الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إليكم وأنتم لا تظلمون} (1).
(ط) والثبات عند المواجهة، والصبر عند اللقاء من العوامل الرئيسية في النصر {يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا ..} ، {يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار ..} (2).
(ي) ولا شيء يعين على الثبات والصبر عند اللقاء، مثل ذكر الله الكثير باتجاه القلب إلى الله وحده منزل النصر، وطلب العون منه، والتوكل عليه، وعدم الاعتماد على العدد أو العدة أو الذات والتبرؤ من الحول والقوة، هو عامل أساسي من عوامل النصر. {يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون} (3).
التمحيص في أحد:
1 -
وحين وجدنا في بدر من يقول: (والله ما نقول لك كما قال قوم موسى لموسى {اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون} بل نقول: (اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون)، والله لو سرت بنا إلى برك الغماد لسرنا معك.
وقول سعد عن الأنصار: (
…
فوالذي بعثك بالحق لو
(1) الأنفال 60.
(2)
الأنفال 15.
(3)
الأنفال 45.
اسعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك، ما تخلف منا رجل واحد، إنا لصبر في الحرب، صدق عند اللقاء لعل الله يريك منا ما تقر به عينك).
وصدق سعد، فما تخلف رجل واحد، وما جاوزه معه إلا مؤمن.
وجدنا في أحد من يقول: أطاعهم، وعصاني، ما أدري علام نقتل أنفسنا أيها الناس.
ولم ينخذل رجل واحد فقط، بل انخذل معه ثلث الجيش ثلاثمائة، فالفرق بين الصورتين واضح.
2 -
وحتى السبعمائة الذين تبقوا حقق الله تعالى بهم موعوده، فأكثريتهم كانوا من المؤمنين الصادقين {ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه} (والله لكأني أنظر إلى خدم (خلاخل) هند بنت عتبة وصواحبها مشمرات هوارب ما دون أخذهن قليل ولا كثير).
3 -
ولكن هؤلاء البعمائة لم يكونوا مع ذلك على مستوى إيماني واحد، فلا يزال فيهم من يتعاطف مع ابن أبي وجنده، وهذه القلة هي التي قلبت الميزان، وغيرت المواقف {وإذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما وعلى الله فليتوكل المؤمنون} (1).
{
…
وطائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن
(1) آل عمران 122.