الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولأمره صلى الله عليه وسلم المسيء صلاته بذلك، كما مرّ في السجود.
12 -
التشهد الأخير: عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "كنا نقول قبل أن يفرض علينا التشهد: السلام على الله، السلام على جبريل وميكائيل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقولوا هكذا، ولكن قولوا: التحيات لله
…
" (1).
فائدة:
أصح صيغ التشهد ما رواه ابن مسعود رضي الله عنه قال:
"علمنى رسول الله صلى الله عليه وسلم التشهد كفىّ بين كفيّه، كما يعلمني السورة من القرآن التحيات لله، والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله"(2).
فائدة أخرى:
قوله "السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته" قال الحافظ في الفتح (2/ 314):
وقد ورد في بعض طرق حديث ابن مسعود هذا ما يقتضى المغايرة بين زمانه صلى الله عليه وسلم فيقال بلفظ الخطاب، وأما بعده فيقال بلفظ الغيبة، ففى الاستئذان من صحيح البخاري من طريق أبي معمر عن ابن مسعود بعد أن ساق حديث التشهد قال:"وهو بين ظهرانينا، فلما قبض قلنا السلام، يعني على النبي" كذا وقع في البخاري، وأخرجه أبو عوانة في صحيحه، والسراج والجوزقى وأبو نعيم الأصبهاني، والبيهقي من طرق متعددة إلى أبي نعيم شيخ البخاري، فيه بلفظ "فلما قبض قلنا: السلام على النبي "بحذف لفظ يعني". وكذلك رواه أبو بكر بن أبي شيبة عن أبي نعيم.
قال السبكى في شرح المنهاج بعد أن ذكر هذه الرواية من عند أبي عوانة وحده: إن صح هذا عن الصحابة دل على أن الخطاب في السلام بعد النبي صلى الله عليه وسلم
(1) صحيح: [الارواء 319]، نس (40/ 3)، قط (4/ 350/ 1)، هق (138/ 2).
(2)
متفق عليه: خ (6265/ 56/ 11)، م (402/ 301 / 1).
غير واجب، فيقال:
السلام على النبي. قلت (القائل الحافظ): قد صح بلا ريب، وقد وجدت له متابعًا قويًا قال عبد الرزاق: أخبرنا ابن جريج أخبرني عطاء أن الصحابة كانوا يقولون والنبي صلى الله عليه وسلم حىّ: السلام عليك أيها النبي، فلما مات قالوا: السلام على النبيّ، وهذا إسناد صحيح. أهـ.
قال الألباني في صفة الصلاة (126): "ولا بد أن يكون ذلك بتوقيف منه صلى الله عليه وسلم، ويؤيده أن عائشة رضي الله عنها كذلك كانت تعلمهم التشهد في الصلاة: "السلام علي النبي" رواه السراج في مسنده (ج 9/ 1/ 2) والمخلص فى "الفوائد" (ج 11/ 54/1)، بسندين صحيحين عنها. أهـ.
13 -
الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد التشهد الأخير: لحديث فضالة بن عبيد الأنصارى: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلًا يصلى، لم يحمد الله ولم يمجده، ولم يصل على النبي صلى الله عليه وسلم وانصرف. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"عجل هذا" فدعاه وقال له ولغيره:
"إذا صلى أحدكم فليبدأ بتمجيد ربه والثناء عليه، وليصل علي النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يدعو بما شاء"(1).
وعن أبي مسعود قال: أقبل رجل حتى جلس بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن عنده فقال: يا رسول الله، أما السلام عليك فقد عرفناه، فكيف نصلى عليك إذا نحن صلينا عليك في صلواتنا، صلى الله عليك؟ قال: فصمت حتى أحببنا أن الرجل لم يسأله، ثم قال:
"إذا أنتم صليتم عليّ فقدلوا: اللهم صل علي محمد النّبي الأمي وعلى آل محمد
…
الحديث" (2).
(1) صحيح الإسناد: [صفة الصلاة 182 ط. مكتبة المعارف]، ت (3546/ 180/ 5)، د (4/ 354/ 1468)
(2)
إسناده حسن: خز (711/ 351 و 352/ 1).