الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تقديم بقلم فضيلة الشيخ/ محمد صفوت نور الدين
الرئيس العام لجماعة أنصار السنة المحمدية بمصر
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول لله صلى الله عليه وسلم.
فلقد أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما عن معاوية بن أبى سفيان رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين (1).
وأخرجا أيضًا عن أبي موسى الأشعرى رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: مثل ما بعثنى الله به من الهدى والعلم، كمثل الغيث الكثير، أصاب أرضًا، فكان منها نقيةٌ قبلت الماء، فانبتت الكلأ والعشب الكثير، وكانت منها أجادب أمسكت الماء، فنفع الله بها الناس فشربوا منها، وسقوا وزرعوا، وأصاب طائفة منها أخرى، إنما هى قيعان لا تمسك ماءً، ولا تنبت كلأ، فذلك مثل من فقه في دين الله، ونفعه ما بعثنى الله به فعلم وعلَّم، ومثل من لم يرفع بذلك رأسًا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به (2).
وبعد:
أيها القارئ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما وصفته عائشة رضي الله عنها: "كان خلقه القرآن"(3). أي كان تنفيذًا عمليًا للوحى وتطبيقًا له. من أجل ذلك كان صلى الله عليه وسلم يقول للناس "صلوا كما رأيتمونى أصلي"(4) ويقول في الحج "خذوا عني مناسككم"(5) ويقول في الوضوء "من توضأ نحو وضوئى هذا
…
" (6) ويقول في غير هذا
(1) متفق عليه: [ص. ج 6612].
(2)
متفق عليه: [ص. ج 5855].
(3)
صحيح: [ص. ج 4811].
(4)
صحيح: [الإرواء 262].
(5)
صحيح: [الإرواء 1074].
(6)
صحيح: [ص. ج 6175].
"أو مالك فيّ اسوه"(1) ولقد قال رب العزة سبحانه {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} . لذلك أصبح لزامًا على كل مسلم أن يتعلم ما كان يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم في عبادته أو معاملته حتى يمتثل لذلك لأنه هو دين الإِسلام.
وهذا الوجيز بين يديك قد حوى من أقصر طريق تحقيق الاقتداء بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في العبادات والمعاملات وسائر أبواب الفقه وحتى تطمئن نفس القارئ للعمل زين القول بالدليل وحرص الشيخ أكرمه الله ونفع به على أن يكون الدليل مما تلقاه أهل الحديث بالقبول فجاء بالصحيح وما قاربه وأعرض عما اشتدت به العلة لأن في دين الله ما يغنى عن المردود من الآثار.
والشيخ عبد العظيم بن بدوى نفع الله بعلمه جمع فيه بين القلة في الكلام وبين الأدلة التي تطمئن السالكين فكان هذا الكتاب -على صغر حجمه بين الدواوين- جامعا لكتابين معًا الأول كتاب فقه يأخذ بيد القارئ ماذا يفعل والثانى كتاب حديث يصور فيه قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وفعله والجمع بينهما خير كبير فالكتاب يكفى السالك إلى الله رب العالمين ويرضى طلبه العلم المجتهدين. لذا فالكتاب يحتاجه الناس وآمل أن يكون القارئ له متدبرًا يقرأ مقدمته ولا ينسى خاتمته ويعمل بما بينهما.
ولقد قرأت الكتاب من أوله حتى آخر الحج فالفيته سهلًا ميسورًا خلا من ذكر الخلاف تيسيرا على كل من أراد النجاة بالعمل الصالح والتعرف على العلم النافع فالله نسأل أن يوفق الشيخ الكريم إلى المزيد من هذا النتاج الطيب وأن ينفع بعلمه وأن يكلله بالنجاح وأن يوفق كل من قرأ الكتاب للعمل وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل والإخلاص في السر والعلن والله من وراء القصد.
وكتبه فقير عفو ربه ورضاه
محمد صفوت نور الدين
(1) صحيح: [مختصر م 229].