الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(11) بَابٌ: فِي هَدَايَا الْعُمَّال
2946 -
حَدَّثَنَا ابْنُ السَّرْحِ وَابْنُ أَبِي خَلَفٍ، لَفْظُهُ، قَالَا: نَا سُفْيَانُ، عن الزُّهْرِيِّ، عن عُرْوَةَ، عن أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم اسْتَعْمَلَ رَجُلًا مِنَ الأَزْدِ يُقَالُ لَهُ ابْنُ اللُّتْبِيَّةِ (1). - قَالَ ابْنُ السَّرْحِ: ابْنُ الأُتْبِيَّةِ - عَلَى الصَّدَقَةِ، فَجَاءَ فَقَالَ: هَذَا لَكُمْ وَهَذَا أُهْدِيَ لِي،
===
(11)
(بَابٌ: فِي هَدَايَا الْعُمَّالِ)(2)
أي ما يُهْدَى إلى العمال من الرعية
2946 -
(حدثنا ابن السرح وابن أبي خلف، لفظه) أي لفظ الحديث لفظ ابن أبي خلف (قالا: نا سفيان، عن الزهري، عن عروة، عن أبي حميد الساعدي: أن النبي صلى الله عليه وسلم استعمل رجلًا) أي جعله عاملًا (من الأزد) وفي رواية البخاري: "من بني أسد"(يقال له: ابنُ اللُّتْبِيَّة، قال ابن السرح: ابن الأُتْبِيَّة) بضم الهمزة وسكون التاء المثناة الفوقانية وكسر الباء. الموحدة وتشديد الياء التحتانية، قال في "القاموس": وبنو لتب بالضم حَيٌّ، منهم عبد الله بن اللُّتْبِيَّة، انتهى. قال الحافظ (3): اسمه عبد الله، واللتبية أمه لم نقف على تسميتها.
(على الصدقة) متعلق باسْتَعْمَلَ (فجاء) أي راجعًا بعد الفراغ من العمل، وجاء بمال (فقال) لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأشار إلى نوع من المال:(هذا لكم) أي مال الصدقة لبيت المال (وهذا) أشار إلى النوع الآخر من المال (أُهْدِيَ لِي) أي من الرعية.
(1) في نسخة: "ابن لتبية".
(2)
قال ابن عبد البر في "التمهيد"(10/ 125): الهدية إليه صلى الله عليه وسلم يكون ملكًا له، وإلى غيره من الأمراء فيء، وأتى ببحث طويل، وبهذا جزم في "شرح السير الكبير"(4/ 1239). (ش).
(3)
فتح الباري" (13/ 165).
فَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْمِنْبَرِ فَحَمِدَ اللَّهِ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَقَالَ: "مَا بَالُ الْعَامِلِ نَبْعَثُهُ فَيَجِيءُ فَيَقُولُ: هَذَا لَكُمْ وَهَذَا أُهْدِيَ لِي، أَلَّا (1) جَلَسَ في بَيْتِ أُمِّهِ أَوْ أَبِيهِ، فَيَنْظُرَ أَيُهْدَى لَهُ (2) أَمْ لَا؟
لَا يَأْتِي أَحَدٌ مِنْكُمْ (3) بِشَيءٍ مِنْ ذَلِكَ إِلَّا جَاءَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، إِنْ كَانَ بَعِيرًا فَلَهُ رُغَاءٌ، أَوْ بَقَرَةً فَلَهَا خُوَارٌ، أَوْ شَاةً تَيْعَرُ"، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى رَأَيْنَا عُفْرَةَ إِبْطَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: "اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ، اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ". [خ 6772، م 1832، دي 1669، حم 5/ 423]
===
(فقام النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر فحمد الله وأثنى عليه، وقال: ما بال العامل نبعثه) على العمل (فيجيء) بالمال (فيقول: هذا لكم وهذا أُهْدِيَ لِي، ألَّا جَلَسَ في بيت أُمِّه أو) حرف التنويع، ويحتمل الشك، وفي حديث البخاري بالواو، بيت (أبيه، فَيَنْظُرَ أَيُهْدَى له أم لا؟ )، وظاهر أنه إذا جلس في بيت أمه وأبيه لا يُهْدَى له قطعًا ويقينًا، فهذا الذي أهدي له هو للحكومة، وهو الرشوة.
(لا يأتي أَحَدٌ منكم بشيءٍ من ذلك) وفي رواية عبد الله بن محمد: "لا يأخذ أحدٌ منها شيئًا"، وفي رواية أبي بكر بن أبي شيبة:"لا ينال أحد منكم منها شيئًا"(إلَّا جاء به يوم القيامة، إن كان) المأخوذ بغير حقه (بعيرًا فله رغاء) وهو صوت البعير (أو) كان الذي غله (بقرة فلها خوار) بضم الخاء المعجمة، صوتُ البقر (أو) كان (شاة) يجيء بها (تيعر) وهو صوت الشاة الشديد (ثم رفع يديه حتى رأينا عُفْرة) أي بياض (إِبْطَيْه، ثم قال: اللَّهم هل بلغت، اللَّهم هل بلغت).
قال الحافظ (4): وفي الحديث محاسبة المؤتمن، ومنع العمال ممن له
(1) في نسخة: "هلَّا".
(2)
في نسخة: "إليه".
(3)
في نسخة: "أحدكم".
(4)
"فتح الباري"(13/ 167).