الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إن كنتم تعلمون} [التوبة:41/ 9] وقال سبحانه: {إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتِلون في سبيل الله، فيَقتلون ويُقتلون وعداً عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقرآن، ومن أوفى بعهده من الله، فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به، وذلك هو الفوز العظيم} [التوبة:111/ 9](1).
وعرفه غير الحنفية بما يقارب هذا التعريف، فقال الشافعية مثلاً:«هو قتال الكفار لنصرة الإسلام» (2).
وأنسب تعريف للجهاد شرعاً أنه: بذل الوسع والطاقة في قتال الكفار ومدافعتهم بالنفس والمال واللسان.
فالجهاد يكون بالتعليم وتعلم أحكام الإسلام ونشرها بين الناس، وببذل المال، وبالمشاركة في قتال الأعداء إذا أعلن الإمام الجهاد، أخرج أبو داود عن أنس ابن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم» .
فضل الجهاد ومنزلته في الإسلام:
الجهاد في الإسلام ذروة سنامه، وسياج مبادئه، وطريق الحفاظ على بلاد الإسلام والمسلمين. فهو من أهم مبادئ الإسلام العظمى؛ لأنه سبيل العزة والكرامة والسيادة، لهذا كان فريضة محكمة، وأمراً ماضياً إلى يوم القيامة، وما ترك قوم الجهاد إلا ذَلّوا وغُزوا في عقر دارهم وخذلهم الله، وسلط عليهم شرار الناس وأراذلهم.
(1) البدائع: 97/ 7، فتح القدير: 276/ 4 وما بعدها، الدر المختار: 238/ 3.
(2)
حاشية الشرقاوي على تحفة الطلاب: 391/ 2، وانظر آثار الحرب للمؤلف: ص 31 وما بعدها.
قال تعالى: {وجاهدوا في الله حق جهاده} [الحج:78/ 22]{إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة، يقاتلون في سبيل الله، فيَقْتلون ويُقْتلون، وعداً عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقرآن، ومن أوفى بعهده من الله، فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به، وذلك هو الفوز العظيم} [التوبة:111/ 9].
ثم وردت أحاديث نبوية كثيرة تبين فضل الجهاد، وأنه أفضل الأعمال عند الله تعالى، سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم:«أي العمل أفضل؟ قال: إيمان بالله ورسوله، قيل: ثم ماذا؟ قال: الجهاد في سبيل الله، قيل: ثم ماذا؟ قال: حج مبرور» (1). وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لغدوة أو روحة في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها» (2).
والمجاهد الذي يجود أو يضحي بنفسه في سبيل الله، سبيل الجماعة والقيم العليا، يتمتع بالخلود والرفعة والمكانة في تاريخ البشرية وعند الله تعالى حيث يجعله في مصاف الأنبياء والمرسلين، قال الله تعالى:{ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً، بل أحياء عند ربهم يرزقون. فرحين بما آتاهم الله من فضله، ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خَلْفهم ألَاّ خوف عليهم ولا هم يحزنون} [آل عمران:169/ 3 - 170].
ولقد تمنى نبي الله أن يحوز درجة الشهادة في سبيل الله، فقال:«والذي نفس محمد بيده، لوددت أن أغزو في سبيل الله، فأُقتل، ثم أغزو فأقتل، ثم أغزو فأقتل» (3) وقال: «يغفر للشهيد كل ذنب إلا الدَّيْن» (4). بل إن الشهيد نفسه يتمنى
(1) رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن خزيمة في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه.
(2)
رواه الشيخان وغيرهما عن أنس بن مالك رضي الله عنه.
(3)
رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه.
(4)
رواه مسلم عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما.