الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لقد تم استقصاء المعلومات، على أربعة مراحل:
1 -
الأولى: عندما بعث طلحة بن عبيد الله وسعيد بن زيد يتحسسان أخبار العير قبل خروجها من المدينة بعشر ليال وشهدا مرور العير من أرض جهينة.
2 -
والمرحلة الثانية: حين بعث عدي بن الزعباء، وبسبس بن عمرو إلى ماء بدر، واستطاعا أن يحددا وقت وصول العير إلى بدر.
3 -
والمرحلة الثالثة: حين أصبحت العير أمرا ثانويا أمام خروج قريش، حيث خرج عليه الصلاة والسلام بنفسه ومعه الصديق أبو بكر، وحددا الموقع الذي وصل إليه جيش قريش وذلك من خلال لقائهما مع الشيخ الأعرابي.
4 -
والمرحلة الرابعة: حين بعث علي بن أبي طالب رضي الله عنه والنفر الذين معه فاستاقا الغلامين من قريش، وعرف منهما عدد جيش قريش وأخطر الشخصيات التي حضرت مع قريش والتي عبر عنها عليه الصلاة والسلام بقوله:((هذه قريش قد ألقت إليكم بأفلاذ أكبادها)). وبذلك أصبحت الصورة كاملة لدى الرسول (ص) عن العدو،
وموقعه، وعدده، وشخصياته.
رابعا: من أحداث الغزوة:
1 -
(كانت غداة يوم الجمعة لسبع عشرة خلت من شهر رمضان على رأس
ثمانية عشر شهرا من الهجرة) (1).
2 -
عن البراء قال: (كنا أصحاب محمد (ص) نتحدث أن عدة أصحاب بدر على عدة أصحاب طالوت الذين جاوزوا معه النهر، ولما يجاوز معه إلا مؤمن بضعة عشر ثلاثمائة) (2).
3 -
(سمعت ابن مسعود يقول: شهدت من المقداد بن الأسود مشهدا لأن أكون صاحبه أحب إلي مما عدل به، أتى النبي (ص) وهو يدعو على المشركين، فقال: لا نقول كما قال قوم موسى: اذهب أنت وربك فقاتلا، ولكننا نقاتل عن يمينك وعن شمالك، وبين يديك ومن خلفك، فرأيت النبي (ص) أشرق وجهه وسره) (3).
4 -
عن ابن عباس قال: (قال النبي (ص) يوم بدر: ((اللهم أنشدك عهدك ووعدك، اللهم إن شئت لم تعبد)) فأخذ أبو بكر بيده فقال:
حسبك، فخرج وهو يقول:((سيهزم الجمع ويولون الدبر ..))) (4).
5 -
عن ابن عباس (أن النبي (ص) قال يوم بدر: ((هذا جبريل آخذ برأس فرس عليه أداة الحرب))) (5).
(1) شرح السنة للبغوي 13/ 376.
(2)
البخاري ك. المغازي 64 ب. عدة أصحاب بدر 6 و 5 ص 94.
(3)
البخاري المصدر السابق ب 4 {إذ تستغيثون ربكم} ص 92.
(4)
المصدر السابق ص 93.
(5)
المصدر السابق ب. شهود الملائكة بدرا 11 ص 103.
6 -
عن ابن عباس قال: (حدثني عمر بن الخطاب قال: لما كان يوم بدر نظر رسول الله (ص) إلى المشركين وهم ألف وأصحابه ثلاثمائة وتسعة عشر رجلا، فاستقبل نبي الله (ص) القبلة ثم مد يديه فجعل يهتف بربه:((اللهم أنجز لي ما وعدتني. اللهم آتني ما وعدتني. اللهم إنك إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض)) فما زال يهتف بربه، مادا يديه، مستقبل القبلة، حتى سقط رداؤه عن منكبيه، فآتاه أبو بكر، فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه، ثم التزمه من ورائه، وقال: يا رسول الله كذاك (1) مناشدتك ربك، فإنه سينجز لك ما وعدك، فأنزل الله سبحانه وتعالى:{إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم إني ممدكم بألف من الملائكة مردفين} فأمده الله بالملائكة. قال أبو زميل: فحدثني ابن عباس قال: بينما رجل من المسلمين يومئذ يشتد في أثر رجل من المشركين أمامه إذ سمع ضربة بالسوط فوقه، وصوت الفارس يقول: أقدم حيزوم إذ نظر إلى المشرك أمامه فخر مستلقيا، فنظر إليه فإذا هو قد خطم أنفه، وشق وجهه كضربة السوط، فاخضر ذلك أجمع. فجاء الأنصاري فحدث ذاك رسول الله فقال:
((صدقت، ذلك من مدد السماء الثالثة)) فقتلوا يومئذ سبعين وأسروا سبعين) (2).
7 -
عن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه عن جده قال: (بينا أنا واقف في الصف يوم بدر، نظرت عن يميني وشمالي، فإذا أنا
(1) هكذا وقع لجاهير رواية مسلم لبعضهم كفاك. وكل بمعنى.
(2)
مسلم ك. الجهاد والسير 32 ب. غزوة بدر ح 1779 ص 1403 ج 3.
بغلامين من الأنصار، حديثة أسنانهما، تمنيت أن أكون بين أصلح (1) منهما فغمزني أحدهما فقال: يا عم هل تعرف أبا جهل؟ قلت: نعم، ما حاجتك يابن أخي؟ قال: أخبرت أنه يسب رسول الله (ص)، والذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا (2) فلم أنشب أن نظرت إلى أبي جهل يجول في الناس. فقلت: ألا إن هذا صاحبكما الذي سألتماني فابتدراه بسيفيهما، فضرباه حتى قتلاه، ثم انصرفا إلى رسول الله (ص) فأخبراه، قال:((أيكما قتله؟)) فقال كل واحد منهما أنا قلته، فقال:((هل مسحتما سيفيكما؟)) قالا: لا. فنظر في السيف فقال: ((كلاكما قتله، سلبه لمعاذ بن عمرو ابن الجموح)) وكانا معاذ بن عفراء، ومعاذ بن الجموح) (3).
8 -
(عن أبي طلحة أن نبي الله (ص) أمر يوم بدر بأربعة وعشرين رجلا من صناديد قريش، فقذفوا في طوي (4) من أطواء بدر خبيث مخبث، وكان إذا ظهر على قوم، أقام بالعرصة ثلاث ليال: فلما كان ببدر في اليوم الثالث، أمر براحلته فشد عليها رحلها ثم مشى، واتبعه أصحابه، وقالوا: ما نرى ينطلق إلا لبعض حاجته، حتى قام على شقة الركي (5)
فجعل يناديهم بأسمائهم، وأسماء آبائهم، ((يا فلان بن فلان، ويا فلان بن فلان، أيسركم أنكم أطعتم الله ورسوله؟! فإنا قد وجدنا ما وعدنا
(1) الرواية في البخاري (أضلع) من الضلاعة وهي القوة.
(2)
الأعجل منا: الأقرب أجلا.
(3)
البخاري ك. 64 المغازي ب. 9 فضل من شهد بدرا ج 5 ص 100.
(4)
طوي: بئر.
(5)
الركي: البئر.
ربنا حقا؟)) قال عمر: يا رسول الله ما تكلم من أجساد لا أرواح لها؟ قال النبي (ص): ((والذي نفس محمد بيده، ما أنتم بأسمع لما أقول منهم)).
قال قتادة (أحياهم الله حتى أسمعهم له توبيخا وتصغيرا ونقمة وحسرة وندما)(1).
9 -
وعن أبي أيوب الأنصاري (قال: قال رسول الله (ص) ونحن بالمدينة: ((إني أخبرت ونحن بالمدينة عن عير أبي سفيان أيها مقبلة، فهل لكم أن نخرج قبل هذا العير لعل الله يغنمناها؟)) قلنا: نعم. فخرج وخرجنا معه، فلما سرنا يوما أو يومين، قال لنا:((ما ترون في القوم فإنهم أخبروا بمخرجكم؟)) فقلنا: لا والله ما لنا طاقة بقتال العدو، ولكن أردنا العير. ثم قال:((ما ترون في القوم؟)) فقلنا مثل ذلك. فقال المقداد بن عمرو: إذن لا نقول لك يا رسول الله كما قال قوم موسى لموسى {اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون} فتمنينا معشر الأنصار أنا قلنا كما قال المقداد وأحب إلينا من أن يكون لنا مال عظيم فأنزل الله عز وجل على رسوله (ص): {
…
كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقا من المؤمنين لكارهون يجادلونك بالحق بعدما تبين كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون} ثم أنزل الله عز وجل: {إني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان} وقال: {وإذ يعدكم الله إحدى
(1) البخاري ك. المغازي 64 ب. قتل أبي جهل 8 ج 5 ص 97، 98.
الطائفتين أنها لكم وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم} والشوكة: القوم، وغير ذات الشوكة: العير. فلما وعد الله إحدى الطائفتين إما القوم وإما العير طابت أنفسنا .. ثم إن رسول الله (ص) بعث ينظر ما قبل القوم فقال: رأيت سوادا ولا أدري، فقال رسول الله (ص):((هم هم هلموا أن نتعاد)) فإذا نحن ثلثمائة وثلاثة عشر رجلا. وأخبرنا رسول الله (ص) بعدتنا، ذلك وقال: عدة أصحاب طالوت. ثم إنا اجتمعنا مع القوم فصففنا. فبدرت منا بادر أمام الصف، فنظر رسول الله (ص) إليهم فقال:((معي معي)) ثم إن رسول الله () قال: ((اللهم إني أنشدك وعدك)) فقال ابن رواحة: يا رسول الله إني أريد أن أشير عليك ورسول الله (ص) أعظم من أن نشير عليه. والله أعظم من أن ننشده وعده. فقال: ((يابن رواحة لأنشدن الله وعده، فإن الله لا يخلف وعده)) فأخذ قبضة من التراب فرمى بها رسول الله (ص) في وجوه القوم فانهزموا. فأنزل الله عز وجل: {وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ..} فقتلنا وأسرنا. فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله ما أرى أن يكون لك أسرى، فإنما نحن داعون مؤلفون فقلنا معشر الأنصار: إنما يحمل عمر على ما قال حسد لنا. فنام رسول الله (ص) ثم استيقظ فقال: ((ادعو لي عمر)) فدعي له فقال: ((إن الله عز وجل قد أنزل علي: {ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم} (1)))) (2).
(1) الأنفال / 67.
(2)
مجمع الزوائد 6/ 74 وقال: رواه الطبراني وإسناده حسن.
10 -
وعن علي (1) قال: (لما قدمنا المدينة أصبنا من ثمارها فا جتويناها (2) فأصابنا بها وعك (3)، فكان النبي (ص) يتخبر عن بدر، فلما بلغنا أن المشركين قد أقبلوا سار رسول الله (ص) إلى بدر، وبدر بئر فسبقنا المشركون إليها، فوجدنا فيها رجلين منهم رجلا من قريش، ومولى لعقبة ابن أبي معيط، فأما القرشي فانفلت، وأما مولى عقبة فأخذناه، فجعلنا نقول له: كم القوم؟ فيقول: هم والله كثير عددهم شديد بأسهم، فجهد رسول الله (ص) أن يخبره فأبى. ثم إن النبي (سأله:((كم ينحرون من الجزر؟)) فقال: عشر لكل يوم. فقال رسول الله (ص): ((القوم ألف كل جزر لمائة ونيفها)) ثم إنه أصابنا طش (4) من مطر فانطلقنا تحت الشجر والحجف (5) نستظل تحتها من المطر، وبات رسول الله (ص) يدعو ربه ويقول:((اللهم إن تهلك هذه الفئة لا تعبد)) قال: فلما أن تطلع الفجر نادى: ((الصلاة عباد الله)). فجاء الناس من تحت الشجر والحجف، فصلى بنا رسول الله (ص) وحض على القتال ثم قال:((إن جمع قريش تحت هذه الضلع الحمراء من الجبل)). فلما دنا القوم وصافناهم إذا رجل منهم على جمل أحمر يسير في القوم فقال رسول الله (ص): ((يا علي ناد حمزة)) وكان أقربهم من المشركين من صاحب الجمل الأحمر، وماذا يقول لهم. ثم قال رسول الله (ص):
(1) أي علي بن أبي طالب.
(2)
أي أصابهم الجوى وهو المرض وداء الجوف إذا تطاول.
(3)
وعك: أذى الحمى ووجعها.
(4)
طش من مطر: الطش والطشيش: المطر الضعيف وهو فوق الرذاذ.
(5)
الحجف: التروس من جلود بلا خشب ولا عقب.
((إن يكن في القوم أحد يأمر بخير فعسى أن يكون صاحب الجمل الأحمر)) قال: هو عتبة بن ربيعة وهو ينهى عن القتال ويقول لهم: يا قوم إني أري قوما مستميتين لا تصلون إليهم وفيكم؛ خير. يا قوم اعصبوها اليوم برأسي وقولوا: جبن عتبة بن ربيعة، ولقد علمتم أني لست بأجبنكم، فسمع ذلك أبو جهل فقال: أنت تقول ذلك، والله لو غيرك يقول لأعضضته، قد ملأت رئتك جوفك رعبا. فقال عتبة: إياي تعني يا مصفر استه. ستعلم اليوم أينا الجبان.
قال: فبرز وأخوه شيبة وابنه الوليد حمية فقالوا: من يبارز. فخرج فتية من الأنصار ستة، فقال عتبة: لا نريد هؤلاء، ولكن من يبارزنا من بني عمنا من بني المطلب فقال رسول الله (ص):((قم يا علي، وقم يا حمزة، وقم يا عبيدة بن الحارث بن المطلب)) فقتل الله شيبة وعتبة ابني ربيعة والوليد بن عتبة. وجرح عبيدة، فقتلنا منهم سبعين، وأسرنا سبعين. فجاء رجل من الأنصار بالعباس بن عبد المطلب أسيرا فقال العباس: يا رسول الله إن هذا والله ما أسرني. أسرني رجل أجلح من أحسن الناس وجها على فرس أبلق ما أراه في القوم. فقال الأنصاري: أى أسرته يا رسول الله. قال: ((أسكت فقد أيدك الله بملك كريم)) قال من: فأسرنا من بني المطلب العباس وعقيلا ونوفل بن الحارث) (1).
…
(1) مجمع الزوائد للهيثمي 75/ 6، 76 وقال الهيثمي: روى أبو داود طرفا منه. ورواه أحمد والبزار ورجال أحمد رجال الصحيح غير حارثة بن مضرب وهو ثقة.