الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولا بأس بأن يعرض الإنسان ابنته أو أخته على أهل الخير، لحديث ابن عمر:"أن عمر بن الخطاب حين تأيمت حفصة بنت عمر من خُنيس بن حذافة السهمى، وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فتُوفى بالمدينة فقال عمر بن الخطاب: أتيت عثمان بن عفان فعرضت عليه حفصة، فقال: سأنظر في أمرى فلبثت ليالى، ثم لقينى فقال: قد بدا لي أن لا أتزوج يومى هذا. قال عمر: فلقيت أبا بكر الصديق، فقلت: إن شئت زوجتك حفصة بنت عمر، فصمت أبو بكر، فلم يرجع إليّ شيئًا، وكنت أوجد (*) عليه مني على عثمان، فلبثت ليالى، ثم خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنكحتها إياه، فلقينى أبو بكر فقال: لعلك وجدت علىّ حين عرضت علىّ حفصة فلم أرجع إليك شيئًا؟ قال عمر: قلت: نعم. قال أبو بكر: فإنه لم يمنعنى أن أرجع إليك فيما عرضت علىّ إلا أنى كنت علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ذكرها، فلم أكن لأفشى سر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو تركها رسول الله صلى الله عليه وسلم بلتها"(1).
النظر إلى المخطوبة:
ومن وقع في قلبه خطبة امرأة شُرع له النظر إليها قبل أن يخطبها، لحديث محمَّد بن مسلمة قال: خطبت امرأة، فجعلت أتخبأ لها، حتى نظرت إليها في نخل لها، فقيل له: أتفعل هذا وأنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا ألقى الله في قلب امرئ خطبة امرأة، فلا بأس أن ينظر إليها"(2).
وعن المغيرة بن شعبة قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت له امرأة أخطبها، فقال:"اذهب فانظر إليها، فإنه أجدر أن يؤدم بينكماِ (* *) "(3).
(*) أوجد عليه: أي أشد موجدة أي غضبا على أبى بكر من غضبى على عثمان.
(1)
صحيح: [ص. نس 3047]، خ (5122/ 175/ 9)، نس (77/ 6)، ومعنى "وكنت أوجد عليه": أي أشد موجدة أي غضبا على أبي بكر من غضبي على عثمان (انظر فتح البارى ج 9 ص 83 دار الريان).
(2)
صحيح: [ص. جه 1510]، جه (1864/ 599/ 1).
(* *) أحرى أن يؤدم بينكما: أولى وأجدر أن يجمع ببنهما ويتفقا على ما فيه صلاحهما، وأكثر ألفته ينسج بينهما
(3)
صحيح: [ص. ت 868]، نس (69/ 6) وهذا لفظه، ت (1093/ 275/ 2) وعنده "فإنه أحرى".