الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فقالا: يا رسول الله، جيفة ميتة، كيف ننهس منها؟ فقال: الذي أصبتما من أخيكما أنتن، والذي نفس محمد بيده، إنه لينغمس في أنهار الجنة" (1).
والجواب على ذلك:
الوجه الأول: أن هذه الزيادة منكرة تفرد بها أبو الزبير المكي، عن عبد الرحمن بن الصامت وهو مجهول لا يدري من هو، وأبو الزبير مدلس ولم يصرح بالتحديث.
الوجه الثاني: على فرض صحته فذاك جزاء من يقع في غيبة أخيه المسلم. قال تعالى: {وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ} [الحجرات: 12].
الوجه التاسع: نصوص الكتاب المقدس الفاحشة والتي لا تتناسب أن تكون كلامًا للإله
.
جاء في حزقيال (الإصحاح 23/ 1 - 22): وَكَانَ إِليَّ كَلامُ الرَّبِّ قَائِلًا: "يَا ابْنَ آدَمَ، كَانَ امْرَأَتانِ ابْنَتَا أُمٍّ وَاحِدَةٍ، وَزَنَتَا بِمِصْرَ. فِي صِبَاهُمَا زَنَتَا. هُنَاكَ دُغْدِغَتْ ثُدِيُّهُمَا، وَهُنَاكَ تَزَغْزَغَتْ تَرائِبُ عُذْرَتِهَما. وَاسْمُهُما: أُهُولَةُ الْكَبِيرَةُ، وَأُهُولِيبَةُ أُخْتُهَا. وَكَانَتَا لِي، وَوَلَدَتَا بَنِينَ وَبَنَاتٍ. وَاسْمَاهُمَا: السَّامِرَةُ "أُهُولَةُ"، وَأُورُشَلِيمُ "أُهُولِيبَةُ". وَزَنَتْ أُهُولَةُ مِنْ تَحْتِي وَعَشِقَتْ مُحبِّيهَا، أَشُّورَ الأَبْطَالَ اللَّابِسِينَ الأَسْمَانْجُونِيَّ وُلاةً وَشِحَنًا، كُلُّهُمْ شُبَّانُ شَهْوَةٍ، فُرْسَانٌ رَاكِبُونَ الْخَيْلَ.
(1) ضعيف. أخرجه عبد الرزاق 7/ 322 عن ابن جريج قال أخبرني أبو الزبير، عن عبد الرحمن بن الصامت، عن أبي هريرة به.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه أبو داود (4428)، وابن حبان 1/ 212، وابن الجارود في المنتقى (814)، والدارقطني في السنن 3/ 196. ومن طريق ابن جريج أخرجه أبو يعلى (6140)، والنسائي في الكبرى 4/ 276 والبيهقي في الكبرى 8/ 227، ومن طريق أبي الزبير أخرجه البخاري في الأدب المفرد (737).
وهذا إسناد ضعيف فيه عبد الرحمن بن الصامت. واختلف على أبي الزبير في اسم أبيه فقيل ابن هضاض وقيل بن الهضهاض، وقيل بن الهضاب الدوسي بن عم أبي هريرة، وقيل ابن أخيه؛ ذكره ابن حبان في الثقات، وقال البخاري لا يعرف إلا بهذا الحديث، وقال البخاري: بعد أن حكي الخلاف في اسم أبيه وقال ابن جريج عبد الرحمن بن الصامت ولا أظنه محفوظًا. وقال ابن حجر: مقبول من الثالثة، وقال الذهبي في الكاشف:(3223) مجهول. وفيه أبو الزبير المكي محمد بن مسلم صدوق إلا أنه يدلس كما في التقريب (6291) وقد عنعن في هذا الإسناد. وضعفه الألباني في الإرواء (2354)، وفي ضعيف الأدب المفرد (737).
فَدَفَعَتْ لهمْ عُقْرَهَا لِمُخْتَارِي بَنِي أَشُّورَ كُلِّهِمْ، وَتَنَجَّسَتْ بِكُلِّ مَنْ عَشِقَتْهُمْ بِكُلِّ أَصْنَامِهِمْ. وَلَمْ تَتْرُكْ زِنَاهَا مِنْ مِصْرَ أَيْضًا، لأَنَّهُمْ ضَاجَعُوهَا في صِبَاهَا، وَزَغْزَغُوا ترَائِبَ عِذْرَتِهَا وَسَكَبُوا عَلَيْهَا زِنَاهُمْ. لِذلِكَ سَلَّمْتُهَا لِيَدِ عُشَّاقِهَا، لِيَدِ بَنِي أَشُّورَ الَّذِينَ عَشِقَتْهُمْ. هُمْ كَشَفُوا عَوْرَتهَا. أَخَذُوا بَنِيهَا وَبَنَاتِهَا، وَذَبَحُوهَا بِالسَّيْفِ، فَصَارَتْ عِبْرَةً لِلنِّسَاءِ. وَأَجْرَوْا عَلَيْهَا حُكْمًا.
"فَلَمّا رَأَتْ أُخْتُهَا أُهُولِيبَةُ ذلِكَ أَفْسَدَتْ فِي عِشْقِهَا أَكْثَرَ مِنْهَا، وَفي زِنَاهَا أَكْثَرَ مِنْ زِنَا أُخْتِهَا. عَشِقَتْ بَنِي أَشُّورَ الْوُلاةَ وَالشِّحَنَ الأَبْطَالَ اللَّابِسِينَ أَفْخَرَ لِبَاسٍ، فُرْسَانًا رَاكِبِينَ الْخَيْلَ كُلُّهُمْ شُبَّانُ شَهْوَةٍ. فَرَأَيْتُ أَنَّهَا قَدْ تَنَجَّسَتْ، وَلكِلْتَيْهِمَا طَرِيقٌ وَاحِدَةٌ. وَزَادَتْ زِنَاهَا. وَلمَّا نَظَرَتْ إِلَى رِجَال مُصَوَّرِينَ عَلَى الحائِطِ، صُوَرُ الْكَلْدَانِيِّينَ مُصَوَّرَةً بِمُغْرَةٍ، مُنَطَّقِينَ بِمَنَاطِقَ عَلَى أَحْقَائِهِمْ، عَمائِمُهُمْ مَسْدُولَةٌ عَلَى رُؤُوسِهِمْ. كُلُّهُمْ في المنْظَرِ رُؤَسَاءُ مَرْكَبَاتٍ شِبْهُ بَنِي بَابِلَ الْكَلْدَانِيِّينَ أَرْضُ مِيلادِهِمْ، عَشِقَتْهُمْ عِنْدَ لمحِ عَيْنيهَا إِيَّاهُمْ، وَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِمْ رُسُلًا إِلَى أَرْضِ الْكَلْدَانِيِّينَ. فَأتاهَا بَنُو بَابِلَ في مَضْجَعِ الحُبِّ وَنَجَّسُوهَا بِزِنَاهُمْ، فتَنَجَّسَتْ بِهِمْ، وجَفَتْهُمْ نَفْسُهَا. وَكَشَفَتْ زِنَاهَا وَكَشَفَتْ عَوْرَتهَا، فَجَفَتْهَا نَفْسِي، كما جَفَتْ نَفْسِي أُخْتَهَا. وَأَكْثَرَتْ زِنَاهَا بِذِكْرِهَا أيَّامَ صِبَاهَا الَّتِي فِيهَا زَنَتْ بِأَرْضِ مِصْرَ. وَعَشِقَتْ مَعْشُوقِيهِمِ الَّذِينَ لحمُهُمْ كَلَحْمِ الحَمِيرِ وَمَنِيُّهُمْ كَمَنِيِّ الخَيْلِ. وَافْتَقَدْتِ رَذِيلَةَ صِبَاكِ بِزَغْزَغَةِ المِصْرِيِّينَ ترَائِبَكِ لأَجْلِ ثَدْيِ صِبَاكِ.
(نشيد الإنشاد 7/ 1 - 10): مَا أَجْمَلَ رِجْلَيْكِ بِالنَّعْلَيْنِ يَا بِنْتَ الْكَرِيمِ! دَوَائِرُ فَخْذَيْكِ مِثْلُ الحَليِّ، صَنْعَةِ يَدَيْ صَنَّاعٍ. سُرَّتُكِ كَأْسٌ مُدَوَّرَةٌ، لا يُعْوِزُهَا شَرَابٌ مَمزوجٌ. بَطْنُكِ صُبْرَةُ حِنْطَةٍ مُسَيَّجَةٌ بِالسَّوْسَنِ. ثَدْيَاكِ كَخَشْفَتَيْنِ، تَوْأَمَيْ ظَبْيَةٍ. عُنُقُكِ كَبُرْجٍ مِنْ عَاجٍ. عَيْنَاكِ كَالْبِرَكِ في حَشْبُونَ عِنْدَ بَابِ بَثِّ رَبِّيمَ. أنفُكِ كَبُرْجِ لُبْنَانَ النَّاظِرِ تجاهَ دِمَشْقَ. رَأْسُكِ عَلَيْكِ مِثْلُ الْكَرْمَلِ، وَشَعْرُ رَأْسِكِ كَأُرْجُوَانٍ. مَلِكٌ قَدْ أُسِرَ بِالْخُصَلِ. مَا أَجْمَلَكِ وَمَا أَحْلاكِ أَيَّتُهَا الحَبِيبَةُ بِاللَّذَّاتِ! قَامَتُكِ هذِهِ شَبِيهَةٌ بِالنَّخْلَةِ، وَثَدْيَاكِ بِالْعَنَاقِيدِ. قُلْتُ:"إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى النَّخْلَةِ وَأُمْسِكُ بِعُذُوقِهَا". وَتَكُونُ ثَدْيَاكِ كَعَنَاقِيدِ الْكَرْمِ، وَرَائِحَةُ أنْفِكِ كَالتُّفَّاحِ، وَحَنكُكِ كَأَجْوَدِ الْخَمْرِ.
* * *