الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فقال: نِعم العمل عملك هذا الكسب الطيب، تنقل كتاب الله من ورقة إلى ورقة.
قال مالك بن دينار: وسألت عنه الحسن والشعبي (1) فلم يريا به بأسًا (2).
جـ - أدلتهم من المعقول:
الدّليل الأوّل:
أن كتابة المصحف عمل مباح يجوز أن ينوب فيه الغير عن الغير، فجاز أخذ الأجرة عليه، ككتابة الحديث (3).
الدّليل الثّاني:
أن في نسخ المصاحف والتكسب به استذكارًزا للقراءة فيباح (4).
وبهذا يتضح أن الاستئجار على نسخ كتاب الله لا حرج فيه؛ لما ذكر من الأدلة، ولما في ذلك من المصلحة العظيمة في نشر كتاب الله وتيسيره للناس كافة (5).
(1) هو: عامر بن شراحيل بن عبد ذي كبار الهمداني الشّعبيّ أبو عامر، ولد سنة 19 هـ، ورأى عليّا رضي الله عنه وصلّى خلفه، وحديث عن أبي موسى وسعد بن أبي وقّاص وغيرهما من الصّحابة، توفي سنة 103 هـ على الصحيح، وقيل غير ذلك.
انظر: تاريخ بغداد 12/ 227، سير أعلام النُّبَلاء 4/ 294.
(2)
أخرجه عبد الرزّاق في المصنِّف، كتاب البيوع، باب بيع المصاحف 8/ 113 (14528).
(3)
الحاوي الكبير للماوردي 9/ 279، المغني لابن قدامة 8/ 39، كشاف القناع للبهوتي 3/ 561.
(4)
فتاوى العز بن عبد السّلام ص: 48.
(5)
ومما يجدر التنويه به في هذا المقام ما قام به خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله من إنشاء مجمع الملك فهد لطباعة المصحف ونشره وتوزيعه إلى الدنيا جميعًا حتّى أصبح المصحف الشريف في يد كلّ مسلم في أنحاء المعمورة في أجمل طبعه وأبهى حلة فجزاه الله عن المسلمين خير الجزاء.