الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ}
(1)
، وقال تعالى:{إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ}
(2)
، بل إن أهل الكتاب كانوا يعلمون ذلك، وقد طلبوا من الرسول صلى الله عليه وسلم أن ينزل عليهم كتاباً من السماء كما نزلت التوراة على موسى عليه السلام مكتوبة، قال تعالى:{يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ}
(3)
، فدل هذا على معرفة أهل الكتاب بأن الكتب تنزل من عند الله من السماء
(4)
.
وكذلك قال كفار قريش
(5)
(6)
.
ثامناً: الإيمان بالرسل:
كان مما يستدل به النبي صلى الله عليه وسلم على أنه رسول الله، وعلى وجوب إفراد الله بالعبادة قوله أن الذي أرسلني هو خالق كل شيء - ومن ذلك السماوات- وربه ومليكه، الذي بيده الملك والإحياء والإماتة، وله الحكم
(7)
، قال تعالى: {قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي
(1)
البقرة: 176.
(2)
النساء: 105، الزمر:2.
(3)
النساء: 153.
(4)
انظر تفسير القرطبي: 6/ 6، وتفسير ابن كثير: 2/ 446.
(5)
انظر: تفسير الطبري: 15/ 188.
(6)
الإسراء: 90 - 93.
(7)
انظر: تفسير الطبري: 9/ 105، وتفسير ابن كثير: 3/ 491.
لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}
(1)
.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: نهينا أن نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شيء، فكان يعجبنا أن يجئ الرجل من أهل البادية العاقل فيسأله ونحن نسمع، فجاء رجل من أهل البادية فقال: يا محمد، أتانا رسولك فزعم لنا أنك تزعم أن الله أرسلك، قال:" صدق ". قال: فمن خلق السماء؟ قال: " الله ". قال: فمن خلق الأرض؟ قال: " الله ". قال: فمن نصب هذه الجبال وجعل فيها ما جعل؟ قال: " الله ". قال: فبالذى خلق السماء، وخلق الأرض، ونصب هذه الجبال، آلله أرسلك؟ قال:" نعم "
(2)
.
ومن دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم استدلاله عليهم بعلم الله للقول في السماء والأرض، وأنه لا يمكن أن يكذب عليه، فهو سبحانه لسعة علمه يعلم ما في السماء والأرض
(3)
: {قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ}
(4)
(5)
، حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول:"ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء"
(6)
.
وقد نبه الله على صدق رسله فيما جاءوا به بما أيدهم به من الآيات، ومنها خلقه للسماوات والأرض
(7)
، فقال تعالى: {أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ
(1)
الأعراف: 158.
(2)
صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب السؤال عن أركان الإسلام: 1/ 41 برقم (12).
(3)
انظر: تفسير ابن كثير: 5/ 332.
(4)
الأنبياء: 4.
(5)
العنكبوت: 52.
(6)
سبق: تخريجه: 197.
(7)
انظر: تفسير الطبري: 9/ 162.
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ}
(1)
.
وقال موسى عليه السلام لفرعون مبيناً الحجة على رسالته، وأن هذه الحجج لا تكون إلا من رب السماوات والأرض
(2)
(3)
.
وفي حديث الإسراء بيَّن صلى الله عليه وسلم أنه عرج به إلى السماء، ووجد فيها الأنبياء: آدم، ويحيى، ويوسف، وإدريس، وهارون، وعيسى، وموسى، وإبراهيم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين
(4)
.
ومن الإيمان بالرسل الإيمان بما جاءوا به، وأنه من عند الله، وقد نزل من السماء إلى الأرض، فعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يحدث: "أن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، إني أرى الليلة ظلة تنطف السمن والعسل، فأرى الناس يتكففون منها بأيديهم، فالمستكثر والمستقل، وأرى سببا واصلا من السماء إلى الأرض، فأراك أخذت به فعلوت، ثم أخذ به من بعدك فعلا، ثم أخذ به رجل آخر فعلا، ثم أخذ به رجل آخر فانقطع به، ثم وصل له فعلا، قال أبو بكر: يا رسول الله، بأبي أنت، والله لتدعني فلأعبرنها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اعبرها، قال أبو بكر: أما الظلة فظلة الإسلام، وأما الذي ينطف من السمن والعسل فالقرآن حلاوته ولينه، وأما ما يتكفف الناس من ذلك فالمستكثر من القرآن والمستقل، وأما السبب الواصل
(1)
الأعراف: 185.
(2)
انظر: تفسير القرطبي: 10/ 337، وتفسير ابن كثير: 5/ 124.
(3)
الإسراء: 102.
(4)
صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السماوات وفرض الصلوات: 1/ 148 - 149 برقم (163، 164).