الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(15) بَابُ مَا جَاءَ فِيمَنْ مَاتَ عن غَيْرِ وَصِيَّة يُتَصَدَّقُ عَنْهُ
؟
2881 -
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: نَا حَمَّادٌ، عن هِشَامٍ، عن أَبِيهِ، عن عَائِشَةَ: أَنَّ امْرَأَةً
===
عمل الغير، وكذلك الميت ينتفع بالصدقة عنه، وبالعتق عنه بنص السنَّة والإجماع، وهو من عمل غيره، وأنه يسقط الحج المفروض عن الميت بحج وليه عنه بنص السنَّة، وكذا تبرأ ذمة الإنسان من ديون الخلق إذا قضاها عنه قاض، وذلك انتفاع بعمل الغير، وكذلك الصلاة والدعاء له فيها ينتفع بها الميت، وهي من عمل الغير، ونظائر ذلك كثيرة لا تحصى، كذا في "شيخ زاده"(1).
(15)
(بَابُ مَا جَاءَ فِيمَنْ مَاتَ عَنْ غيرِ وَصِيَّةٍ)، أي: ولم يوص أَ (يُتَصَدَّقُ عَنْهُ؟ ) بحذف حرف الاستفهام، أي: أينفعه التصدق عنه؟
2881 -
(حدثنا موسى بن إسماعيل قال: نا حماد، عن هشام) بن عروة، (عن أبيه) عروة، (عن عائشة) رضي الله عنها (أن امرأة).
أخرج البخاري هذا الحديث في الجنائز من طريق محمد بن جعفر، قال: أخبرني هشام، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها أن رجلًا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: إن أمي افتلتت نفسها، الحديث.
وأخرج في الوصايا أيضًا من طريق مالك، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها أن رجلًا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: إن أمي افتلتت، ففيهما أن السائل هو الرجل، قال الحافظ (2): هو سعد بن عبادة، واسم أمه عمرة.
ثم قال الحافظ (3) في الوصايا في "باب ما يستحب لمن توفي فجأة": أورد فيه حديث عائشة "أن رجلًا قال: إن أمي افتلتت نفسها"، وحديث
(1)(8/ 24).
(2)
"فتح الباري"(3/ 255).
(3)
"فتح الباري"(5/ 389).
قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أُمِّي افْتُلِتَتْ نَفْسُهَا وَلَوْلَا ذَلِكَ لَتَصَدَّقَتْ وَأَعْطَتْ، أَفَيُجْزِئُ أَنْ أَتَصَدَّقَ عَنْهَا؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"نَعَمْ، فَتَصَدَّقِي عَنْهَا". [خ 1388، م 1004، ن 3649، جه 2717]
2882 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، نَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: نَا زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: أَنا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عن عِكْرِمَةَ، عن ابْنِ عَبَّاسٍ:"أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسولَ اللَّهِ، إِنَّ أُمَّهُ تُوُفِّيَتْ أَفَيَنْفَعُهَا إِنْ تَصَدَّقْتُ عَنْهَا؟ قَالَ: "نَعَمْ"، قَالَ: فَإِنَّ لِي مَخْرَفًا، وَإِنّي أُشْهِدُكَ أَنّي قَدْ تَصَدَّقْتُ بِهِ عَنْهَا". [خ 2770، ت 669، ن 3655، حم 1/ 333، ك 1/ 420]
===
ابن عباس "أن سعد بن عبادة قال: إني أمي ماتت"، وكأنه رمز إلى أن المبهم في حديث عائشة هو سعد بن عبادة، انتهى.
قلت: فلعل (1) ما وقع في رواية أبي داود بلفظ "إن امرأة" خلاف ما في رواية البخاري، غير محفوظ.
(قالت: يا رسول الله، إن أمي افتلتت نفسها) أي: ماتت بغتة وفجأة (ولولا ذلك) أي: موتها فجأة (لتصدقت وأعطت، أفيجزئ أن أتصدق عنها؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: نعم، فتصدقي عنها)، وهذا ظاهر في أن الصدقة يصل ثوابها إلى الميت، ولولا ذلك لم يأمرها صلى الله عليه وسلم بالتصدق عنها.
2882 -
(حدثنا أحمد بن منيع، نا روح بن عبادة قال: نا زكريا بن إسحاق قال: أَنَا عمرو بن دينار، عن عكرمة، عن ابن عباس: أن رجلًا) هو سعد بن عبادة (قال: يا رسول الله، إن أمه) واسمها عمرة (توفِّيَت أفينفعها إن تصدقت عنها؟ قال: نعم، قال: فإن لي مخرفًا) أي: بستانًا (وإني أُشْهِدك أني قد تصدقت به) أي: بالمخرف (عنها) أي: عن أمي.
(1) وقال العيني على البخاري: وإن القضايا متعددة [انظر: "عمدة القاري" (6/ 305)]. (ش).