الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الممكن أن يعهد بذلك لأحد المسلمين القارئين الكاتبين قلنا: لم يكن واحد منهم ليؤثر في المتلقين تأثير النبي صلى الله عليه وسلم فيهم وهذا معروف، فلما لم يحدث هذا فقد دل على أميته.
الشبهة السادسة عشر:
ذكر القاضي عياض عن معاوية أنه كان يكتب بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: "ألق الدواة، وحرف القلم، وأقم الباء، وفرق السين، ولا تُعور الميم، وحسن الله، ومد الرحمن، وجود الرحيم.
والرد على ذلك من وجوه: وذلك بذكر الأحاديث التي تتعلق بتلك الشبهة:
1 -
عن يزيد بن ثابت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا كتبت فبين السين في بسم الله الرحمن الرحيم"، وهذا الحديث ضعيف (1).
2 -
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا كتب أحدكم بسم الله الرحمن الرحيم فليمد الرحمن"، وهذا الحديث موضوع (2).
3 -
عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكاتبه: "إذا كتبت فضع القلم خلف أذنك فإنه أذكر لك". وهذا الحديث موضوع (3).
(1) رواه الكازروني في المسلسلات (120/ 2) وكذا الخطيب في التاريخ (12/ 340)، والديلمي في الفردوس (1087)، وذكره السيوطي في الدر المنثور 1/ 28، وضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة (1737)، وقال: فيه جعفر بن يحيى بن خالد البرمكي، والوزير بن الوزير، وهما على شهرتهما في الوزارة لهارون الرشيد، فلا يعرفان في الرواية. وبالجملة، فالإسناد ضعيف مظلم. وبيض له المناوي فلم يتكلم عليه بشيء. هذا في (الفيض)، وأما في (التيسير) فجزم بأنه ضعيف.
(2)
موضوع. رواه الخطيب (في الجامع لأخلاق الراوي 556)، والديلمي في الفردوس (1/ 296 - رقم 1168)، الجرجاني (397)، وذكره السيوطي (في الدر المنثور 1/ 28). قال الألباني في السلسلة الضعيفة 6/ 223 (2699): موضوع، وقال: وهذا سند مظلم؛ من دون جعفر بن برقان لم أجد من ترجمهم، غير أن عبد الصمد بن محمد يحتمل أن يكون هو الذي في اللسان روى عن أبي الطاهر بن السرح، وعنه الفضل بن عبيد الله الهاشمي. قال الدارقطني: ليس بالقوي. وقال المناوي عقبه: قال الذهبي: فيه كذاب.
(3)
موضوع. رواه الترمذي (3/ 391) وابن حبان في المجروحين (2/ 169)، وابن عدي (232/ 2) وابن عساكر (16/ 19/ 1) عن عنبسة، عن محمد بن زاذان، عن أم سعد، عن زيد بن ثابت قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين يديه كاتب، فسمعته يقول: فذكره، قال الألباني في "السلسلة الضعيفة والموضوعة (2/ 252، 861) موضوع. ففيه: عنبسة بن عبد الرحمن الأموي: =
4 -
عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا معاوية ألق الدواة، وحرف القلم، وانصب الباء، وفرق السين، ولا تغور الميم، وحسن الله، ومد الرحمن، وجود الرحيم، وضع قلمك على أذنك اليسري؛ فإنه أذكر لك"(1).
5 -
عن مطر الوراق قال كان معاوية بن أبي سفيان كاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمره أن يجمع بين حروف الباء والسين ثم يمده إلى الميم ثم يجمع حروف الله الرحمن الرحيم ولا يمد شيئا من أسماء الله في كتابة ولا قراءة. وهذا الحديث ضعيف جدًّا (2).
6 -
عن ربيعة بن يزيد، عن أبي كبشة السلولي، ثنا سهل بن الحنظلية، قال قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم عيينة بن حصن، والأقرع بن حابس فسألاه فأمر لهما بما سألا وأمر معاوية أن يكتب لهما بما سألا قال: فأما الأقرع فلف كتابه في عمامته، وانطلق، وأما عيينة فأخذ كتابه فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد ترى إني حامل إلى قومي كتابًا لا أدري ما فيه كصحيفة الملتمس، قال فأخذه النبي صلى الله عليه وسلم فنظر فيه فقال:"قد كتب لك بالذي أمرت لك به"(3).
تضعيف عام لهذه الأحاديث، فجميعها لا يثبت:
قال ابن حجر: وأجاب الجمهور بضعف هذه الأحاديث (4).
= قال أبو حاتم: كان يضع الحديث. وقال ابن حبان: هو صاحب أشياء موضوعة، لا يحل الاحتجاج به. واشر البخاري إلى اتهامه فقال: تركوه. وقال النسائي: متروك. وأورد ابن الجوزي الحديث في الموضوعات (1/ 259) من رواية الترمذي هذه ثم قال: لا يصح، عنبسة متروك، وقال أبو حاتم الرازي: كان يضع الحديث، وفي رواية: إذا كتبت فضع قلمك على أذنك؛ فإنه أذكر لك، رواه الديلمي (1/ 1/ 146) وابن عساكر (8/ 251/ 2) عن عمرو بن الأزهر، عن حميد، عن أنس مرفوعًا، قال الألباني في السلسلة الضعيفة (862): موضوع. آفته عمرو كذبه: ابن معين وغيره، وقال أحمد: كان يضع الحديث. وكذا قال ابن حبان 2/ 78.
(1)
رواه الديلمي الفردوس 5/ 394 - 8533، وذكره السيوطي في الدر المنثور 1/ 28.
(2)
ضعيف. رواه الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي (557)، وذكره السيوطي في الدر المنثور 1/ 28، وفيه: مطر الوراق: قال ابن حجر: صدوق كثير الخطأ التقريب (6699)، وفيه انقطاع.
(3)
رواه البيهقي في السنن الكبرى 7/ 24، مسكين بن بكير الحراني، أبو عبد الرحمن الحذاء، قال ابن حجر: صدوق يخطئ التقريب (6615)، أحمد بن أبي شعيب أبو الحسن الحراني: لم أجد له ترجمة.
(4)
فتح الباري 7/ 504.