الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بِحِرَاءٍ جَالِسٌ عَلَى كُرْسِيٍّ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، فَجَئِثْتُ مِنْهُ رُعْبًا، فَرَجَعْتُ فَقُلْتُ زَمِّلُونِي زَمِّلُوني، فَدَثَّرُونِي، فَأَنْزَلَ الله تَعَالَى:{يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1)} إلى {وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5)} قَبْلَ أَنْ تُفْرَضَ الصَّلَاةُ وَهِيَ الْأَوْثَانُ (1).
ونلاحظ أنه لا يوجد في سبب نزول هذه الآية ما يدل على ما يزعمونه أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن نظيفًا.
الوجه الثالث: الرسول صلى الله عليه وسلم أحمل الناس خَلْقًا
.
عن أبي هريرة صلى الله عليه وسلم قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أبيض كأنما صيغ من فضة، رَجِلُ الشعر. (2)
وعن سعيد الجريري قال: سمعت أبا الطفيل يقول: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وما بقي على وجه الأرض أحد رآه غيري، قلت: صفه لي، قال: كان أبيض مليحًا مقصدًا. (3)
والمقصد: ليس بطَويِل ولا قَصير ولا جَسيم.
وعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم أَزْهَرَ اللَّوْنِ كَأَنَّ عَرَقَهُ اللُّؤْلُؤُ إِذَا مَشَى تَكَفَّأَ، وَلَا مَسِسْتُ دِيبَاجَةً وَلَا حَرِيرَةً أليَنَ مِنْ كَفِّ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، وَلَا شَمِمْتُ مِسْكَةً وَلَا عَنْبَرَةً أَطْيَبَ مِنْ رَائِحَةِ رَسُول الله. (4)
قال النووي: قَوْله: أَزْهَر اللَّوْن هُوَ الْأَبْيَض الْمُسْتَنِير، وَهِيَ أَحْسَن الأَلوَان.
قَوْله: كَأَنَّ عَرَقه اللُّؤْلُؤ أَيْ: فِي الصَّفَاء وَالْبَيَاض. (5)
وعن أبي جحيفة رضي الله عنه قال: وَقَامَ النَّاسُ فَجَعَلوا يَأْخُذُونَ يَدَيْهِ - يد النبي صلى الله عليه وسلم - فَيَمْسَحُونَ بِهَا وُجُوهَهُمْ قَالَ فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ فَوَضَعْتُهَا عَلَى وَجْهِي فَإِذَا هِيَ أَبْرَدُ مِنْ الثَّلْجِ وَأَطْيَبُ رَائِحَةً مِنْ المسْكِ (6). حتى إن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يتبركون بقربه منهم، فعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه
(1) رواه البخاري (4641)، مسلم (161).
(2)
رواه الترمذي في الشمائل 1/ 40، والبيهقي في الدلائل (186) عن أبي هريرة، وصححه الألباني في الصحيحة (2053).
(3)
رواه مسلم (2340). وانظر الشمائل الحمدية للترمذي (1/ 41).
(4)
رواه البخاري (1872)، ومسلم (2330) واللفظ لمسلم.
(5)
شرح النووي (15/ 86).
(6)
رواه البخاري (3360).