الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ابصر لي غنمي حتى أسمر ففعل، فدخلت. فلما جئت مكة سمعت مثل الذي سمعت تلك الليلة. فسألت فقيل: نكح فلان فلانة. فجلست انظر، وضرب الله على أذني. فوالله ما أيقظني إلا مس الشمس. فرجعت إلى صاحبي. فقال: ما فعلت. فقلت: لا شيء ثم أخبرته الخبر. فوالله ما هممت ولا عدت بعهما لشيء من ذلك حتى أكرمني الله بنبوته))) (1).
فهذا هو تاريخه عليه الصلاة والسلام في أطهر شباب وأعف رجولة، وأنزه سلوك. وهو في الجاهلية. ومن أجل هذا كان صبوة نساء مكة. لاستقامته وشرفه وخلقه. والذي ينجو من أعنف المراحل في حياته. صبابة وحبا واندفاعا. حتى الخامسة والعشرين من عمره. خليق بأن يكون من أعف أهل الأرض. وليس عنده امرأة أو زوجة يقضي منها وطره.
المرحلة الثانية: حتى الخمسين من عمره
2 -
ثم كان
زواجه من خديجة رضي الله عنها
. في الخامسة والعشرين من عمره.
(وكانت خديجة امرأة حازمة شريفة لبيبة. مع ما أراد الله بها من كرامته. فلما أخبرها مسيرة بما أخبرها به. بعثت إلى رسول الله (ص) فقالت له فيما يزعمون: يا ابن عم إني قد رغبت فيك لقرابتك، وسطتك في قومك، وأمانتك، وحسن خلقك، وصدق حديثك، ثم
(1) البداية والنهاية لابن كثير 311/ 1 - 312 وقد سبق تخريجه ص 98.
عرضت عليه نفسها. وكانت خديجة يومئذ أوسط نساء قريش نسبا، وأعظمهن شرفا، وأكثرهن مالا. كل قومها كان حريصا على ذلك منها لو قدر عليه.
فلما قالت ذلك لرسول الله (ص). ذكر ذلك لأعمامه
…
) (1)
(فحضر أبو طالب ومعه بنو هاشم ورؤساء سائر مضر. فخطب أبو طالب فقال: الحمد لله الذي جعلنا من ذرية إبراهيم، وزرع إسماعيل، وضئضىء معد، وعنصر مضر، وجعلنا حضنة بيته وسواس حرمه، وجعل لنا بيتا محجوجا وحرما آمنا، وجعلنا الحكام على الناس.
ثم إن ابن أخي هذا محمد بن عبد الله لا يوزن به رجل إلا رجح به وإن كان في المال قل فإن المال ظل زائل، وأمر حائل. ومحمد من عرفتم قرابته. وقد خطب خديجة بنت خويلد. وبذل لها من الصداق ما آجله وعاجله من مالي، وهو والله بعد هذا له نبأ عظيم وخطر جليل.) (2)(فقال عمرو بن خويلد - عمها - هو الفحل الذي لا يقدع أنفه فأنكحها منه)(3).
(فتزوجها فبقيت عنده قبل الوحي خمس عشر سنة. وماتت ولرسول الله (ص) تسع وأربعون سنة. وثمانية أشهر) (3).
(1) السيرة لابن هشام 1/ 189.
(2)
أوجز السير لخير البشر لأحمد بن فارس مخطوط بمكتبة السليمانية باستامبول ص 3 - 4. وقد أورد السهيلي بعضه في الروض الأنف 1/ 213.
(3)
الروض الأنف للسهيلي 1/ 213.