الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ}
(1)
، كما أخبر تعالى عن فضل القرآن على غيره من الكتب، وأنه لو كان في الكتب الماضية كتاب تسير به الجبال عن أماكنها لكان هذا القرآن هو المتصف بذلك دون غيره
(2)
، وذلك"لما فيه من الإعجاز الذي لا يستطيع الإنس والجن عن آخرهم إذا اجتمعوا أن يأتوا بمثله، ولا بسورة من مثله، ومع هذا فهؤلاء المشركون كافرون به، جاحدون له"
(3)
.
(4)
.
خامساً: الإيمان بالرسل:
من الإيمان بالرسل الإيمان بالآيات التي أيد الله بها رسله، ومن تلك الآيات: الآية التي أظهرها الله عز وجل لقوم موسى عليه السلام لأخذ العهد عليهم للعمل بالتوراة، فكان رفع الطور
(5)
(6)
.
ومن الآيات التي أيد الله بها رسله تسخير الجبال مع نبي الله داود عليه السلام: " وذلك أنه كان من أعبد الناس وأكثرهم لله ذكرا وتسبيحا وتمجيدا، وكان قد أعطاه الله من حسن الصوت ورقته ورخامته، ما لم يؤته أحدا من الخلق، فكان إذا سبح وأثنى على الله، جاوبته الجبال الصم والطيور البهم، وهذا
(1)
المائدة: 48.
(2)
انظر: تفسير السعدي: 418، والتحرير والتنوير: 13/ 143.
(3)
تفسير ابن كثير: 4/ 460، وانظر: تفسير الطبري: 16/ 449.
(4)
الرعد: 31.
(5)
انظر: سنن النسائي الكبرى، كتاب التفسير، سورة طه: 10/ 172 برقم (11263)، وتفسير الطبري: 9/ 130.
(6)
الأعراف: 171.
فضل الله عليه وإحسانه"
(1)
(2)
(3)
.
ومن دلائل نبوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أنه ضرب جبل أحد برجله لما رجف به، وقال له: اسكن فسكن، عن أنس رضي الله عنه قال: صعد النبي صلى الله عليه وسلم أحدا ومعه أبو بكر وعمر وعثمان فرجف بهم الجبل، فقال:"اسكن، وضربه برجله فليس عليك إلا نبي وصديق وشهيدان"
(4)
.
ومن دلائل نبوة الأنبياء الكرامات التي يجريها الله على عز وجل على يدي أتباع الرسل، إجابة لدعوتهم ونصرة لهم، ومن ذلك قصة الغلام مع الملك الذي أرداد أن يقتله إن لم يرجع عن دينه، فأبى الغلام، فأمر الملك" نفر من أصحابه فقال: اذهبوا به إلى جبل كذا وكذا فاصعدوا به الجبل، فإذا بلغتم ذروته فإن رجع عن دينه وإلا فاطرحوه، فذهبوا به فصعدوا به الجبل، فقال: اللهم اكفنيهم بما شئت، فرجف بهم الجبل فسقطوا وجاء يمشي إلى الملك"
(5)
.
(1)
تفسير السعدي: 528، وانظر: تفسير ابن كثير: 6/ 497، والتحرير والتنوير: 17/ 119.
(2)
الأنبياء: 79
(3)
ص: 17 - 18.
(4)
صحيح البخاري، كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب عثمان بن عفان أبي عمرو القرشي رضي الله عنه: 706 برقم (3697)، وانظر: دلائل النبوة للبيهقي: 6/ 350، والجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح: 6/ 455.
(5)
صحيح مسلم: كتاب الزهد والرقاق، باب قصة أصحاب الأخدود والساحر والراهب والغلام: 4/ 2299 برقم (3005) وانظر: شرح النووي على مسلم: 18/ 130، وأضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن: 8/ 484.