الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وروي مثله عن أم سلمة. فقد سأل عمر بن أبي سلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيقبِّل الصائم؟ قال: "سل هذه الأم سلمة. فأخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك (1).
5 -
حديث عائشة، أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم، عن الرجل يجامع أهله ثم يكسل. وعائشة جالسة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إني لأفعل هذا أنا وهذه ثم نغتسل"(2).
ثالثاً: دليل الإجماع
نجد الصحابة رضي الله عنهم فمن بعدهم من التابعين والأئمة، قد ورد عنهم ما لا يكاد يُحصى كثرة، الاحتجاج بالسنة العملية.
والذي عن الصحابة من ذلك صنفان:
الأول: القول الصريح الناطق بأن أفعال النبي صلى الله عليه وسلم حجة.
والثاني: الاحتجاج عمليّاً بالفعل النبوي.
فمن النوع الأول:
1 -
أن أبا بكر رضي الله عنه جاءته فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، تسأله ميراثها من رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال أبو بكر: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا نورث، ما تركنا صدقة" إنما يأكل آل محمد في هذا المال، وإني والله لا أدع أمراً رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنعه فيه إلا صنعته (3) وفي رواية قال أبو بكر: لست تاركاً شيئاً كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل به إلا عملته، وإني أخشى إن تركت شيئاً من أمره أن أزيغ (4).
2 -
حديث عمر، قال له يعلى بن أمية: ألا تستلم هذين؟ يعني الركنين من
(1) مسلم (نيل الأوطار 4/ 223)
(2)
مسلم (نيل الأوطار 1/ 242)
(3)
أحمد في المسند 1/ 4
(4)
أحمد في المسند 1/ 6
الكعبة اللذين من جهة الحِجْر. قال عمر: ألم تطف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: بلى. قال: أليس لك في رسول الله أسوة حسنة؟ قال: بلى. قال: فانفذ عنك (1).
فقوله رضي الله عنه: "أليس لك في رسول الله أسوة حسنة" إثبات أنه يرى أن الفعل النبوي حجة. ويفيد أيضاً أنه يرى الآية دالّة على ذلك، وأن هذا هو تفسيرها، كما تقدم. وهكذا يقال في الأحاديث التالية.
3 -
عن ابن عباس أن عمر بن الخطاب أكَبَّ على الركن (2) فقال: "إني لأعلم أنك حجر، ولو لم أر حبيبي صلى الله عليه وسلم قبّلك أو استلمك، ما استلمتك ولا قبلتك، لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة"(3).
4 -
حديث علي (4) في مناظرته للخوارج، إذ نقموا عليه التحكيم، كان في ما قال لهم: نقموا عليَّ أني لما كاتبت معاوية، كتبت: عليّ بن أبي طالب: (يعني: لم يكتب: أمير المؤمنين) وقد جاء سهيل بن عمرو، فكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم (بسم الله الرحمن الرحيم) قال: لا تكتب بسم الله الرحمن الرحيم. قال: وكيف نكتب؟ قال سهيل: اكتب: باسمك اللهم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فاكتب: محمد رسول الله. فقال: لو أعلم أنك رسول الله لم أخالفك. فكتب: هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله قريشاً. قال علي: ويقول الله تعالى: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر} .
5 -
حديث عائشة، عندما سئلت عن القبلة للصائم. قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله، ولكم في رسول الله أسوة حسنة (5).
(1) أحمد 4/ 422
(2)
يعني الركن الذي فيه الحجر الأسود.
(3)
أحمد في المسند 1/ 21 قال أحمد شاكر "صحيح. وله طرق كثيرة" قلت هو في الصحاح والسنن من طرق، لكن ذكر الأسوة الحسنة ليس إلا في هذه الرواية لأحمد. وهي صحيحة.
(4)
مجمع الزوائد 6/ 235 وقال: رواه أبو يعلى ورجاله ثقات. والحاكم في المستدرك 3/ 152
(5)
أحمد 6/ 192