الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
غلقت. فلما رأى هرقل نفرتهم وأيس من الإيمان قال: ردوهم علي. وقال إني قلت مقالتي آنفا أختبر بها شدتكم على دينكم. فقد رأيت، فسجدوا له ورضوا عنه. فكان ذلك آخر شأن هرقل ..) (1).
ب -
كتاب كسرى عظيم الفرس
قال ابن جرير بسنده عن زيد بن أبي حبيب قال: وبعث عبد الله بن حذافة السهمي إلى كسرى بن هرمز ملك فارس وكتب معه: (بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم فارس. سلام على من اتبع الهدى. وآمن بالله ورسوله. واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأدعوك بدعاء الله. فإني أنا رسول الله إلى الناس كافة لأنذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين فإن تسلم تسلم. وإن أبيت فإن إثم المجوس عليك.))) قال: فلما قرأه شقه وقال: يكتب إلي بهذا وهو عبدي؟.
ثم كتب كسرى إلى باذان وهو نائبه على اليمن، أن ابعث إلى هذا الرجل بالحجاز رجلين من عندك جلدين فليأتياني به. فبعث باذان -قهرمانه - وكان كاتبا حاسبا - بكتاب فارس، وبعث معه رجلا من الفرس يقال له خرخسرة، وكتب معهما إلى رسول الله (ص) يأمره أن ينصرف معهما إلى كسرى، وقال لبابويه أئت بلاد هذا الرجل وكلمه وائتني بخبره. فخرجا حتى قدما الطائف. فوجدا رجلا من قريش في أرض الطائف فسألوه عنه. فقال: هو بالمدينة. واستبشر أهل الطائف
(1) البخاي: كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله (ص) ج 1 / ج 1 / ص 6 - 9.
يعني وقريش بهما وفرحوا وقال بعضهم لبعض ابشروا فقد نصب له كسرى ملك الملوك، كفيتم الرجل. فخرجا حتى قدما على رسول الله (ص) فكلمه بابويه فقال: إن شاهنشاه ملك الملوك كسرى قد كتب إلى الملك باذان يأمره أن يبعث إليك من يأتيه بك، وقد بعثني إليك لتنطلق معي. فإن فعلت كتب إلى ملك الملوك ينفعك ويكفه عنك، وإن أبيت فهو من قد علمت. فهو مهلكك ومهلك قومك ومخرب بلدك. ودخلا على رسول الله (ص) وقد حلقا لحاهما وأعفيا شواربهما، فكره النظر إليهما وقال:((ويلكما من أمركما بهذا؟))) قالا: أمرنا ربنا -يعنيان كسرى - فقال رسول الله (ص): ((ولكن ربي أمرني بإعفاء لحيتي وقص شاربي))) ثم قال: ((ارجعا حتى تأتياني غدا.)) قال: وأتي سول الله (ص). الخبر من السماء بأن الله قد سلط على كسرى ابنه شيرويه فقتله في شهر كذا في ليلة كذا وكذا من الليل. قال: فدعاهما فأخبرهما. فقالا: هل تدري ما تقول؟ إنا قد نقمنا عليك ما هو أيسر من هذا أفنكتب عنك بهذا ونخبر الملك باذان؟ قال: ((نعم أخبراه ذاك عني وقولا له: إن ديني وسلطاني سيبلغ ما بلغ كسرى وينتهي إلى الخف والحافر، وقولا له: إن أسلمت أعطيتك ما تحت يديك، وملكتك على قومك من الأبناء))) ثم أعطى خرخسرة منطقة فيها ذهب وفضة كان أهداها له بعض الملوك. فخرجا من عنده فقدما على باذان بالخبر. فقال: والله ما هذا بكلام ملك وإني لأري الرجل نبيا كما يقول، وليكونن ما قد قال. فلئن كان هذا حقا فهو نبي مرسل. وإن لم يكن فسنرى فيه رأيا.
فلم ينشب باذان أن قدم عليه كتاب شيرويه: أما بعد، فإني