الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وانهياره أمر لا مفر منه، ففي النمط الأول"فإن الكون سينكمش ويعود إلى مرحلة البداية، وهي حالة من حالات الانهيار للكون، أما في النمط الثاني يبقى الكون يتمدد إلى فترة معينة بحيث تنتهي الطاقة كلياً من الكون، حيث ينتهي الهيدروجين من النجوم، ويصبح الكون بالتالي جثة هامدة، لذلك فإن مستقبل الكون هو الموت في كلا النموذجين"
(1)
.
أما
طي السماء:
(2)
.
ففي هذه الآية يخبرنا الله عز وجل: " أولاً: أنه مهما اتسع الكون وكثرت محتوياته وثقل وزرنه فهو لن يتكبر أو يستعصي على خالقه بل سيطويه في سهولة ويسر كما يطوي صاحب السجل صحائفه.
ويؤكد لنا العزيز القدير هذه الحقيقة في آية أخرى بقوله: إن ذلك على الله يسير، قال تعالى:{أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}
(3)
(4)
.
ويشبه لنا ثانياً: الكون بالصحائف المستوية، وقد يكون الكون مستوياً فعلاً وهي الحالة بين الكون المنغلق والمنفتح عندما تكون كثافة الكون تساوي
(1)
المرجع السابق: 336.
(2)
الأنبياء: 104.
(3)
العنكبوت: 19.
(4)
الروم: 27.
الكثافة الحرجة وهذا ما يرجحه كثير من الفلكيين. وقد يبدو لنا مستوياً -وإن كان حقيقة غير ذلك- بسبب عظمة الخالق.
وهنا نرى مدى قرب تشبيه الكون لصفحات السجل، استواء نراه في الكون من كل جانب حتى يخيل لنا أنه فعلاً مستوياً -وقد يكون كذلك- لاستواء الصحائف.
ويربط أذهاننا ثالثاً: بعملية انكماش الكون وانهياره فتشبيه طي الكون بطي الصحائف لهو تشبيه تفوق روعته أي وصف ولا يمكن أن يصدر إلا من الحكيم العليم الذي خلق هذا الكون، فبعد تمدد الكون واتساعه إلى ما هو عليه الآن -أو إلى ما سوف يصبح عليه في المستقبل- يطوي الخالق هذا الكون بكل ما فيه فيعود هذا الشيء الذي كبر واتسع إلى ما كان عليه"
(1)
.
ثم ذكر صاحب موسوعة الإعجاز العلمي التفسير العلمي لطي السماء فقال: "إن عملية انكماش الكون وانهياره على نفسه هذا الانهيار الهائل إلى نقطة بدايته لهو أقرب تفسير يستطيع العلم أن يقدمه حالياً لطي الكون أو طي السماء إلى ما كانت عليه في بداية الخلق، ومع ذلك فهناك بعض الملاحظات التي يجب أن نأخذها في الاعتبار:
الأولى: التعبير العلمي أو الإنساني لعملية الانكماش الذي يتبعه انهيار هائل هو انعكاس لما يراه أو يتصوره الإنسان في هذا الحدث الهائل من قوة وعنف تفوق مقدراته وطاقاته بل وخياله
…
ومن ناحية أخرى نرى في التعبير القرآني لطي السماء أو الكون هدوء يعكس مقدرة الخالق المقتدر، الذي يصدر منه هذا الحديث، فنهاية الكون كله بالنسبة إليه ليست بأكثر من عمل سهل هين نقوم به نحن كل يوم، ألا وهو
(1)
موسوعة الإعجاز العلمي، ليوسف الحاج: 401 - 402.