الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إلا ما بين يديك، فوضع يده في الركوة، فجعل الماء يثور بين أصابعه، كأمثال العيون، فشربنا وتوضأنا، قلت: كم كنتم؟ قال: لو كنا مائة ألف لكفانا، كنا خمس عشرة مائة. (1)
ومنها عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت صلاة العصر، فالتمس الناس الوضوء فلم يجدوه، فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضوء، فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك الإناء يده، وأمر الناس أن يتوضئوا منه قال: فرأيت الماء ينبع من تحت أصابعه حتى توضئوا من عند آخرهم. (2)
قال المزني: نبع الماء من بين أصابعه صلى الله عليه وسلم أبلغ في المعجزة من نبع الماء من الحجر؛ حيث ضربه موسى بالعصا فتفجرت منه المياه؛ لأن خروج الماء من الحجارة معهود بخلاف خروج الماء من بين اللحم والدم. (3)
خامسًا: حنين الجذع شوقًا إلى وسول الله صلى الله عليه وسلم
-:
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: كان يقوم يوم الجمعة إلى شجرة أو نخلة، فقالت امرأة من الأنصار، أو رجل: يا رسول الله، ألا نجعل لك منبرًا؟ قال:"إن شئتم"، فجعلوا له منبرًا، فلما كان يوم الجمعة دفع إلى المنبر، فصاحت النخلة صياح الصبي، ثم نزل النبي صلى الله عليه وسلم فضمه إليه، تئن أنين الصبي الذي يسكن. قال: كانت تبكي على ما كانت تسمع من الذكر عندها (4).
وفي رواية قال: كان المسجد مسقوفًا على جذوع من نخل، فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خطب يقوم إلى جذع منها، فلما صنع له المنبر وكان عليه، فسمعنا لذلك الجذع صوتًا كصوت العشار، حتى جاء النبي صلى الله عليه وسلم فوضع يده عليها فسكنت (5).
(1) البخاري (3576)، ومسلم مختصرًا (1856).
(2)
البخاري (3573)، ومسلم (2279).
(3)
نقله عنه ابن عبد البر انظر فتح الباري (6/ 677).
(4)
البخاري (3584).
(5)
البخاري (3585).