الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكان ذو الخلصة لدوس وخثعم وبجيلة. وكانت فلس لطيىء ومن يليها بجبلي طيىء.
وكان لحمير وأهل اليمن بيت بصنعاء يقال له رئام. وكان رضاء بيتا لبني ربيعة بن كعب.
وكان ذو الكعبات لبكر وتغلب ابني وائل.
أما اليهودية والنصرانية، فقد انتشرتا على نطاق واسع في اليمن، وفي يثرب كان لليهود تجمع ضخم. وفي خيبر كذلك. ولهم وجود على مستوى فردي في غير هذه الأمكنة. وللنصرانية وجود كذلك عند الغساسنة وقبائل تغلب وطيىء. وأعتنقها بعض ملوك الحيرة.
والحنفاء هم الذين كانوا لا يقرون عبادة الأصنام ويؤمنون بالله الواحد الأحد، وبعضهم كان من أهل الكتاب، وبعضهم كان يعتبر نفسه على دين إبراهيم عليه الصلاة والسلام، وينتظر قدوم نبي يأتيه الوحي من السماء ليتبعه.
الحالة السياسية:
(أ)
الملك باليمن:
لقد مر الملك باليمن بمراحل متعددة:
الأولى: في عهدهم الزاهر أيام السد {لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور} (1).
(1) سبأ:15.
ويقدر المؤرخون أن هذا الأمر كان قبل قرابة سبعة قرون قبل الميلاد، واستمر ثلاثة قرون بعده.
الثانية: وهي خلال عهدهم الزاهر أيام ملك سليمان عليه السلام وقصة ملكة سبأ مذكورة في القرآن وكانوا قد انحرفوا عن التوحيد وصاروا يعبدون الشمس. {فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبإ بنبإ يقين * إني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم * وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون} (1).
ويشير القرآن الكريم إلى لباقة بلقيس وحصافه عقلها، وحزمها وانتشار الشووى الواعية في حكمها {قالت يا أيها الملأ إني ألقي إلي كتاب كريم * إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم * ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين * قالت يا أيها الملأ أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمرا حتى تشهدون * قالوا نحن أولو قوة وأولو بأس شديد والأمر إليك فانظري ماذا تأمرين * قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون * وإني مرسلة إليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون} (2).
ثم يحدثنا عن إسلامها ودخولها في دين الله {قالت رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين} (3).
ويحدتنا ابن هشام عن عك بن عدنان الذين رحلوا إلى اليمن وعاشوا أيام
(1) النمل: 22 - 24.
(2)
النمل: 29 - 35.
(3)
النمل: 44
السد، وعن خروج عمرو بن عامر لما رأى ملامح انهياره.
والذي يوضحه القرآن أنهم كانوا على هدى من الله، وبارك الله لهم في أرضهم وزرعهم وضرعهم.
ويقدر المؤرخون أن هذا الأمر قد تم قبل ثلاثة قرون من البعثة النبوية، وهي صورة لحضارة قامت على أساس العقيدة وانهارت حين خرجت على منهج الله بعد أن عاشت قرنا طوالا.
الرابعة: وهي مرحلة استيلاء أبي كرب تبان أسعد على ملك اليمن، وامتداد نفوذه حتى وصل إلى مكة والمدينة وهو الذي ساق الحبرين من يهود المدينة إلى اليمن. وعمر البيت الحرام وكساه، وكان ملكه قبل ملك ربيعة بن نصر. وهو الذي أدخل النصرانية إلى اليمن. وجاء بعده ابنه حسان الذي امتد نفوذه إلى العراق وبعده أخوه عمرو.
(1) سبأ:16 - 21.
الخامسة: مرحلة دخول النصرانية إلى نجران والتي صادفت وجود ذي نواس على رأس الحكم والذي كان يهوديا، وسار بجنوده فدعاهم إلى اليهودية وخيرهم بين القتل وبين الدخول في دينه فاختاروا القتل. وقصة الغلام والساحر والراهب والملك التي رواها الإمام مسلم (1) والترمذي تدل على عظمة هوتاء المسلمين وثباتهم على الحق في وجه الطاغية ذي نواس.
وحكى الله قصتهم في قوله سبحانه: {قتل أصحاب الأخدود * النار ذات الوقود * إذ هم عليها قعود * وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود * وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد * الذي له ملك السماوات والأرض والله على كل شيء شهيد * إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق} (2).
السادسة: انهيار حكمهم بعد ذلك وابتداء استيلاء الأجنبي على أرضهم حيث استولى الأحباش عليها ثأرا من ذي نواس باسم النصرانية عام 525 م. وبقوا على ذلك حتى استعادوا استقلالهم بمعونة الفرس بقيادة معد يكرب بن سيف بن ذي يزن الحميري، الذي اغتيل من الحبشة الذين أبقاهم لخدمته، وبموته انقطع الملك عن بيت ذي يزن، وولى كسرى غلاما فارسيا على صنعاء وجعل اليمن ولاية فارسية فلم تزل الولاة من الفرس تتعاقب على اليمن حتى كان آخرهم باذان الذي اعتنق الإسلام سنة 638 م. وبإسلامه انتهى نفوذ فارس على بلاد اليمن.
(1) مسلم ب. الزهد ح 73 ج 4 ص 2299.
(2)
البروج: 4 - 10.