الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فَقَالَ: "إِنَّمَا الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُوْلَى"، أَوْ "عِنْدَ أَوَّلِ صَدْمَةٍ"(1). [خ 1283، م 923، ن 1869، ت 987، جه 1596]
(28) بَابٌ: في الْبُكَاءِ عَلَى الْمَيِّتِ
3125 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، نَا شُعْبَةُ، عن عَاصِمٍ الأَحْوَلِ
===
(فقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنما الصبر) أي الكامل المرضي المثابُ عليه (عند الصدمة) أي الحملة (الأولى) وابتداءِ المصيبة، وأولِ لحوق المشقة، وإلا فكل أحد يصبر بعدها، قال الطيبي (2): إذ هناك سَورة المصيبة فيثاب على الصبر، وبعدها تنكسر السورة، ويتسلى المصاب بعض التسلي، فيصير للصبر طبعًا، فلا يثاب عليه، انتهى. أما إذا لم يَصِرْ الصبر طبعًا، ثم تَذكَّر المصيبة، ثم صبر ولو طال العهد فيثاب، ولكن الدرجة الأعلى عند الصدمة الأولى (أو) للشك من الراوي (عند أول صدمه).
(28)
(بَابٌ: في الْبُكَاء عَلَى الْمَيِّتِ)
3125 -
(حدثنا أبو الوليد الطيالسي، نا شعبة، عن عاصم الأحول،
= كان في وقت خاص كما بسطه الحافظ، وقال أيضًا: قال الشافعي وغيره: لا ينبغي للإمام أن يتخذ حاجبًا، وقال آخرون: لا بأس، وقيل: يستحب لأن عمر رضي الله عنه كان له حاجب يقال له: يرفأ، كما يدل عليه حديث الفيء المتقدم في "باب صفايا رسول الله صلى الله عليه وسلم"، وبسط في وظائف الحاجب وغيرها. [انظر:"فتح الباري"(13/ 132، 133)]. (ش).
(1)
زاد في نسخة: حَدّثَنَا مُحمَّد بْنُ المُصَفَّى، حَدّثَنَا بقِية، عن إِسْمَاعِيل بْنِ عَياشٍ، عن عَاصِمِ بْنِ رَجَاء بْن حَيْوَة، عن أَبِي عِمْرَان، عن أَبي سَلَّامِ الحَبَشِىِّ، عن ابْنِ غَنَمٍ، عن أَبِي مُوسَى قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقُولُ: "الصَّبْرُ رِضَى"
قال المزي بعد إيراد هذا الحديث في "الأطراف"(9016): "هذا الحديث في رواية أبي الحسن بن العبد عن أبي داود، ولم يذكره أبو القاسم.
(2)
"مرقاة المفاتيح"(4/ 212)، وانظر أيضًا:"شرح الطيبي"(3/ 397).
قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ، عن أُسَامَةَ بْنِ زيدٍ: أَنَّ ابْنَةً (1) لِرَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم أَرْسَلَتْ إِلَيْهِ- وَأَنَا مَعَهُ وَسَعْدٌ، وَأَحْسَبُ أُبَيًّا (2) - أَن ابْنِي أَوْ ابْنَتِي قَدْ حُضِرَ فَاشْهَدْنَا، فَأَرْسَلَ يُقْرِئُ السَّلَامَ، فَقَالَ (3):"قُلْ للَّهِ مَا أَخَذَ وَمَا أَعْطَى، وَكُلُّ شَيءٍ عِنْدَهُ إِلَى أَجَلٍ"، فَأَرْسَلَتْ تُقْسِمُ عَلَيْهِ، فَأَتَاهَا، فَوُضِعَ الصَبِيُّ
===
قال: سمعت أبا عثمان، عن أسامة بن زيد: أن ابنة لرسول الله صلى الله عليه وسلم) هي زينب (4) زوجة أبي العاص (أرسلت إليه) أي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رسولًا (وأنا معه وسعد) بن عبادة (وأحسب) أي أظن (أُبَيًّا) أنه معه، وفي رواية البخاري ومسلم:"ومعه سعد بن عبادة ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب وزيد بن ثابت ورجال"(أن ابني أو) للشك من الراوي (ابنتي قد حُضِرَ فاشهَدْنا) أي اُحْضُرْنا.
(فأرسل) رسول الله صلى الله عليه وسلم (يقرئ السلام فقال) للرسول: (قل) لزينب: (لله ما أخذ وما أعطى، وكل شيء عنده إلى أجل) أي وقت معين، (فأرسلت) ثانيًا رسولها (تُقسم عليه) أي أن يأتيها (فأتاها) أي رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنتَه (فوضع الصبي
(1) في نسخة: "بنتًا".
(2)
في نسخة: "أُبى".
(3)
في نسخة: "وقال".
(4)
هذا مشكل، فإن لها ولدين، أحدهما: ابن مات بعد أمه، اسمه علي، وقد ناهز الاحتلام، والثانية: بنتٌ، وهي أمامة زوجة علي- رضي الله عنه بعد فاطمة، كما في رسالتي "حكايات الصحابة"، والظاهر أن القصة لعبد الله بن رقية كما يظهر من "شرح الزرقاني على المواهب"(4/ 323)، يشكل عليه أيضًا أنه توفي بعد أمه، فالظاهر عندي: أن لفظ الابن مجاز، والداعية أم كلثوم، والمتوفى عبد الله ابن أختها وربيبها، فتأمل. وهذا على ما حكى الزرقاني من موته، وفي "الإصابة" (4/ 297): مات قبل أمه، فيكون المراد رقية بلا شك، وفي "المنهل" (8/ 276): أنها زينب، وهي أمامة بنت أبي العاص، فتأمل، وهو مختار الحافظ في "الفتح"(3/ 156) وتخلص عن الإشكال بأنها أشرفت على الموت، لكن الله عافاها إذ ذاك، ولم يرضَ به العيني (6/ 100)، ويأبى عنه لفظ "الشمائل" رقم (326) بلفظ:"ماتت وهي بين يديه". (ش).
في حِجْرِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ونَفْسُهُ تَقَعْقَعُ، فَفَاضَتْ عَيْنَا رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ: مَا هَذَا؟ قَالَ: "إِنَّهَا رَحْمَةٌ (1) يَضَعُهَا اللهُ في قُلُوبِ مَنْ يَشَاءُ، وَإِنَّمَا يَرْحَمُ اللَّهُ مِنْ عِبَادهِ الرُّحَمَاءَ". [خ 1284، م 923، ن 1868، جه 1588]
3126 -
حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عن ثَابِتٍ الْبُنَانِي، عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "وُلدَ لى اللَّيْلَةَ غُلَامٌ فَسَمَّيْتُهُ بِاسْمِ أَبِي: إِبْرَاهِيمَ" فَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
قَالَ أَنَسٌ: لَقَدْ رَأَيْتُهُ يَكِيدُ بِنَفْسِهِ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم،
===
في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونفسه) أي روحه (تقعقع) أي تضطرب وتتحرك ولا تثبت على حالة واحدة، أو المعنى: تُصَوِّتُ كما يُصوِّتُ في حالة الغرغرة.
(ففاضت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم)(فقال له سعد) بن عبادة: (ما هذا) أي البكاء؟ (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنها) أي الدمعة (رحمة) من الله سبحانه وتعالى (يضعها الله في قلوب من يشاء، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء) قال ميرك (2): ظن سعد أن جميع أنواع البكاء حرام، وأنه عليه الصلاة والسلام نسي، فأعلمه عليه السلام أن مجرد البكاء ليس بحرام، وإنما المحرم النوح والندب وشق الجيوب وضرب الخدود.
3126 -
(حدثنا شيبان بن فروخ، حدثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وُلدَ لي اليلةَ غلام، فسميته باسم أبي: إبراهيم) بدل من أبي، (فذكر الحديث)(3).
(قال أنس: لقد رأيته يكيد) أي يجود (بنفسه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم،
(1) زاد في نسخة "و".
(2)
انظر: "مرقاة المفاتيح"(4/ 205).
(3)
أخرجه مسلم وفيه أنه عليه السلام دفعه (أي المولود) إلى أم سيف امرأة قين. (ش).