الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تمهيد في القدوة والاقتداء بالأفعال النبويّة
قد ذكرنا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان مكلّفاً بمهمات البيان، والتعليم، والتزكية. وأنه صلى الله عليه وسلم قال:"إنما بعثت معلِّماً".
وقد حمل النبي صلى الله عليه وسلم الأمانة، وأدّى المهمة على أكمل وجه وأتّمه. فاستعمل جميع الوسائل الممكنة، لإبلاغ دين الله تعالى وتمكينه في الأرض، حتى كان بحقٍّ إماماً، بل كان إمام الأئمة، هَدَى بفعله صلى الله عليه وسلم كما هَدَى بقوله، حتى كان فعله نموذجاً حياً للمسلم، يتعلم منه الدين، كما يتعلمه من أقواله صلى الله عليه وسلم.
درجة الإمامة في الدين:
درجة الإمامة في الدين درجة عالية، ذكر الله تعالى الذين يعملون للوصول إليها بطيّب الذّكر، وجعلهم ممن {يجزون الغرفة} إذ قالوا:{واجعلنا للمتقين إماماً} (1). وامتنّ الله بها على خليله إبراهيم بقوله: {إني جاعلك للناس إماماً} .
و (الإمام) في اللغة المتّبَع الدالّ. يقال للطريق إمام، ولرئيس القوم إمام. وقوله تعالى:{يوم ندعو كل أناس بإمامهم} (2) قيل في تفسيره: بنبيّهم وشرعهم (3). والإمام في الصلاة، كما في الحديث:"إنما جعل ليؤتمّ به، فإذا كبّر فكبّروا، وإذا رفع فارفعوا"(4) يرشد بفعله، فيفعل المؤتمون به كما يفعل.
(1) سورة الفرفان: آية 74
(2)
سورة الإسراء: آية 71
(3)
لسان العرب.
(4)
متفق عليه (الفتح الكبير).