعضه في عملية تسمى (التكوير) وذلك بسبب جاذبية أجزائه بعضها للبعض الآخر، مما يجعلها تنكمش انكماشاً مفاجئاً وسريعاً، فتنسحق المواد للشمس، وتتداخل الجزئيات، وتتقارب الذرات تقارباً شديداً حتى تكاد تتداخل، إلا أن قوة التنافر الكهربائي بين الأغلفة الإلكترونية للذرات تقاوم تدخلها عندما تصبح المسافة بينها قليلة،
…
وبذلك تتعادل قوة التنافر الكهربائي مع قوى الجذب التي تؤدي إلى تكوير الشمس، وعندما يحصل هذا التوازن تكون الشمس قد وصلت إلى مستقرها"
(1)
.
ثم ذكر أن"علماء الفلك يقدرون بأن الشمس تسبح إلى الوقت الذي ينفد فيه وقودها فتنطفئ، هذا هو المعنى العلمي الذي أعطاه العلماء لمستقر الشمس، هذا بالإضافة إلى ما تم كشفه في القرن العشرين من أن النجوم كسائر المخلوقات تنمو وتشيخ ثم تموت، فقد ذكر علماء الفلك في وكالة الفضاء الأمريكية (nasa) أن الشمس عندما تستنفذ طاقتها تدخل في فئة النجوم الأقزام ثم تموت وبموتها تضمحل إمكانية الحياة في كوكب الأرض، إلا أن موعد حدوث ذلك لا يعلمه إلا الله تعالى الذي قال في كتابه المجيد:{يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ}
(2)
"
(3)
.
(1)
موسوعة الإعجاز العلمي، ليوسف الحاج:356.
(2)
الأعراف: 187.
(3)
المرجع السابق: 368.