الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
37 - شبهة: اتهام النبي صلى الله عليه وسلم بمحاولة الانتحار
.
نص الشبهة:
إن هذه الشبهة واحدة من الشبه التي يثيرها أعداء الإسلام وخاصة النصارى للنيل من شخصية النبي صلى الله عليه وسلم وإظهارها أمام الناس أو المسلمين بصفة خاصة على أنَّها شخصية عادية بل أقلّ من العادية ويصورونه على أنه إنسان يائس من الحياة يقدم على مثل هذه المحاولة كي يتخلص من حياته.
وللرد على هذه الشبهة من وجوه:
الوجه الأول: جمع طرق الحديث الذي وردت فيه القصة والحكم على الحديث بما تقتضيه أصول الحديث ونقد الروايات
الضعيفة.
الوجه الثاني: الكلام على عصمة النبي صلى الله عليه وسلم وحفظ الله له من الوقوع في مثل هذه المعصية.
الوجه الثالث: هل الإنسان يؤاخذ على ما يجول في خاطره ويحاسب عليه حتى ولو لم يقدم على فعله؟
الوجه الرابع: ما هي عقوبة من يحاول الانتحار أو قتل نفسه في الشريعة الإسلامية؟ .
الوجه الخامس: إثبات حدوث الانتحار في الكتاب المقدس.
وإليك التفصيل
الوجه الأول: جمع طرق الحديث الذي وردت فيه القصة والحكم على الحديث بما تقتضيه أصول الحديث ونقد الروايات
الطريق الأول للرواية:
نص رواية البخاري التي وردت فيها القصة محل الشبهة وهي تعد أوفى موضع للقصة، وهي في كتابه (التعبير) من صحيح البخاري:
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ عُقَيْلٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ ح وحَدَّثَنِي عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ حَدَّثَنَا مَعْمَر قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَأَخْبَرَنِي عُرْوَةُ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنه أَنَّهَا قَالَتْ أَوَّلُ مَا بدِئَ بِهِ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم مِنْ الْوَحْيِ الرُّؤْيَا الصادِقَةُ فِي النَّوْمِ فَكَانَ لَا يَرَى رُؤيا إِلَّا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ فَكَانَ يَأْتِي حِرَاءً فَيَتَحَنَّثُ فِيهِ - وَهوَ التَّعَبُّدُ - اللَّيَالِيَ ذَوَاتِ الْعَدَدِ وَيَتَزَوَّدُ لِذَلِكَ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى خَدِيجَةَ فَتُزَوِّدُهُ لمِثْلِهَا حَتَّى فَجِئَهُ الحْقُّ وَهُوَ فِي غَارِ حِرَاءٍ،
فَجَاءَهُ المَلَكُ فِيهِ، فَقَالَ: اقْرَأْ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ، فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الجْهْدُ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ: اقْرَأْ، فَقُلْتُ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الجهْدُ ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ: اقْرَأْ فَقُلْتُ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الجهْدُ ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1)} حَتَّى بَلَغَ {عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَم" (5)} فَرَجَعَ بِهَا تَرْجُفُ بَوَادِرُهُ، حَتَّى دَخَلَ عَلَى خَدِيجَةَ فَقَالَ:"زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي" فزمَّلُوهُ حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ فَقَالَ يَا خَدِيجَةُ مَا لِي وَأَخْبَرَهَا الْخَبَرَ وَقَالَ قَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي فَقَالَتْ لَهُ كَلَّا أَبْشِرْ فَوَالله لَا يُخْزِيكَ الله أَبَدًا إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ وَتَصْدُقُ الحْدِيثَ وَتَحْمِلُ الْكَلَّ وَتَقْرِي الضَّيْفَ وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ ثُمَّ انْطَلَقَتْ بِهِ خَدِيجَةُ حَتَّى أَتَتْ بِهِ وَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ وَهُوَ ابْنُ عَمِّ خَدِيجَةَ أَخُو أَبِيهَا وَكَانَ امْرَءًا تَنَصَّرَ فِي الجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَ يَكْتُبُ الْكِتَابَ الْعَرَبِيَّ فَيَكْتُبُ بِالْعَرَبِيَّةِ مِنْ الْإِنْجِيلِ مَا شَاءَ الله أَنْ يَكْتُبَ، وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا قَدْ عَمِيَ، فَقَالَتْ لَهُ خَدِيجَةُ: أَيْ ابْنَ عَمِّ اسْمَعْ مِنْ ابْنِ أَخِيكَ، فَقَالَ وَرَقَةُ: ابْنَ أَخِي مَاذَا ترَى؟ فَأَخْبَرَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ما رَأَى فَقَالَ وَرَقَةُ هَذَا النَّامُوسُ الَّذِي أنزِلَ عَلَى مُوسَى يَا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعًا أَكُونُ حَيًّا حِينَ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "أَوَمُخْرِجِيَّ هُمْ "فَقَالَ وَرَقَةُ نَعَمْ لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بِمِثْلِ مَا جِئْتَ بِهِ إِلَّا عُودِيَ وَإِنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ أَنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا، ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ وَرَقَةُ أَنْ تُوُفِّيَ وَفَتَرَ الْوَحْيُ فَتْرَةً حَتَّى حَزِنَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِيَما بَلَغَنَا حُزْنًا غَدَا مِنْهُ مِرَارًا كَيْ يَتَرَدَّى مِنْ رُءُوسِ شَوَاهِقِ الجبَالِ فَكُلَّمَا أَوْفَى بِذِرْوَةِ جَبَلٍ لِكَيْ يُلْقِيَ مِنْهُ نَفْسَهُ تَبَدَّى لَهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنَّكَ رَسُولُ الله حَقًّا فَيَسْكُنُ لِذَلِكَ جَأْشُهُ وَتَقِرُّ نَفْسُهُ فَيَرْجعُ فَإِذَا طَالَتْ عَلَيْهِ فَتْرَةُ الْوَحْيِ غَدَا لمِثْلِ ذَلِكَ فَإِذَا أَوْفَى بِذِرْو جَبَلٍ تَبَدَّى لَهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ (1).
(1) انفرد الزهري برواية الحديث، ورواه عنه جماعة وهم:
1 -
رواه معمر عن الزهري، وأخرجها كلٌّ من:
البخاري (6982)، ومن طريقه البغوي في تفسيره (8/ 478)، وعبد الرزاق في مصنفه (8/ 323)، ورواها أيضًا في تفسيره بنفس الإسناد مختصرة (3279)، وابن منده في الإيمان (683)، والبيهقي في دلائل النبوة =