الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الثالث والعشرون
غزوة أحد
أسباب الغزوة:
قال ابن إسحاق:
(لما أصيب يوم بدر من كفار قريش أصحاب القليب ورجع فلهم إلى مكة، ورجع أبو سفيان بن حرب بعيره، مشى عبد الله بن أبي رييعة، وعكرمة بن أبي جهل، وصفوان بن أمية في رجال من قريش ممن أصيب آباؤهم وأبناؤهم وإخونهم يوم بدر فكلموا أبا سفيان بن حرب، ومن كانت له في تلك العير من قريش تجارة فقالوا: يا معشر قريش إن محمدا قد وتركم، وقتل خياركم، فأعينونا بهذا المال على حربه، فلعلنا ندرك منه ثأرنا بمن أصاب منا ففعلوا)(1).
وقال البلاذري: بل مشى أبو سفيان إلى هؤلاء الذين سموا فباعوها، وكانت ألف بعير وخمسين ألف دينار. فسلموإ إلى أهل العير رؤوس أموالهم،
(1) السيرة النبوية لابن هشام 2/ 60. وقد روى ابن إسحاق أخبار أحد عن الزهري (فقيه حافظ متفق على جلالته) وعن محمد بن يحيى بن حبان (فقيه ثقة) وعن عاصم بن عمرة بن قتادة (ثقة عالم بالمغازي) وعن الحصين بن عبد الرحمن (مقبول) فكل رواته ثقات إلا ابن عبد الرحمن. والأحاديث كلها مراسيل.
وخرجوا أرباحهم، وكان يربحون في تجارتهم لكل دينار دينار. فأخرجوا خمسة وعشرين ألف دينار لأجل مسيرتهم إلى حرب رسول الله (ص) فأنزل الله تبارك وتعالى:{إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسيفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون} (1). فأجمعت قريش لحرب رسول الله (ص).
وبعثوا عمرو بن العاص وعبد الله بن الزبعري (وأسلما بعد ذلك) وهبيرة بن أبي وهب، ومسافع بن عبد مناف، وأبا عزة الجمحي - الذي من عليه رسول الله (ص) يوم بدر - فألبوا العرب وجمعوها ورأس فيهم أبو سفيان بن حرب لذهاب أكابرهم (وأسلم بعد ذلك) فأخذ يؤلب على رسول الله (ص) ويجمع الجموع، فجمع قريبا من ثلاثة آلاف من قريش والحلفاء والأحابيش فيهم سبعمائة دارع ومائة فارس، وكتب العباس رضي الله عنه إلى رسول الله (ص) يعلمه بذلك مع رجل من بني غفار فقدم عليه وهو بقباء، فقرأه عليه أبي بن كعب، واستكتم أبيا، ونزل (ص) على سعد بن الربيع فأخبره بكتاب العباس فقال: والله إني لأرجو أن يكون خيرا) (2).
واضح إذن أن السبب الرئيسي للغزوة هو الأخذ بثأر بدر، وكما حدد القرآن الكريم بالضبط {ليصدوا عن سبيل الله} وقد ألب أبو سفيان قبائل العرب المحالفة لقريش، فقاد جيشا قوامه ثلاثة أضعاف جيش بدر. وعرفت قريش أنها وحدها لا طاقة لها بمحمد وأصحابه، فلجأت إلى التعبئة العربية
(1) الأنفال 36.
(2)
سبل الهدى والرشاد للصالحي 4/ 272.