الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بن خولي أحد بني عوف بن الخزرج قال لعلي بن أبي طالب: أنشدك الله يا علي وحظنا من رسول الله (ص). وكان أوس من أصحاب رسول الله ومن أهل بدر، قال: ادخل. فدخل فجلس وحضر غسل رسول الله (ص). فأسنده علي بن أبي طالب إلى صدره، وكان العباس والفضل وقثم يقلبونه معه، وكان أسامة بن زيد وشقران مولاه هما اللذان يصبان الماء عليه. وعلي يغسله قد أسنده إلى صدره وعليه قميصه يدلكه به من ورائه لا يفضي بيده إلى رسول الله (ص)، وعلي يقول: بأبي أنت وأمي! ما أطيبك حيا وميتا. ولم ير من رسول الله (ص) شيء مما يرى من الميت.
تكفين رسول الله:
قال ابن اسحاق: فلما فرغ من غسل رسول الله (ص) كفن في ثلاثة أثواب، ثوبين صحاريين وبرد حبرة أدرج فيها إدراجا.
حفر القبر:
قال ابن اسحاق: لما أرادوا أن يحفروا لرسول الله (ص). وكان أبو عبيدة بن الجراح يضرح كحفر أهل مكة. كان أبو طلحة هو الذي يحفر لأهل المدينة. فكان يلحد. فدعا العباس رجلين. فقال لأحدهما: اذهب إلى أبي عبيدة بن الجراح وقال للآخر اذهب إلى أبي طلحة. اللهم خر لرسولك. فوجد صاحب أبي طلحة أبا طلحة. فلحد لرسول الله.
الصلاة على رسول الله ثم دفنه:
فلما فرغ من جهاز رسول الله يوم الثلاثاء وضع في سريره في بيته وقد
كان المسلمون اختلفوا في دفنه. فقال قائل: ندفنه في مسجده، وقال قائل: بل ندفنه مع أصحابه فقال أبو بكر: إني سمعت رسول الله (ص) يقول: ما قبض نبي إلا دفن حيث يقبض. فرفع فراش رسول الله (ص) الذي توفي عليه فحفر له تحته ثم دخل الناس على رسول الله (ص) يصلون عليه أرسالا، دخل الرجال. حتى إذا فرغوا، أدخل الصبيان. ولم يؤم الناس على رسول الله (ص) أحد. وكان الذين نزلوا في قبر رسول الله (ص): علي بن أبي طالب والفضل بن عباس وقثم بن عباس وشقران. وقد قال أوس بن خولي لعلي بن أبي طالب: يا علي أنشدك الله وحظنا من رسول الله (ص)، فقال له: انزل فنزل مع القوم. وقد كان مولاه شقران حين وضع رسول الله (ص) في حفرته وبني عليه قد أخذ قطيفة، كان رسول الله (ص) يلبسها ويفترشها. فدفنها في القبر وقال: والله لا يلبسها أحد بعدك) (1).
…
(1) السيرة النبوية لابن هشام 662/ 2 - 664.