الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قريش ننقل حجارة لبعض ما يلعب به الغلمان (1)، كلنا قد تعرى، وأخذ إزاره فجعله على رقبته يحمل عليه الحجارة. فإني لأقبل معهم وأدبر، إذ لكمني لاكم ما أراه لكمة وجيعة ثم قال: شد عليك إزارك: فأخذته وشددته علي. ثم جعلت أحمل الحجارة على رقبتي، وإزاري علي من بين أصحابي)) (2).
أمر الجاهلية:
(وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما هممت بشيء مما كان أهل الجاهلية يهمون به من الغناء إلا ليلتين، كلتاهما عصمني الله عز وجل فيهما، قلت ليلة لبعض فتيان مكة- ونجن في رعاء غنم أهلها- فقلت لصاجي: أبصر لي غنمي حتى أدخل مكة أسمر فيها كما يسمر الفتيان. فقال بلى. قال: فدخلت حتى جئت أول دار من دور مكة، فسمعت عزفا بالغرابيل والمزامير فقلت: ما هذا؟ قالوا: تزوج فلان فلانة. فجلست أنظر، وضرب الله على أذني، فولله ما أيقظني إلا مس الشمس، فرجعت إلى صاحبي، فقال: ما فعلت؟ فقلت: ما فعلت شيئا، ثم أخبرته بالذي رأيت. ثم قلت ليلة أخرى: أبصر لي غنمي حتى أسمر ففعل، فدخلت، فلما جئت مكة سمعت مثل الذي سمعت تلك الليلة، فسألت فقيل
(1) يقول السهيلي: وهذه القصة إنما وردت في الحديث الصحيح في حين بنيان الكعبة، وحديث ابن إسحاق إن صح أنه كان ذلك في صغره، إذ كان يلعب مع الغلمان فحمله على أن هذا الأمر كان مرتين: مرة في حال صغره، ومرة في أول اكتماله عند بنيان الكعبة. انظر الروض الأنف للسهيلي 1/ 308، 309. وقد أورده البخاري في ك: مناقب الأنصار. باب بناء الكعبة م 2، ج 5، ص 51. كما أورده في كتاب الصلاة وكتاب الحج.
(2)
السيرة النبوية لابن هشام 1/ 183.
نكح فلان فلانة. فجلست أنظر، وضرب الله على أذني فوالله ما أيقظني إلا مس الشمس، فرجعت إلى صاحبي فقال: ما فعلت؟ فقلت: لا شيء ثم أخبرته الخبر، فوالله ما هممت ولا عدت بعدهما لشيء من ذلك حتى أكرمني الله تعالى بنبوته)) (1).
وذكر الواقدي عن أم أيمن قالت: كانت بوانة صنما تحضره قريش وتعظمه وتنسك له، وتحلق عنده، وتعكف عليه يوما إلى الليل كل سنة، فكان أبو طالب يحضره مع قومه، ويكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحضر ذلك العيد معهم فيأبى ذلك، قالت: حتى رأيت أبا طالب غضب عليه، ورأيت عماته غضبن يومئذ أشد الغضب وجعلن يقلن: إنا لنخاف عليك مما تصنع من اجتناب آلهتنا. ويقلن: ما تريد يا محمد أن تحضر لقومك عيدا، ولا تكثر لهم جمعا؟!
فلم يزالوا به حتى ذهب فغاب عنهم ما شاء الله، ثم رجع مرعوبا فزعا، فقلن له: ما دهاك؟ قال: ((إني أخشى أن يكون بي لمم)). فقلن: ما كان الله ليبتليك بالشيطان وفيك من خصال الخير ما فيك. فما الذي رأيت؟ قال: ((إني كلما دنوت من صنم تمثل لي رجل أبيض طويل يصيح بي: وراءك يا محمد لا تمسه)).
(1) البداية والنهاية لابن كثر 1/ 311، 312، وقد رواه عن البيهقي بسنده عن ابن إسحاق وقال: وشيخ ابن إسحاق هذا ذكره ابن حبان في الثقات. و (زعم) بعضهم أنه من رجال الصحيح، قال شيخنا في تهذيبه: ولم أقف على ذلك والله أعلم. وقد رواه الحاكم وقال عنه صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبى 4/ 254.