الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(5)[بَابٌ: في كَرَاهِيَةِ الْحَلْفِ بِالآبَاءِ]
3249 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، نَا زُهَيْرٌ، عن عُبَيْدِ اللَّهِ بْن عُمَرَ، عن نَافِعٍ، عن ابْنِ عُمَرَ، عن عُمَرَ بْنِ الْخَظَابِ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَدْرَكَهُ وَهُوَ في رَكْبٍ وَهُوَ يَحْلِفُ بِأَبِيهِ فَقَالَ: "إِنَ الله يَنْهَاكُمْ أَنْ تَحْلِفُوا بِآبائِكُمْ، فَمَنْ كَانَ حَالِفًا فَلْيَحْلِفْ بِاللَّه أَوْ ليَسْكُت". [خ 6646، م 1646، ن 3767، جه 2094]
3250 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، نَا عَبْدُ الزَزَّاقِ، أَنَا مَعْمَرٌ، عن الزُّهْرِيِّ، عن سَالِمٍ، عن أَبِيهِ، عن عُمَرَ رضي الله عنه قَالَ:
===
(5)
(بَابٌ: في كَرَاهِيَةِ الْحَلفِ بِالآبَاءِ)
هذه الترجمة مذكورة في النسخة المصرية وإحدى النسختين المدنيتين والكانفورية والمجتبائية، وأما في النسخة الأحمدية وإحدى النسختين المدنيتين فعلى الحاشية بطريق النسخة
3249 -
(حدثنا أحمد بن يونس، نا زهير، عن عبيد الله (1) بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر بن الخطاب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أدركه) أي عمر (وهو في ركب) أي جماعة الركبان (وهو يحلف بأبيه) أي سبق على لسانه على عادة العرب في الجاهلية (فقال: إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم، فمن كان حالفًا فليحلف بالله أو ليسكت) قال محمد في "الموطأ"(2): وبهذا نأخذ، لا ينبغي لأحد أن يحلف بأبيه، فمن كان حالفًا فليحلف بالله، ثم ليبرر أو ليصمت.
3250 -
(حدثنا أحمد بن حنبل، نا عبد الرزاق، أنا معمر (3)، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، عن عمر رضي الله عنه قال:
(1) جزم الحافظ في "الفتح"(11/ 531) أن رواية عبيد الله المصغر بدون واسطة عمر، فالحديث من مسند ابن عمر، ورواية عبد الله المكبر من مسند عمر، وبسط الاختلاف في ذلك. (ش).
(2)
انظر: "الموطأ" مع "التعليق الممجد" رقم (753).
(3)
جزم البخاري أن رواية معمر بدون واسطة عمر رضي الله عنه. (ش).
"سَمِعَنِي رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم، نَحْوَ مَعْنَاهُ إِلَى "بِآبائِكُمْ". زَادَ: قَالَ عُمَرُ: فَوَاللَّه مَا حَلَفْتُ بِهَذَا ذَاكِرًا وَلَا آثِرًا. [خ 6647، وانظر سابقه]
3251 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، نَا ابْنُ إِدْرِيسَ قَال: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ، عن سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ قالَ: سَمِعَ ابْنُ عُمَرَ رَجُلًا يَحْلِفُ: لَا وَالْكَعْبَةِ، فَقَال لَهُ ابْنُ عُمَرَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللَّهِ فَقَدْ أَشْرَكَ". [ن 1535، حم 2/ 34، ق 10/ 29، ك 1/ 18]
3252 -
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْعَتَكِيُّ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَدَنِيُّ، عن أَبِي سهَيْلٍ نَافِعِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ، عن أَبِيهِ أَنَّهُ سَمِعَ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللهِ- يَعْنِي في حَدِيثِ قِصَّةِ الأَعْرَابِيِّ-
===
سمعني رسول الله صلى الله عليه وسلم، نحو معناه) أي معنى الحديث المتقدم (إلى بآبائكم) أي إلى قوله: بآبائكم، (زاد: قال عمر: فوالله ما حلفت بهذا ذاكرًا) من نفسي (ولا آثرًا) أي ناقلًا وحاكيًا عن كلام غيري.
3251 -
(حدثنا محمد بن العلاء، نا ابن إدريس قال: سمعت الحسين بن عبيد الله، عن سعد بن عبيدة (1) قال: سمع ابن عمر رجلًا يحلف: لا والكعبة، فقال له ابن عمر: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من حلف بغير الله فقد أشرك) أي فقد أشرك غير الله به في التعظيم، فإن كان جرى على لسانه عادة من غير نية التعظيم، فقد أشرك صورة، ومن نوى التعظيم، فقد أشرك شركًا جليًا
3252 -
(حدثنا سليمان بن داود العتكي، نا إسماعيل بن جعفر المدني، عن أبي سهيل نافع بن مالك بن أبي عامر) الأصبحي، أبو سهيل، التيمي المدني، ثقة، قال الواقدي: كان يؤخذ عنه القراءة بالمدينة، (عن أبيه أنه سمع طلحة بن عبيد الله - يعني في حديث قصة الأعرابي-
(1) وقع في الأصل: "سعيد بن أبي عبيدة" بدل "سعد بن عبيدة"، وهو خطأ، والتصويب من "تحفة الأشراف"(5/ 188) رقم (7045).
قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَفْلَحَ وَأَبِيهِ إِنْ صَدَقَ، دَخَلَ الْجَنَّةَ وَأَبِيهِ إِنْ صَدَقَ". [تقدم برقم 391]
===
قال النبي صلى الله عليه وسلم أفلح وأبيه إن صدق، دخل الجنة وأبيه إن صدق).
قال الحافظ (1): فإن قيل: ما الجامع بين هذا وبين النهي عن الحلف بالآباء؟ أجيب بأن ذلك كان قبل النهي، أو بأنها كلمة جارية على اللسان لا يقصد بها الحلف، كما جرى على لسانهم عقرى، حلقى، وما أشبه ذلك، أو فيه إضمار اسم الرب كأنه قال: ورب أبيه، وقيل: هو خاص ويحتاج إلى دليل.
وحكى السهيلي عن بعض مشايخه أنه قال: هو تصحيف، وإنما كان: والله، فقصرت اللامان، واستنكر القرطبي هذا، وقال: إنه يجزم الثقة بالروايات الصحيحة، وغفل القرافي فادعى أن الرواية بلفظ:"أبيه" لم تصح؛ لأنها ليست في "الموطأ" وكأنه لم يرتض الجواب، فعدل إلى رد الخبر، وهو صحيح لا مرية فيه، وأقوى الأجوبة الأولان، انتهى.
هذه الأحاديث الثلاثة حديث أحمد بن حنبل، وحديث محمد بن العلاء، وحديث سليمان بن داود العتكي، كلها ليست في النسخة المصرية والنسختين المكتوبتين الأحمدية وإحدى المدنيتين، لكن فيهما على الحاشية موجودة، وكُتِبَ عليها هذه العبارة: عزا في "الأطراف" حديث أحمد بن حنبل إلى أبي داود ثم قال (2): هو في رواية أبي الحسن بن العبد، ولم يذكره أبو القاسم، وعزا حديث سليمان بن داود (3) إليه، ولم ينبه على أنه من رواية أحد، وأما حديث محمد بن العلاء (4)، انتهى.
(1)"فتح الباري"(1/ 107).
(2)
انظر: "تحفة الأشراف" رقم (10518).
(3)
راجع المصدر السابق ح (5009).
(4)
وعزا المزي في "الأطراف" ح (7045) حديث محمد بن العلاء إلى ابن العبد وغيره، ثم قال: ولم يذكره أبو القاسم، قلت: وذكره المنذري في "مختصره"(3121) وما قال صاحب "العون"(3235): لم يذكره المنذري، فهو سهو.