الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الشيطان في هذا المجال أضخم منه بكثير في مجال التهديد والتعذيب، فهناك الأمر واضح أما التلبيس هنا والخديعة فهي أكبر وأمكر وأفجر.
والداعية الحق هو الذي لا ينسى أبدا الهدف الذي عاش له، ومات له .. {قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت ..} (1).
3 -
النساء:
((ما تركت فتنة على أمتي أضر على الرجال من النساء)) (2) وسواء أكن الدور في تثبيط الهمة من الزوج والولد أن ينصرف المسلم عن دعوته رغبة في راحته وإرضاء لصبوته، أو كانت في تسليط بعض الفاجرات عليه ليسقطنه في أحابيلهن أم في تهيئة أجواء البغي والإثم والمجون ليرتادوها خطوة بعد خطوة، أيا كانت هذه الأساليب فإنها تنتهي إلى منبع واحد.
فها هي قريش تعرض على رسول الله (ص) نسائها، يختار عشرا منها، أجملهن وأحسنهن يكن زوجات له .. إن كان عاجزا عن الزواج من أكثر من واحدة.
إن خطر المرأة حين لا تستقيم على منهج الله أشد من خطر السيف المصلت على الرقاب .. وعلى ضعفها فهي تستمد قوتها من إغرائها، وكما يقول عليه الصلاة والسلام: ((ما رأيت من ناقصات عقل
(1) الأنعام: 162،163.
(2)
أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه، صحيح الجامع الصغير ج. 5 ص. 138.
ولا دين أغلب لذي لب منكن)) (1)، فعلى نقص تفكيرها تملك القدرة على سلب ذي العقل الحصيف عقله، وتجره في حبائلها حتى تورده موارد التهلكة، ابتداء من صرفه عن الدعوة خوفا عليه وعليها وعلى رزقه وقوته، وانتهاء بجره إلى السقوط في مستنقع الرذيلة حتى يستجيب لشهوته ونزوته، ولا يغيب عن ذهننا أبدا قول يوسف عليه الصلاة والسلام:
والموقف الذي يجب أن يكون عليه الدعاة أمام هذه الإغراءات جميعا هو موقف سيد الدعاة، يوم قال له عمه أبو طالب:(يابن أخي، إن قومك قد جاؤوني، فقالوا لي كذا وكذا، فابق علي وعلى نفسك ولا تحملني من الأمر ما لا أطيق. فظن رسول الله (ص) أنه قد بدا لعمه فيه بداء أنه خاذله ومسلمه وأنه قد ضعف عن نصرته والقيام معه، فقال:((يا عم، والله لو وضعوا الشمس في يميني، والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه ما تركته ..)) (3).
(1) أحمد ومسلم وأبو داود. صحيح الجامع الصغير وزيادته للألباني ج. 5 ص. 144 ح. 550.
(2)
يوسف: 33،34.
(3)
السيرة النبوية لابن هشام 1/ 267.