المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

بسم الله الرحمن الرحيم   ‌ ‌مقدمة المؤلف إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، - الوجيز في فقه السنة والكتاب العزيز

[عبد العظيم بدوي]

فهرس الكتاب

- ‌تقديم

- ‌مقدمة الطبعة الثانية

- ‌تقديم بقلم فضيلة الشيخ/ محمد صفوت نور الدين

- ‌بقلم فضيلة الشيخ/ صفوت الشوادفى

- ‌مقدمة المؤلف

- ‌كتاب الطهارة

- ‌1 - باب المياه:

- ‌2 - باب النجاسات:

- ‌كيفية تطهير النجاسة:

- ‌سنن الفطرة:

- ‌الختان

- ‌إعفاء اللحية:

- ‌السواك:

- ‌كراهة نتف الشيب:

- ‌تغيير الشيب بالحناء والكتم (*) ونحوهما وتحريم السواد:

- ‌آداب الخلاء

- ‌باب الآنية

- ‌الطهارة للصلاة

- ‌ الوضوء

- ‌صفته:

- ‌شروط صحته:

- ‌فرائضه:

- ‌سننهُ:

- ‌نواقضه:

- ‌ما يجب له الوضوء (ما يحرم على المحدث):

- ‌ما يستحب له الوضوء:

- ‌المسح على الخفين

- ‌شروطه:

- ‌مدة المسح:

- ‌محل المسح وصفته:

- ‌المسح على الجوربين والنعلين:

- ‌ما يبطل المسح:

- ‌الغسل

- ‌موجباته:

- ‌أركانه:

- ‌صفته المستحبة:

- ‌الأغسال المستحبة:

- ‌(التيمم):

- ‌مشروعيته:

- ‌الأسباب المبيحة له:

- ‌ما هو الصعيد

- ‌صفة التيمم:

- ‌نواقضه:

- ‌جواز التيمم بالجدار

- ‌أحكام الحيض والنفاس

- ‌ما يحرم بالحيض والنفاس

- ‌حكم من أتى حائضَا:

- ‌الاستحاضة:

- ‌أحكام المستحاضة:

- ‌كتاب الصلاة

- ‌منزلتها في الدين:

- ‌حكم تاركها:

- ‌على من تجب

- ‌المواقيت:

- ‌استحباب تقديم الظهر في أول الوقت في غير شدة الحر:

- ‌استحباب الأبراد بالظهر في شدة الحر:

- ‌استحباب التبكير بالعصر:

- ‌إثم من فاتته صلاة العصر:

- ‌إثم من أخرها إلى الاصفرار:

- ‌استحباب تعجيل المغرب وكراهة تأخيرها:

- ‌استحباب تأخير العشاء ما لم تكن مشقة:

- ‌كراهة النوم قبلها والحديث بعدها لغير مصلحة:

- ‌استحباب التبكير بالصبح في أول وقتها (وهو التغليس):

- ‌متى يكون مدركًا للوقت

- ‌قضاء الفوائت:

- ‌هل يقضي من ترك الصلاة عمدًا حتى خرج وقتها

- ‌الأوقات التي نُهى عن الصلاة فيها:

- ‌ويستثنى من هذا النهى زمان ومكان:

- ‌النهي عن التطوع بعد طلوع الفجر وقبل صلاة الصبح

- ‌النهى عن التطوع إذا أقيمت الصلاة

- ‌المواضع التي نهى عن الصلاة فيها:

- ‌فالأرض كلها مسجد إلا ما استثنى في هذه الأحاديث:

- ‌الأذان

- ‌حكمه:

- ‌فضله:

- ‌صفته:

- ‌استحباب جمع المؤذن بين كل تكبيرتين في نفَس:

- ‌استحباب الترجيع:

- ‌التثويب في الأذان الأول للصبح:

- ‌استحباب الأذان في أول الوقت وتقديمه عليه في الفجر خاصة:

- ‌ما يقال عند سماع الأذان والإقامة:

- ‌فائدة:

- ‌ما يستحب للمؤذن

- ‌كم بين الأذان والإقامة

- ‌النهي عن الخروج من المسجد بعد الأذان:

- ‌الأذان والإقامة للفائتة:

- ‌شروط صحة الصلاة:

- ‌فائدة:

- ‌فائدة:

- ‌صفة الصلاة

- ‌أركان الصلاة:

- ‌فائدة:

- ‌واجبات الصلاة:

- ‌دنو المصلى من السترة:

- ‌تحريم المرور بين يدي المصلى:

- ‌سترة الإِمام سترة للمأموم:

- ‌سنن الصلاة:

- ‌الأذكار والأدعية المشروعة بعد الصلاة:

- ‌ما يكره فعله في الصلاة:

- ‌ما يباح فعله في الصلاة:

- ‌ما يبطل الصلاة:

- ‌صلاة التطوع

- ‌فضلها:

- ‌استحباب كونها في البيت:

- ‌أنواعها:

- ‌ما جاء في قراءة النبي صلى الله عليه وسلم في بعض هذه الصلوات:

- ‌الوتر:

- ‌حكمه وفضله:

- ‌وقته:

- ‌عدد ركعات الوتر وصفته:

- ‌أما القنوت في الفجر أبدًا فبدعة

- ‌قيام الليل

- ‌عدد ركعاته:

- ‌مشروعية الجماعة في قيام رمضان:

- ‌استحباب صلاة الرجل بأهله في غير رمضان:

- ‌قضاء قيام الليل:

- ‌كراهة ترك قيام الليل لمن اعتاده:

- ‌صلاة الضحى (صلاة الأوابين)

- ‌مشروعيتها:

- ‌فضلها:

- ‌عدد ركعاتها:

- ‌أفضل أوقاتها:

- ‌الصلاة عقيب الطهور (سنة الوضوء):

- ‌صلاة الاستخارة:

- ‌صلاة الكسوف:

- ‌الخطبة بعد الصلاة:

- ‌صلاة الاستسقاء:

- ‌سجود التلاوة:

- ‌حكم السجود:

- ‌فضله:

- ‌ما يقول إذا سجد:

- ‌سجود الشكر:

- ‌سجود السهو:

- ‌حكم سجود السهو:

- ‌محله:

- ‌سجود السهو لترك شيء من السنن:

- ‌صلاة الجماعة

- ‌حكمها:

- ‌فضلها:

- ‌هل تشهد النساء الجماعة

- ‌بيوتهن خير لهن

- ‌آداب المشى إلى المسجد:

- ‌ما يقول إذا خرج من بيته:

- ‌ما يقول عند دخول المسجد:

- ‌تحية المسجد:

- ‌إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة:

- ‌فضيلة إدراك تكبيرة الإحرام مع الإِمام:

- ‌من جاء وقد فرغ الإِمام:

- ‌الدخول مع الإِمام على أي حال كان:

- ‌متى يعتد بالركعة

- ‌من ركع دون الصف:

- ‌ما يؤمر به الإِمام من التخفيف:

- ‌إطالة الإِمام الركعة الأولى:

- ‌وجوب متابعة الإِمام وحرمة مسابقته:

- ‌من أحق بالإمامة

- ‌إمامة الصبى:

- ‌اقتداء المفترض بالمتنفل وعكسه:

- ‌اقتداء المقيم بالمسافر وعكسه:

- ‌إذا اقتدى المسافر بالمقيم أتم:

- ‌اقتداء القادر علي القيام بالجالس وأنه يجلس معه:

- ‌المأموم الواحد يقوم عن يمين الإمام بحذائه سواء:

- ‌الاثنان فصاعدًا يقومان صفا خلف الإمام:

- ‌فإذا كان المأموم امرأة فإنها تقوم خلف الإمام:

- ‌وجوب تسوية الصفوف

- ‌كيف تُسوّى الصفوف

- ‌صفوف الرجال والنساء:

- ‌فضيلة الصفوف الأول وميامن الصفوف:

- ‌من يقوم خلف الإمام

- ‌كراهة الصف بين السوارى:

- ‌الأعذار في ترك الجماعة:

- ‌صلاة المسافر:

- ‌مسافة القصر:

- ‌الموضع الذي يقصر منه:

- ‌المسافر إذا أقام لقضاء حاجة ولم يُجمع إقامة يقصر حتى يخرج:

- ‌الجمع بين الصلاتين:

- ‌أسبابه:

- ‌الجمعة

- ‌الحث عليها:

- ‌التحذير من التهاون بها:

- ‌وقتها:

- ‌الخطبة:

- ‌هديه صلى الله عليه وسلم في الخطبة:

- ‌خطبة الحاجة:

- ‌وجوب الإنصاف وحرمة الكلام أثناء الخطبة:

- ‌بماذا تدرك الجمعة

- ‌الصلاة قبل الجمعة وبعدها:

- ‌آداب يوم الجمعة:

- ‌ما يستحب من الأذكار والأدعية يوم الجمعة:

- ‌الجمعة في المسجد الجامع:

- ‌اجتماع الجمعة والعيد في يوم واحد

- ‌صلاة العيدين

- ‌حكمها:

- ‌وقتها:

- ‌الخروج إلى المصلى:

- ‌هل يؤذن لها ويقام

- ‌صفة الصلاة:

- ‌القراءة فيها:

- ‌الخطبة بعدها:

- ‌الصلاة قبلها وبعدها:

- ‌ما يستحب يوم العيد:

- ‌صلاة الخوف

- ‌صفتها:

- ‌كتاب الجنائز

- ‌ما يجوز للحاضرين وغيرهم:

- ‌ما يجب على أقارب الميت:

- ‌ما يحرم علي أقارب الميت:

- ‌ما يجب للميت:

- ‌أولًا - الغسل:

- ‌صفة الغسل:

- ‌من يتولى الغسل:

- ‌تنبيه: لا يشرع غسل الشهيد قتيل المعركة:

- ‌ثانيًا- الكفن:

- ‌ويستحب في الكفن أمور:

- ‌الصلاة على الجنازة:

- ‌ويستحب أن يصلوا وراء الإِمام ثلاثة صفوف، وإن قلوا:

- ‌أين يُصَلَى على الجنازة:

- ‌أين يقوم الإمام

- ‌صفة الصلاة:

- ‌ولا تجوز الصلاة على الجنازة في الأوقات التي تحرم الصلاة فيها إلا الضرورة

- ‌فضل الصلاة على الجنازة واتباعها:

- ‌ويجب الإسراع في السير بها، سيرا دون الرمل:

- ‌ماذا يقول إذا دخل القبور أو مرّ عليها:

- ‌الدفن:

- ‌ولا يجوز الدفن في الأحوال الآتية إلا لضرورة:

- ‌ويجب إعماق القبر وتوسيعه وتحسينه:

- ‌ويجوز للزوج أن يتولى بنفسه دفن زوجته، لحديث عائشة قالت:

- ‌التعزية:

- ‌ما ينتفع به الميت:

- ‌زيارة القبور:

- ‌ما يحرم عند القبور:

- ‌كتاب الصيام

- ‌حكمه:

- ‌فضله:

- ‌وجوب صيام رمضان برؤية الهلال:

- ‌بم يثبت الشهر

- ‌على من يجب:

- ‌ما يجب على الشيخ الكبير والمرأة العجوز والمريض الذي لا يرجى برؤه:

- ‌الحبلى والمرضع:

- ‌قدر الطعام الواجب:

- ‌أركان الصوم:

- ‌والذي يفطر به الصائم ستة أشياء:

- ‌آداب الصيام:

- ‌يستحب للصائم أن يراعى في صيامه الآداب التالية:

- ‌ما يباح للصائم:

- ‌صيام التطوع:

- ‌الأيام المنهى عن صيامها:

- ‌النهى عن صيام المرأة وزوجها حاضر إلا بإذنه:

- ‌الاعتكاف

- ‌كتاب الزكاة

- ‌منزلتها في الدين:

- ‌الترغيب في أدائها:

- ‌التحذير من منعها:

- ‌حكم مانعها:

- ‌على من تجب

- ‌الأموال التي تجب فيها الزكاة:

- ‌أولًا- زكاة النقدين: الذهب والفضة:

- ‌زكاة الحلى:

- ‌ثانيًا- زكاة الزروع والثمار:

- ‌الأصناف التي تؤخذ منها:

- ‌النِّصَاب:

- ‌المقدار الواجب:

- ‌خرص النخيل والأعناب

- ‌ثالثا- زكاة المواشي:

- ‌زكاة الإبل:

- ‌نصابها:

- ‌مقدار الواجب فيها:

- ‌زكاة البقر:

- ‌النصاب ومقدار الواجب:

- ‌زكاة الغنم:

- ‌النصاب ومقدار الواجب:

- ‌شروط وجوب الزكاة في المواشي:

- ‌ما لا يؤخذ في الزكاة:

- ‌حكم الخلطة:

- ‌رابعًا- زكاة الركاز:

- ‌مصارف الزكاة:

- ‌هل يجب استيعاب هذه الأصناف

- ‌زكاة الفطر

- ‌حكمها:

- ‌حكمتها:

- ‌قدرها:

- ‌وقت إخراجها:

- ‌مصرفها:

- ‌كتاب الحج

- ‌فضل الحج والعمرة:

- ‌ما هى الاستطاعة

- ‌حج المرأة:

- ‌الحج على الفور:

- ‌المواقيت:

- ‌المواقيت الزمانية:

- ‌المواقيت المكانية:

- ‌مجاوزة الميقات من غير إحرام:

- ‌الإحرام في الميقات:

- ‌جواز اشتراط المحرم التحلل بعذر المرض ونحوه:

- ‌حجة النبي صلي الله عليه وسلم

- ‌أولًا- سنن الحج:

- ‌أ- سنن الأحرام:

- ‌جـ- سنن الطواف:

- ‌د- سنن السعى:

- ‌أركان الحج:

- ‌واجبات الحج:

- ‌شروط الطواف

- ‌شروط السعى:

- ‌محظورات الإحرام:

- ‌مبطلات الحج

- ‌محظورات الحرمين

- ‌جزاء قتل الصيد:

- ‌أمثلة من حكومة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في المثلى:

- ‌جزاء الوطء في الحج:

- ‌الدماء في الحج

- ‌العمرة

- ‌أركانها:

- ‌واجباتها:

- ‌وقتها:

- ‌جوازها قبل الحج:

- ‌زيارة المدينة المنورة

- ‌فضل المدينة:

- ‌فضل مسجدها وفضل الصلاة فيه:

- ‌آداب زيارة المسجد والقبر الشريفين:

- ‌مسجد قباء:

- ‌البقيع واحد:

- ‌المزارات:

- ‌تنبيهان مهمان جدًا:

- ‌كتاب النكاح

- ‌حكمه:

- ‌أي النساء خير

- ‌أي الرجال خير

- ‌النظر إلى المخطوبة:

- ‌الخطبة:

- ‌عقد النكاح:

- ‌وجوب استئذان المرأة قبل الزواج:

- ‌خُطبة النكاح:

- ‌استحباب التهنئة بالنكاح:

- ‌الصداق:

- ‌متى يستحب البناء

- ‌ما يستحب فعله إذا دخل على زوجته:

- ‌وجوب الوليمة:

- ‌كم ينكح الحر

- ‌المحرمات من النساء:

- ‌الرضاع الذي يثبت به التحريم:

- ‌المحرمات مؤقتا:

- ‌الأنكحة الفاسدة:

- ‌1 - نكاح الشغار:

- ‌2 - نكاح المحلل:

- ‌3 - نكاح المتعة:

- ‌العقد على المرأة وفي نية الزوج طلاقها:

- ‌الحقوق الزوجية:

- ‌حق المرأة على الرجل:

- ‌حق الرجل على المرأة:

- ‌الخلافات الزوجية:

- ‌علاج نشوز المرأة:

- ‌علاج نشوز الرجل

- ‌كيف الأمر إذا اشتد الخلاف بين الزوجين

- ‌لم تحرم ما أحل الله لك

- ‌الإيلاء:

- ‌الظهار

- ‌حكمه:

- ‌الطلاق

- ‌أقسام الطلاق:

- ‌أولًا- من حيث اللفظ:

- ‌ثانيا- من حيث التعليق والتنجيز:

- ‌ثالثًا- من حيث السنة والبدعة:

- ‌رابعا- من حيث الرجعة وعدمها:

- ‌الخلع

- ‌تعريفه:

- ‌مشروعيته:

- ‌التحذير منه:

- ‌تحذير الرجال من عضل النساء:

- ‌الخلع فسخ وليس طلاقا:

- ‌العدة

- ‌تعريفها:

- ‌أنواعها:

- ‌ما يجب على المتوفى عنها زوجها:

- ‌ما يجب على المعتدة من طلاق رجعى:

- ‌المطلقة البائن:

- ‌الاستبراء:

- ‌الحضانة:

- ‌كتاب البيوع

- ‌تعريفها:

- ‌مشروعيتها:

- ‌الحث على المكاسب:

- ‌لا بأس بالغنى لمن اتقى:

- ‌الحث على الاقتصاد في طلب المعيشة:

- ‌الحث على الصدق والتحذير من الكذب:

- ‌الحث على السهولة والسماحة في الشراء والبيع:

- ‌فضل إنظار المعسر:

- ‌النهى عن الغش:

- ‌الحث على التبكير في طلب الرزق:

- ‌ما يقول إذا دخل السوق:

- ‌وأحل الله البيع:

- ‌ما نهى عنه الشارع من البيوع:

- ‌1 - بيع الغرر:

- ‌2 - بيع ما ليس عنده:

- ‌3 - بيع المبيع قبل قبضه:

- ‌4 - البيع على بيع أخيه:

- ‌5 - بيع العينة:

- ‌6 - بيع الأجل بزيادة في الثمن (بيع التقسيط):

- ‌ما لا يجوز بيعه:

- ‌1 - الخمر:

- ‌2 - الميتة: والخنزير والأصنام:

- ‌3 - الكلب:

- ‌4 - التصاوير التي فيها روح:

- ‌5 - الثمر قبل بدو صلاحه:

- ‌6 - الزرع قبل اشتداد حَبّه:

- ‌الخيار

- ‌تعريفه:

- ‌أقسامه:

- ‌الربا

- ‌تعريفه:

- ‌حكمه:

- ‌أقسامه:

- ‌الأصناف التي يحرم فيها الربا:

- ‌المزارعة

- ‌تعريفها:

- ‌مشروعيتها:

- ‌ممن تكون المؤنة

- ‌ما لا يجوز في المزارعة:

- ‌المساقاة:

- ‌تعريفها:

- ‌مشروعيتها:

- ‌إحياء الموات:

- ‌تعريفه:

- ‌دعوة الإِسلام إليه:

- ‌الإجارة

- ‌تعريفها

- ‌مشروعيتها:

- ‌ما يجوز إجارته:

- ‌أجر الأجراء:

- ‌إثم من منع أجر الأجير:

- ‌ما لا لمجوز الأجرة عليه:

- ‌أجرة قراءة القرآن:

- ‌الشركة

- ‌تعريفها:

- ‌مشروعيتها:

- ‌الشركة الشرعية:

- ‌المضاربة

- ‌تعريفها

- ‌مشروعيتها:

- ‌العامل أمين:

- ‌السَّلَم

- ‌تعريفه:

- ‌مشروعيته:

- ‌السَّلَم إلى من ليس عنده أصل:

- ‌القرض

- ‌فضله:

- ‌التشديد فيه:

- ‌من أخذ أموال الناس يريد أداءها، أو إتلافها:

- ‌الأمر بأداء الدّين:

- ‌حُسن القضاء:

- ‌حُسن المطالبة:

- ‌إنظار المعسر:

- ‌مَطلُ الغنىِّ (*) ظُلمٌ:

- ‌حبس القادر على الأداء إذا امتنع:

- ‌كُلُّ قرض جرّ منفعة فهو ربا:

- ‌الرّهن

- ‌تعريفه:

- ‌مشروعيته:

- ‌انتفاع المرتهن بالرهن:

- ‌الحوالة

- ‌‌‌تعريفها:

- ‌تعريفها:

- ‌الوديعة

- ‌حكمها:

- ‌ضمانها:

- ‌العارية

- ‌تعريفها:

- ‌حكمها:

- ‌وجوب ردّها:

- ‌ضمانها:

- ‌اللقطة

- ‌تعريفها:

- ‌الواجب على الملتقط:

- ‌ضالّة الغنم والإبل:

- ‌حكم المأكول والشئ الحقير:

- ‌لقطة الحرم:

- ‌اللقيط

- ‌تعريفه:

- ‌حكم التقاطه:

- ‌إسلامه وحريته والنفقة عليه:

- ‌ميراث اللقيط

- ‌ادعاء نسبه:

- ‌الهبة

- ‌تعريفها:

- ‌التحريض عليها:

- ‌قبول القليل من الهبة:

- ‌ما لا يُرد من الهدية:

- ‌المكافأة في الهبة:

- ‌مَن أولى بالهدية

- ‌حرمة تفضيل بعض الأولاد في الهبة:

- ‌لا يحل لأحد أن يرجع في هبته ولا يشتريها:

- ‌ويستثنى من ذلك الوالد فيما يعطى ولده:

- ‌وإذا رد المهدي إليه الهدية فلا كراهة للمهدى في قبولها:

- ‌من تصدق بصدقة ثم ورثها:

- ‌هدايا العمال غلول:

- ‌العمرى والرقبى:

- ‌تعريفهما:

- ‌الغصب

- ‌تعريفه:

- ‌حكمه:

- ‌حرمة الانتفاع بالمغصوب:

- ‌من قُتل دون ماله فهو شهيد:

- ‌غصب الأرض:

- ‌الشفعة

- ‌تعريفها:

- ‌ما تكون فيه الشفعة:

- ‌الشفعة بالجوار إذا كان بينهما حق مشترك:

- ‌الوكالة

- ‌تعريفها:

- ‌مشروعيتها:

- ‌ما تجوز فيه الوكالة:

- ‌الوكيل أمين:

- ‌كتاب الأيمان والنذور

- ‌الأيمان:

- ‌تعريفها:

- ‌بم تنعقد اليمين:

- ‌الحلف بغير الله شرك:

- ‌شبهة وجوابها:

- ‌من حلف بملّة غير الإِسلام:

- ‌من حُلِف له بالله فليرض:

- ‌أقسام اليمين:

- ‌اليمين اللغو وحكمها:

- ‌اليمين الغموس وحكمها:

- ‌اليمين المنعقدة وحكمها:

- ‌مبنى الأيمان على النية:

- ‌لا حنث مع النسيان أو الخطأ:

- ‌الاستثناء في اليمين:

- ‌من حلف على يمين فرأى غيرها خيرًا منها:

- ‌النهى عن الإصرار على اليمين:

- ‌كفارة اليمين:

- ‌الحلف بالحرام:

- ‌النذور

- ‌تعريفها:

- ‌مشروعيتها:

- ‌النهى عن النذر المعلّق:

- ‌متى يصح ومتى لا يصح:

- ‌من نذر ثم عجز عن الوفاء:

- ‌من نذر ثم مات:

- ‌كتاب الأطعمة

- ‌ما يحرم من الأطعمة:

- ‌ما يلحق بالميتة:

- ‌ما يستثنى من الميتة والدم:

- ‌تحريم الحمر الأهلية:

- ‌تحريم أكل كل ذى ناب من السباع وكل ذى مخلب من الطير:

- ‌تحريم الجلاّلة:

- ‌متى تحلّ الجلاّلة

- ‌إباحة كل ما حُرم عند إلاضطرار:

- ‌الذكاة الشرعية:

- ‌تعريفها:

- ‌آلة الذبح:

- ‌صفة الذبح:

- ‌ذكاة الجنين:

- ‌التسمية على الذبيحة:

- ‌استقبال القبلة:

- ‌الصيد:

- ‌من يحلّ صيده:

- ‌آلة الصيد:

- ‌الصيد بالكلب غير المعلم:

- ‌الصيد إذا وقع في الماء:

- ‌الصيد إذا غاب عنه يومين أو ثلاثة ثم وجده:

- ‌الأضحيه

- ‌تعريفها:

- ‌حكمها:

- ‌مع ترك هذا الواجب

- ‌ممّ تكون

- ‌عن كم تجزئ البدنة والبقرة

- ‌الشاة تجزئ عن الرجل وأهل بيته:

- ‌مالا يجوز أن يضحى به:

- ‌العقيقة

- ‌تعريفها:

- ‌حكمها:

- ‌وقتها:

- ‌ما يستحب في حق المولود:

- ‌كتاب الوصية

- ‌تعريفها:

- ‌حكمها:

- ‌مقدار المال الذي تستحب الوصية فيه:

- ‌لا وصية لوارث:

- ‌ما يُكتب في صدر الوصية:

- ‌متى تستحق الوصية:

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه ثان:

- ‌كتاب الفرائض

- ‌تعريفها

- ‌التحذير من التعدّى في المواريث:

- ‌أسباب الإرث:

- ‌موانع الإرث:

- ‌الوارثون من الرجال:

- ‌الوارثات من النساء:

- ‌المستحقون للتركة:

- ‌العصبة:

- ‌تعريفها

- ‌أقسامها

- ‌الحجب والحرمان

- ‌تعريفهما:

- ‌أقسام الحجب:

- ‌كتاب الحدود

- ‌تعريفها:

- ‌جرائم الحدود:

- ‌فضل إقامتها:

- ‌وجوب إقامتها على القريب والبعيد، والشريف والوضيع:

- ‌كراهية الشفاعة في الحدّ إذا رُفع إلى السلطان:

- ‌استحباب الستر على المؤمن:

- ‌الحدود كفارة:

- ‌مَن يقيم الحدود

- ‌حدّ الزنا

- ‌الزنا حرام، وهوِ من أكبر الكبائر:

- ‌أقسام الزناة:

- ‌حدّ الرقيق:

- ‌من أُكره على الزنا فلا حدّ عليه:

- ‌حدّ البكر:

- ‌بم يثبت الحدّ

- ‌حكم من قال أنه زنا بفلانة:

- ‌ثبوته بالشهود:

- ‌حكم من أتى ذات محرم:

- ‌حكم من أتى بهيمة:

- ‌حد اللواط:

- ‌حدّ القذف

- ‌تعريفه:

- ‌حكمه:

- ‌اللعان

- ‌الأحكام المترتبة على اللعان:

- ‌حدّ السكر:

- ‌تحريم الخمر:

- ‌ما هى الخمر

- ‌لا فرق بين قليل الخمر وكثيره:

- ‌حدّ شارب الخمر:

- ‌بم يثبت الحد

- ‌لا يجوز الدعاء على شارب الخمر:

- ‌حَدُّ السَّرقة

- ‌حَدُّ الحرابة (قطع الطريق)

- ‌تعريفها

- ‌حكمها:

- ‌توبة المحاربين قبل القدرة عليهم:

- ‌كتاب الجنايات

- ‌تعريفها:

- ‌تعظيم حرمات المسلمين:

- ‌تحريم قتل الإنسان نفسه:

- ‌ما يبيح القتل:

- ‌أنواع القتل:

- ‌الآثار المترتبة على القتل:

- ‌شروط وجوب القصاص:

- ‌الجماعة تُقتل بالواحد:

- ‌ثبوت القصاص:

- ‌شروط استيفاء القصاص:

- ‌بم يكون القصاص

- ‌القصاص فيما دون النفس:

- ‌شروط القصاص فيما دون النفس:

- ‌القصاص من جراح العمد:

- ‌ الدية

- ‌تعريفها:

- ‌القتل الذي تجب فيه:

- ‌أنواع الدية:

- ‌دية الأعضاء:

- ‌دية منافع الأعضاء:

- ‌دية الشجاج:

- ‌دية الجائفة:

- ‌دية المرأة:

- ‌دية أهل الكتاب:

- ‌دية الجنين:

- ‌كتاب القضاء

- ‌مشروعيته:

- ‌حكمه:

- ‌فضله:

- ‌خطره:

- ‌النهى عن طلب القضاء:

- ‌متى يستوجب الرجل القضاء

- ‌لا يلى القضاءَ النساءُ:

- ‌آداب القاضى:

- ‌ويحرم عليه أخذ الرشوة والهدية:

- ‌ويحرم عليه الحكم وهو غضبان:

- ‌قضاء الحاكم لا يغيّر من الحق شيئا:

- ‌الدعاوى والبينات:

- ‌إثم من ادّعى ما ليس له:

- ‌إثم من حلف على يمين فاجرة ليقتطع بها مالًا:

- ‌طرق إثبات الدعوى:

- ‌ الإقرار

- ‌الشهادة

- ‌من تُقبل شهادته:

- ‌نصاب الشهادة:

- ‌اليمين:

- ‌تعريفه

- ‌الترغيب في الجهاد:

- ‌فضل الشهادة:

- ‌الترهيب من ترك الجهاد:

- ‌حكمه:

- ‌آداب القتال:

- ‌على من يجب الجهاد

- ‌متى يكون الجهاد فرض عين

- ‌أسرى الحرب:

- ‌السلب:

- ‌الغنائم:

- ‌مصارف الخمس:

- ‌الفىء:

- ‌تعريفه:

- ‌عقد الذّمة:

- ‌موجب هذا العقد:

- ‌الأحكام التي تجرى على أهل الذمة:

- ‌متى ينتقض العهد

- ‌موجب النقض:

- ‌ممن تؤخذ الجزية

- ‌قدرها:

- ‌كتاب العتق

- ‌تعريفه

- ‌الحث عليه وفضله:

- ‌أي الرقاب أفضل:

- ‌متى تستحب العتاقة

- ‌أسباب العتق

- ‌التدبير:

- ‌ويصح بيع المدبر وهبته:

- ‌الكتابة:

- ‌تعريفها

- ‌حكمها:

- ‌ومتى يعتق

- ‌بيع المكاتب:

- ‌ الولاء

- ‌الخاتمة نسأل الله حسنها

الفصل: بسم الله الرحمن الرحيم   ‌ ‌مقدمة المؤلف إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره،

بسم الله الرحمن الرحيم

‌مقدمة المؤلف

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدً عبده ورسوله.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} (1).

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} (2).

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا (69) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} (3).

أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدى هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشرّ الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكلل ضلالة في النار (4).

ثم إن علم الفقه من أفضل العلوم وأشرفها، إذ به تصح العبادة التي هي الغاية من خلق الخلق، كما قال تعالى:{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56](5).

وإذا كان أصل النجاة لا يحصل للعبد إلا بصحة التوحيد وسلامته عن شوائب الشرك، فإن تمام النجاة لا يحصل إلا بصحة العبادة وسلامتها من شوائب البدعة

(1) آل عمران (102).

(2)

النساء (1).

(3)

الأحزاب (70، 71).

(4)

هذه خطبة الحاجة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يستفتح بها خطبه ودروسه ومواعظه، وللعلامة الألباني رسالة نافعة فيها فراجعها.

(5)

الذاريات (56).

ص: 13

ولقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم فقه العبد عنوان إرادة الله به الخير، فقال صلى الله عليه وسلم:"من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين"(1).

"وعظمة هذا العلم وشرفه قبل عن الوصف والإحاطة، ذلك أنها أحكام تساير المسلم وتلازمه في عموم مسالك حياته فيما بينه وبين ربه.

وفيما بينه وبين عباده:

فبها يشد حبل الاتصال بعبادة ربه في علانيته وسره، من طهارة، وصلاة، وزكاة، وصيام، وحج ونسائك.

وبها ينشر راية الإِسلام، ويرفع منار القرآن، وذلك في فقه الجهاد والمغازي، والسّيَر، والأمان والعهد، ونحو ذلك.

وبها يتطلب الرزق المباح، ويبتعد عن مواطن الإثم والجناح، وذلك في فقه المعاملات من بيع وشراء، وخيار، وربا، وصرف، وما جرى مجرى ذلك مما يرتبط بمعاملات الخلق المالية لبعضهم مع بعض، وبها تجرى الأمو الذي وظائفها الشرعية من وقف ووصية ونحوهما من أحكام التصرفات المالية.

وبها يقف على فقه الفرائض المحكمة فيسعد بنصف العلم، وتستقر الأموال في يد أربابها على أعدل قسمة وأتم نظام. وبفقهها ينعم بالحياة الزوجية الشرعية، وما يلحق بها من الأحكام.

ويحيط بمدى محافظة الإِسلام على ضروريات الحياة المشمولة باسم: الجنايات، والديات، والحدود والتعزيرات، فيعيش في أمن وأمان، وراحة بال واستقرار.

وهكذا في أحكام الأطعمة والنحائر، والنذور والأيمان، وفي مباحث التقاضي وقواعده وطرقه وأحكامه: موطن تحقق العدالة وفصل الخصام، فتقر الحقوق في أنصبائها، وتعاد الظلامات إلى أهلها" (2).

لهذا كله وغيره قال القائل:

(1) متفق عليه: [البخاري (3316) ومسلم (1037) وابن ماجه (220)].

(2)

مقدمة الشيخ بكر أبو زيد في "التقرب لفقه ابن قيم الجوزية"(1/ 6،7).

ص: 14

إذا ما اعتز ذو علم بعلم

فأهل الفقه أولى باعتزاز

فكم طيب يفوح ولا كمسك

وكم طير يطيرولا كباز

ولما كانت "الشريعة كلها ترجع إلى قول واحد في فروعها وإن كثر الخلاف، كما أنها في أصولها كذلك، ولا يصلح فيها غير ذلك، والدليل عليه أمور:

أحدها: أدلة القرآن.

من ذلك قوله تعالى: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} (1) فنفي أن يقع فيه الاختلاف ألبتة، ولو كان فيه ما يقتضي قولين مخلتفين لم يصدق عليه هذا الكلام على حال.

وفي القرآن {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ} الآية (2). وهذه الآية صريحة في رفع التنازع والاختلاف، فإنه رد المتنازعين إلى الشريعة، وليس ذلك إلا ليرتفع الاختلاف، ولا يرتفع الاختلاف إلا بالرجوع إلى شيء واحد، إذ لو كان فيه ما يقتضى الاختلاف لم يكن فيِ الرِجوع إليه رفِع تنازع، وهذا باطل.

وقال تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ} (3).

والبينات هي الشريعة، فلولا أنها لا تقتضي الاختلاف ولا تقبله ألبتة لما قيل لهم: من بعد كذا، ولكان لهم فيها أبلغ العذر، وهذا غير صحيح. فالشريعة لا اختلاف فيها.

والآيات في ذم الاختلاف والأمر بالرجوع إلِى الشريعة كثيرة، كله قاطع في أنها لا اختلاف فيها، وإنما هي على مأخذ واحد وقول واحد. قال المزنىُّ صاحب الشافعي: ذمّ الله الاختلاف وأمر عنده بالرجوع إلى الكتاب والسنة.

والثاني: أن عامة أهل الشريعة أثبتوا في القرآن والسنة الناسخ والمنسوخ على الجملة، وحذّروا من الجهل به والخطأ فيه، ومعلوم أن الناسخ والمنسوخ إنما هو

(1) النساء (82).

(2)

النساء (59).

(3)

آل عمران (105).

ص: 15

فيما بين دليلين يتعارضان بحيث لا يصح اجتماعهما بحال، وإلا لما كان أحدهما ناسخا والآخر منسوخا، والفرض خلافه، فلو كان الاختلاف من الدين لما كان لاثبات الناسخ والمنسوخ -من غير نص قاطع فيه- فائدة، ولكان الكلام في ذلك كلامًا فيما لا يجنى ثِمرة، إذ كان يصح العمل بكل واحد منهما ابتداء ودواما، استنادا إلى أن الاختلاف أصل من أصول الدين، لكن هذا كله باطل لإجماع، فدل على أن الاختلاف لا أصل له في الشريعة وهكذا القول في كل دليل مع معارضه، كالعموم والخصوص، والاطلاق والتقييد، وما أشبه ذلك، فكانت تنخرم هذه الأصول كلها، وذالك فاسد، فما أدى إليه مثله.

والثالث: أنه لو كان في الشريعة مساغ للخلاف لأدى إلى تكليف مالًا يطاق، لأن الدليلين إذا فرضنا تعارضهما، وفرضناهما مقصودين معًا للشارع: فإما أن يقال إن المكلف مطلوب بمقتضاهما، أوْلا، أو مطلوب بأحدهما دون الآخر، والجميع غير صحيح.

فالأول يقتضي "افعل"، "لا تفعل" لمكلف واحد من وجه واحد، وهو عين التكليف بما لا يطاق.

والثاني باطل، لأنه خلاف الفرض، وكذلك الثالث، إذ كان الفرض توجه الطلب بهما، فلم يبق إلا الأول، فيلزم منه ما تقدم.

والرابع: أن الأصوليين اتفقوا على إثبات الترجيح بين الأدلة المتعارضة إذا لم يمكنْ الجمع وأنه لا يصح إعمال أحد الدليلين المتعارضين جزافًا من غير نظر في ترجيحه جملى الآخبر. والقول بثبوت الخلاف في الشريعة يرفع باب الترجيح جملة، إذ لا فائدة فيه ولا حاجة إليه على فرض ثبوت الخلاف أصلًا شرعيًا لصحة وقوع التعارض في الشريعة، لكن ذلك فاسد، فما أدى إليه مثله" (1).

أقول: لما كانت الشريعة كلها ترجع إلى قول واحد في فروعها وإن كثر الخلاف، كما أنها في أصولها كذلك، أحببت أن أكتب كتابًا في الفقه، مقتصرًا

(1) الموافقات للشاطبي (4/ 118 - 122) باختصار.

ص: 16

فيه على القول الواحد الراجح بما رجحه الدليل الصحيح الثابت سالكًا في ذلك سبيل أهل الاجتهاد والتحقيق، والنظر العميق، الذين حرروا الوقائع، وبينوا النوازل، وساقوا لها صنوف الأدلة من مشكاة النبوة، سائرين مع السنن حيث سارت ركائبها، متجهين معها حيث كانت مضاربها، فأخرجوا بذلك للناس علمًا جما، وفكرا خصبا جاريا على أسعد القواعد وأرشدها.

وهذا النوع من الفقه هو أصلًا حظ أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لقوه إلى التابعين لهم بإحسان، وهكذا تلقفه من تبعهم بالحسنى، فدّونوه على هذا النمط الكريم، والمنهج السليم (1).

وقد سمّيت كتابي هذا:

الوجيز

في

فقه السنة والكتاب العزيز

وقد رتّبتُه على هذا النحو:

كتاب الطهارة. كتاب الصلاة. كتاب الصيام. كتاب الزكاة. كتاب الحج. كتاب النكاح. كتاب البيوع. كتاب الأيْمان. كتاب الأطعمة. كتاب الوصايا. كتاب الفرائض. كتاب الحدود. كتاب الجنايات. كتاب القضاء. كتاب الجهاد. كتاب العتق.

وسرّ هذا الترتيب: أن الله تعالى خلق الخلق ليعبدوه، وبالإلهية يفردوه، ولما كانت الصلاة أصل العبادات وعمود الدين فقد بدأت بها، وإنما قدمت عليها كتاب الطهارة لأن الطهارة شرط من شروط صحتها، والشرط مقدم على المشروط.

ولما كان الصيام لله تعالى وهو يجزى به -كما في الحديث- فقد ألحقته بالصلاة، وقدمته على الزكاة تقديما للعبادات البدنية على العبادات المالية فقط وهي

(1) اقتبست هذه الجملة بمعناها من مقدمة "التقريب" المشار إليها سابقًا.

ص: 17

الزكاة، والبدنية المالية وهي الحج. ولما كان النكاح سبب وجود العابدين فقد جعلته أول كتاب بعد كتب العبادات، ثم أتبعته بالبيوع لأن الناس الموجودين من النكاح لا يزالون يبيعون ويشترون. وقد جرت العادة بكثرة الأيْمان في البيوع ولذلك ألحقت كتاب البيوع بكتاب الأيْمان لبيان ما يصح منها وما لا يصح. ثم أتبعت ذلك بكتاب الأطعمة والوصايا والفرائض، ثم الحدود والجنايات، ولما كان القضاء -غالبا- هو الذي يفصل في الفرائض، و- دائما- في الحدود والجنايات، إذ لا يؤذن في إقامة الحدود لأحد إلا للحاكم أو نائبه، فقد أتبعت ذلك بكتاب القضاء.

ولما كان المسلمون مكلفُين بعد إقامة دين الله في أنفسهم بالسعى لإقامة دين الله في أرض الله ودعوة الناس إلى عبادة الله، وجرت العادة في كل زمان ومكان بوجود من يصدْ عن سبيل الله، ويمنع الدعاة من تبليغ دين الله، فقد تكلمت عن الجهاد وأحكامه، ولما كان من نتائج الجهاد وجود الرقيق -أحيانا- وهم أسرى الحرب من الكفار والمشركين، فقد جعلت كتاب العتق بعد الجهاد لبيان ترغيب الإِسلام في العتق، والأنعام على أسرى الحرب الحرية.

والحكمة في جعل كتاب العتق آخر كتاب في كتاب الوجيز هى الطمع في أن يجعل الله هذا العمل سبب عتقى من النار إنه سبحانه هو العزيز الغفار.

والله العظيم أسأل أن أكون وفقت فيه للصواب وأن يثيبني عليه، وأن يغفر لي ما كان فيه من خطأ.

وأن ينفع به المسلمين. والحمد لله رب العالمين.

كتبه

عبد العظيم بن بدوي الخلفي (لقبا)

بمنزلي الكائن في قريتي الشين/ مركز قطور/ غربية

ساعة أذان الظهر يوم الخميس 21/ 7/ 1413هـ

14/ 1/ 1993 م

ص: 18

الرموز المستخدمه في التخريج

خ .... صحيح البخاري (فتح البارى).

م .... صحيح الإِمام مسلم.

ت

سنن الترمذي.

نس .... سنن النسائي.

جه .... سنن ابن ماجه.

د .... سنن أبى داود (عون المعبود).

ما .... موطأ الإِمام مالك.

فع .... الشافعي (الأم).

أ ..... أحمد (الفتح الربانى).

هق ....... البيهقي.

قط .......... الدراقطني.

حب .... صحيح ابن حبان.

خز .... صحيح ابن خزيمة.

كم .... مستدرك الحاكم.

مى .... سنن الدارمي.

طب .... الطبراني في الكبير.

ش .... مصنف ابن أبي شيبة.

بز .... مسند البزار.

طس

الطبراني في الأوسط

طع .. الطبراني في الصغير

مختصر خ .... مختصر صحيح البخاري.

مختصر م .... مختصر صحيح مسلم.

ص. ت .... صحيح سنن الترمذي.

ص. نس .... صحيح سنن النسائي.

ص. جه .... صحيح سنن ابن ماجه.

ص. د .... صحيح سنن أبى داود.

ص. ج .... صحيح الجامع الصغير.

الإرواء

إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل.

الجنائز

أحكام الجنائز.

الزفاف

آداب الزفاف

صفة الصلاة

صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم.

تمام المنة

تمام المنة في التعليق على فقه السنة.

* * *

ص: 19