الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الجاهلية يقولون هل لنا من الأمر شيء قل إن الأمر كله لله يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك يقولون لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا هاهنا قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم والله عليم بذات الصدور} (1).
{.. منكم من يريد الدنيا .. ومنكم من يريد الآخرة} .
{الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا قل فادرؤوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين} (2).
ففيهم المنافقون إخوان عبد الله بن أبي، وفيهم ضعاف الإيمان، وفيهم الذين عصوا الأمر وأرادوا الغنيمة.
النماذج الإيمانية الرائعة:
وحكمة الله تعالى بتمحيص الصف وتمييز المؤمن من المنافق، وقوي الإيمان من ضعيفه، أبرزت لنا نماذج إيمانية رائعة في قلب المحنة، ما كان لنا أن نشهدها لولا هذه الجولة الثانية، من هجوم المشركين.
1 -
وعلى رأس هذه النماذج أسد الله وأسد رسوله (حمزة بن عبد المطلب) الذي كان كما وصفه قاتله (بالله إني لأنظر إلى حمزة يهد الناس بسيفه
(1) آل عمران 154.
(2)
آل عمران 168.
ما يليق به شيئا مثل الجمل الأورق) (1).
2 -
وأنس بن النضر عم أنس بن مالك، وكما يقول أنس:(لقد وجدنا بأنس بن النضر يومئذ سبعون ضربة فما عرفته إلا أخته عرفته ببنانه)(2) وفي رواة البخاري (وبه بضع وثمانون من طعنة وضربة ورمية بسهم).
3 -
وأبو دجانة سماك بن خرشة رضي الله عنه كما يقول ابن إسحاق عنه: (وترس دون رسول الله (ص) أبو دجانة بنفسه، يقع النبل في ظهره، وهو منحن عليه، حتى كثر فيه النبل) (3).
4 -
وسعد بن أبي وقاص الذي يقول عن نفسه: (فلقد رأيته يناولني النبل وهو يقول: ((ارم فداك أبي وأمي)) حتى إنه ليناولني السهم ما له نصل فيقول ((ارم به))) (4).
5 -
وأم عمارة التي تتحدث عن نفسها قائلة: خرت أول النهار وأنا أنظر ما يصنع الناس، ومعي سقاء فيه ماء (فانتهيت إلى رسول الله (ص) هو وأصحابه والدولة والريح للمسلمين فلما انهزم المسلمون انحزت إلى رسول الله (ص) فقمت أباشر القتال، وأذب عنه بالسيف، وأرمي عن القوس حتى خلصت الجراح إلي) قالت: (فرأيت على عاتقها جرحا أجوف له غور، فقلت من أصابك بهذا؟ قالت: ابن قمئة أقمأه الله. لما ولى
(1) السيرة النبوية لابن هشام 2/ 69، 70.
(2)
المصدر نفسه 83/ 2 وقد رواه حميد الطويل (ثقة مدلس) عن أنس بن مالك.
(3)
و (4) المصدر نفسه 2/ 82.
الناس عن رسول الله (ص) أقبل يقول: دلوني على محمد، فلا نجوت إن نجا. فاعترضت له أنا ومصعب بن عمير، وأناس ممن ثبت مع رسول الله (ص)، فضربني هذه الضربة، ولكن فلقد ضربته على ذلك ضربات، ولكن عدو الله كان عليه درعان) (1).
6 -
إضافة إلى بقية العشرة، طلحة والزبير، وعبد الرحمن وأبو عبيدة، وأبو بكر وعمر، وعلي بن أبي طالب، وسهل بن حنيف الذي شهد له رسول الله (ص) أنه أحسن القتال.
7 -
وقتادة بن النعمان الذي يقول عن نفسه: (كنت نصب وجه النبي (ص) يوم أحد أقي وجه رسول الله (ص) بوجهي، وكان أبو دجانة موقيا لظهر رسول الله (ص) بظهره، حتى امتلأ ظهره سهاما) (2). وفي رواية (فكان آخرها سهما ندرت مته حدقتي بكفي، فسعيت بها إلى النبي (ص) في كفي، فلما رآها رسول الله (ص) في كفي دمعت عيناه،
فقال: اللهم إن قتادة قد أوجه نبيك بوجهه، فاجعلها أحسن عينيه، وأحدهما نظرا. فكانت أحسن عينيه وأحدهما نظرا) (3).
8 -
والأنصار التسعة الذين قتلوا بين يدي رسول الله (ص)، والسبعون الذين سقطوا شهداء والذين يقول قتادة عنهم: ما نعلم حيا من أحياء العرب أكثر شهيدا أعز يوم القيامة من الأنصار.
(1) المصدر نفسه 82/ 2.
(2)
و (3) مجمع الزوائد للهيثمي وقال: رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه.