الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يا رسول الله، جئت أهب لك نفسي، فنظر إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصعد النظر فيها وصوّبه ثمّ طأطأ رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه.
فلما رأت المرأة أنّه لم يقض فيها شيئًا جلست، فقام رجل من أصحابه فقال: يا رسول الله، إنَّ لم يكن لك بها حاجة فزوجنيها فقال:"فهل عندك من شيء؟ "، فقال: لا، والله يا رسول الله، فقال:"اذهب إلى أهلك، فانظر هل تجد شيئًا؟ "، فذهب ثمّ رجع، فقال: لا، والله ما وجدت شيئًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(انظر ولو خاتمًا من حديد)، فذهب، ثمّ رجع فقال: لا، والله يا رسول الله، ولا خاتم من حديد، ولكن هذا إزاري - (قال سهل: ما له رداء) - فلها نصفه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"وما تصنع بإزارك؟ إنَّ لبستْه لم يكن عليها منه شيء، وان لَبسْتَه لم يكن عليك منه شيء"، فجلس الرَّجل حتّى إذا طال مجلسه، فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم موليًا فأمر به فدُعي فلما جاء قال صلى الله عليه وسلم:"ماذا معك من القرآن"؟ قال: معي سورة كذا وسورة كذا (عددها) فقال صلى الله عليه وسلم: "تقرؤهن عن ظهر قلب" قال: نعم، قال:"اذهب فقد مُلِّكتَها بما معك من القرآن"(1).
وجه الاستدلال:
حيث جعل النّبيّ صلى الله عليه وسلم تعليم القرآن عوضًا في باب النِّكاح، وأقام التعليم مقام المهر، وإذا جاز جعل التعليم عوضًا في باب النِّكاح، وقائمًا مقام المهر، جاز أخذ الأجرة عليه في الإجارة (2).
(1) أخرجه البخاريّ في مواضع شتى من الصحيح، واللفظ له، منها: كتاب النِّكاح، باب تزويج المعسر 9/ 34 (5087)، وباب التزويج على القرآن وبغير صداق 9/ 112 (5149) وأخرجه مسلم في النِّكاح، باب الصداق وجواز كونه تعليم قرآن
…
2/ 1040 (1425).
(2)
الاستذكار لابن عبد البرّ 85/ 16، شرح النووي على مسلم 9/ 214، المغني لابن قدامة 8/ 137.