الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الأول: حركة الأرض
الأرض في اللغة:
الهمزة والراء والضاد ثلاثة أصول، أصل يتفرع وتكثر مسائله، وأصلان لا ينقاسان بل كل واحد موضوع حيث وضعته العرب. فأما هذان الأصلان فالأرض الزكمة، رجل مأروض أي مزكوم، وهو أحدهما، والآخر الرِعدة، يقال بفلان أرض أي رِعدة.
وأما الأصل الأول: فكل شيء يسفل ويقابل السماء، يقال لأعلى الفرس سماء، ولقوائمه أرض.
والأرض: التي نحن عليها أنثى وهي اسم جنس، وكان حق الواحدة منها أن يقال أرضة؛ ولكنهم لم يقولوا، وفي التنزيل {وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ}
(1)
، والجمع آراض وأرضين وأروض وأرضون الواو عوض من الهاء المحذوفة المقدرة
(2)
.
وفي الاصطلاح:
الأرض كرة ضخمة يتكون سطحها من صخور وتربة وماء، ويحيط بها الهواء. وليست كروية تمامًا؛ إذ إن المسافة بين القطبين أقصر من قطرها عند خط الاستواء
(3)
.
(1)
الغاشية: 20.
(2)
انظر: معجم مقاييس اللغة: 1/ 79 - 81، لسان العرب: 3/ 2107.
(3)
انظر: الموسوعة العربية العالمية: 1/ 511، 514.
وقد ورد لفظ الأرض في القرآن في (451) موضعاً، ولم يرد بلفظ الجمع
(1)
.
ووردت الأرض في السنة في (103) حديثاً
(2)
.
وذكر بعض المفسرين أن الأرض في القرآن على سبعة عشر وجها
(3)
:
الأول: بمعنى الجنة، قال تعالى:{أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ}
(4)
، وقال تعالى:{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ}
(5)
.
الثاني: : بمعنى أرض مكة، قال تعالى:{قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ}
(6)
، وقال تعالى:{أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا}
(7)
.
الثالث: بمعنى المدينة النبوية، قال تعالى:{أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً}
(8)
، وقال تعالى:{إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ}
(9)
، وقال تعالى:{وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا}
(10)
.
الرابع: بمعنى أرض الشام وبيت المقدس، قال تعالى:{كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ}
(11)
، وقال تعالى:{وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ}
(12)
.
(1)
انظر: المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم: 34 - 42.
(2)
انظر: فهرس الأحاديث الكونية والطبية: 2.
(3)
انظر: نزهة الأعين النواظر: 168، وبصائر ذوي التمييز: 2/ 54.
(4)
الأنبياء: 105.
(5)
الزمر: 74.
(6)
النساء: 97.
(7)
الرعد: 41.
(8)
النساء: 97.
(9)
العنكبوت: 56.
(10)
الإسراء: 76.
(11)
الأعراف: 137.
(12)
الأنبياء: 71.
الخامس: بمعنى أرض مصر خصوصاً، قال تعالى:{إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ}
(1)
، وقال تعالى:{قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ}
(2)
.
السادس: أرض الغرب، ومنه قوله تعالى:{إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ}
(3)
.
السابع: الأرضون السبع، قال تعالى:{وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا}
(4)
.
الثامن: أرض الإسلام، قال تعالى:{إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ}
(5)
.
التاسع: بمعنى القبر، قال تعالى:{لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ}
(6)
.
العاشر: أرض القيامة، ومنه قوله تعالى:{وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا}
(7)
.
الحادي عشر: أرض التيه، قال تعالى:{أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ}
(8)
.
الثاني عشر: بمعنى أرض بني قريظة، قال تعالى:{وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا}
(9)
.
(1)
القصص: 4.
(2)
يوسف: 55.
(3)
الكهف: 94.
(4)
هود: 6.
(5)
المائدة: 33.
(6)
النساء: 42.
(7)
الزمر: 69.
(8)
المائدة: 26.
(9)
الأحزاب: 27.
الثالث عشر: أرض الروم: ومنه قوله تعالى: {الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ}
(1)
.
الرابع عشر: أرض الأردن، ومنه قوله تعالى {وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ}
(2)
.
الخامس عشر: أرض الحجر، ومنه قوله تعالى:{فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ}
(3)
.
السادس عشر: أرض فارس، ومنه قوله تعالى:{وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا}
(4)
، وقيل: أراد بهذه الأرض النساء.
السابع عشر: القلب: {وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ}
(5)
يعنى منفعة مواعظ القرآن في قلوب الخلْق.
(1)
الروم: 1 - 3.
(2)
البقرة: 60.
(3)
الأعراف: 73.
(4)
الأحزاب: 27.
(5)
الرعد: 17.